أبين - ناشدت اللجنة الأمنية في محافظة أبين جنوبي اليمن ، مجددا ، وزارة الداخلية توفير كل الإمكانيات المادية والبشرية لضمان تنفيذ مختلف الخطط والبرامج الأمنية والتغلب على الصعوبات التي تواجه النشاط الأمني وتهيئة الظروف لعودة نازحي أبين في إطار استقرار أمني حقيقي والتصدي بحزم للخارجين على القانون. جاء ذلك لدى مناقشة اللجنة في اجتماع لها برئاسة المحافظ جمال ناصر العاقل عددا من التقارير والمستجدات الأمنية بالمحافظة. وأكدت اللجنة الأمنية أهمية الارتقاء بمستوى الأداء الأمني لمختلف الأجهزة الأمنية وتعزيز الجهود لرفع جاهزية منتسبي أجهزة الأمن لمواجهة التحديات التي تواجه محافظة أبين. وتاتي مطالبة ومناشدة اللجنة الامنية ، بعد تحذير مسؤولين وسياسيين في أبين من استعادة جماعة "أنصار الشريعة" الذراع اليمنية لتنظيم "القاعدة" السيطرة على المحافظة بعدما دحر الجيش اليمني عناصرها في منتصف مايو الماضي..حيث رفع من تلك التحذيرات ظهور مفاجئ لعشرات من عناصر التنظيم واشتباكات مع قوات الجيش واللجان الشعبية أسفرت عن سقوط قتلى وجرحى. وكان محافظ أبين جمال العاقل قال في تصريحات سابقة الشهر الماضي إن وزارة الداخلية خذلت المحافظة، ولم تقم برفدها بقوة من الأمن العام والنجدة والأمن المركزي من أجل حفظ الأمن في أبين . وقال وكيل المحافظة أحمد الرهوي إن الوضع الأمني الراهن في أبين يشجع عناصر "القاعدة" على التجمع من جديد في بعض المناطق والسعي للسيطرة عليها نظراً للغياب الكامل للأجهزة الأمنية المختلفة، والانفلات الأمني غير المسبوق الذي تشهده المحافظة . وأضاف أن الأوضاع في المحافظة تزداد سوءاً بسبب غياب الدولة ومؤسساتها المختلفة، الأمر الذي جعل الخلايا النائمة لتنظيم "القاعدة" تتحرك بسهولة وتقوم بإثارة الفوضى وأعمال العنف في بعض مناطق بالمحافظة . وتذهب استراتيجية القاعدة كما ظهر منذ دحرها من معاقلها الرئيسة في أبين وشبوة قبل ما يزيد عن شهر ونصف ، لاعتماد حرب العصابات ونشر الخلايا لاعمال تفجير واغتيالات ، وفي جانب محاولة لملمة صفوفها في مناطق نائية جبلية وعرة خارج سيطرة الدولة بين محافظتي شبوة وابين ومأرب. ويقر المسؤولون اليمنيون بأن تشديد إجراءات الأمن ورفع الجاهزية العسكرية والأمنية في العاصمة صنعاء وبعض المحافظات لصد هجمات مسلحي "القاعدة" لم يخل من اختراقات لبعض خلايا التنظيم،التي عاودت هجماتها خلال الشهرين الماضيين عبر تفجيرات واغتيالات ومفخخات وهجمات انتحارية . ويؤكد الخبراء أن حصول هجمات فاشلة أو ناجحة في غير منطقة يمنية يحمل دلالة قوية على أن التنظيم لا يزال قادراً على اختراق مناطق الحزام الأمني ما يجعل من إمكان ارتفاع وتيرة الهجمات أمراً وارداً . وحاليا تنتشر اللجان الشعبية المكونة من رجال القبائل في جميع مديريات محافظة أبين بمساعدة الثكنات العسكرية الموزعة على معظم المديريات للتصدي لأي هجوم مباغت تشنه العناصر المسلحة بعد تصاعد المخاوف من احتمالات عودة القاعدة. ويعزو خبراء هذه المخاوف إلى غياب إستراتيجية للحسم النهائي، وإلى بقاء امتلاك القوة العسكرية في يد التنظيم رغم الخسارة الأخيرة التي مني بها في أبين. ويرون أن إستراتيجية التنظيم القادمة في الوقت الراهن لن تعتمد على السيطرة على المدن بقدر الاعتماد على خوض حرب استنزاف مع قوات الجيش والأمن ، تجعله في حالة استنفار وإنهاك دائمة بعمليات نوعية ينفذها في أكثر من محافظة.