حصل اليمن من الجهات المانحة التي عقدت مؤتمرها في الرياض امس على تعهدات تناهز 6,4 مليارات دولار من اصل 12 مليار دولار تقول انها ملحة لاعادة انعاش الاقتصاد المنهك في افقر بلدان شبه الجزيرة العربية. وشارك بالمؤتمر وهو الثاني لهذا الغرض العام الجاري دول مجلس التعاون الخليجي إلى جانب أكثر من ثلاثين دولة ومنظمة مانحة في مقدمتها الولايات المتحدة ، والمملكة المتحدة، والأمم المتحدة، وصندوق النقد الدولي، وصناديق التمويل العربية والدولية، ومراقبون من القطاع الخاص، وممثلون لمنظمات المجتمع المدني. واكدت نائبة رئيس البنك الدولي للشرق الاوسط وشمال افريقيا اينغر اندرسن امس خلال مؤتمر المانحين ان اجمالي تعهدات المانحين بلغ 6,4 مليارات دولار. ويتضمن هذا المبلغ اربعة مليارات دولار سبق ان اعلنت خلال اجتماع "اصدقاء اليمن" الذي استضافته العاصمة السعودية في نهاية ايار الماضي، ومن بينها 3,25 مليارات دولار من السعودية. وقالت اندرسن: "ان الرقم الاجمالي بلغ 6,369 مليارات دولار، لتمويل (حاجات) المدى القصير وقسم من المدى الطويل". وذكرت ان "بعض الشركاء لم يتمكنوا من اعلان تعهداتهم لحاجتهم الى موافقة برلمانية". واشارت الى ان البنك الدولي قدم منحة ب400 مليون دولار، وهي تضاف الى 700 مليون دولار اعلن البنك تقديمها لليمن منها 200 مليون دولار صُرفت. وقال رئيس الوكالة الاميركية للتنمية الدولية راجيف شاه في كلمة أمام اجتماع المانحين في الرياض إن المبلغ يزيد على ضعف رقم العام الماضي. أضاف أن 117 مليون دولار ستقدم في شكل مساعدات إنسانية. وكان اليمن الذي يعاني ازمة اقتصادية وانسانية خانقة دعا المانحين في الرياض الى تقديم دعم له بحوالى 12 مليار دولار. وقال وزير التخطيط اليمني محمد السعدي امام المؤتمر ان "حكومة الوفاق الوطني بحاجة الى مبلغ 11,9 مليار دولار في المدى القصير، وهي بحاجة ماسة الى صرف 4,7 مليارات دولار بحلول 20 شباط لاحتياجات انسانية طارئة". وبالاضافة الى السعودية، تحتل الولايات المتحدة المرتبة الثانية مع 846 مليون دولار يليها صندوق التنمية العربي (510 ملايين) فالبنك الدولي (400 مليون) وصندوق النقد العربي (380 مليونا) ومن ثم بريطانيا (311 مليونا). كما تعهد الاتحاد الاوروبي تقديم مبلغ 214 مليونا في حين اعلنت المانيا عن مبلغ 158 مليونا وهولندا عن مئة مليون. وكان محافظ البنك المركزي اليمني محمد بن همام قال: "لا نتوقع توقيع اتفاقات لتقديم المزيد من المساعدات" خلال المؤتمر الذي يستمر يومين "انما نتوقع الاعلان عن مزيد من التعهدات". وقال احد المسؤولين المشاركين في المؤتمر ان "المشكلة لا تكمن في عدم توفر الاموال انما في الطريقة التي سيتم التصرف فيها". اضاف رافضا الكشف عن اسمه: "هناك سوابق في هذا الشأن وهي كثيرة وتعرفونها (...) لذا يجب الانتباه والاشراف المباشر اذا امكن (على كيفية صرف الاموال)". وعبر رئيس مجلس الوزراء اليمني محمد سالم باسندوه في ختام الجلسة عن شكره وتقديره إلى كل الدول والمنظمات التي أعلنت تعهداتها في هذا المؤتمر، معربا عن ثقته في إعلان بقية الدول والمنظمات المانحة لتعهداتها في مؤتمر أصدقاء اليمن القادم في نيويورك. وقال: "نحن على ثقة أن الأشقاء والأصدقاء سيقفون دائما وكما عهدناهم إلى جانب الشعب اليمني في وقت الشدة والضيق". وتعهد التزام الحكومة بمواصلة محاربة الفساد، وتطوير آليات الشفافية وتحسين القدرات الاستيعابية للمنح والمساعدات والقروض، بما ينعكس على أحداث التغيير المنشود والتنمية الاقتصادية والاجتماعية اللازمة والتي تحقق تطلعات الشعب اليمني. فيما اعتبر وزير المالية السعودي الدكتور إبراهيم العساف هذه التعهدات بالرقم الجيد، متوقعا إعلان تعهدات جديدة في اجتماع أصدقاء اليمن في نيويورك نهاية الشهر الجاري. وأكد أهمية التسريع في تنفيذ الالتزامات والتعهدات وان تنعكس الأرقام التي أعلنت في هذا المؤتمر على التنمية وخير الشعب اليمني. (سبأ، رويترز، أ ف ب)