أفضى يوم ساخن بسخونة النهايات لمؤتمر الحوار اليمني حول وثيقة الضمانات لتنفيذ مخرجات مؤتمر الحوار التي فجرت أزمة جديدة وفوضى وخلافات عارمة للمرة الثانية في قاعة الانعقاد ، أفضى إلى توافق مشكل للجنة من كافة المكونات لاستيعاب ملاحظات المكونات وإعادة صياغتها وتقديمها للجلسة العامة..في وقت شن فيه فريق خبراء المبعوث الخاص للأمين العام للأمم المتحدة إلى اليمن جمال بن عمر هجوما حادا على الإعلام اليمني معتبرين أن 70 في المائة مما ينقل الآن إشاعات. وكان يوم الأمس ساخناً سخونة النهايات.. تجاذبات في الرؤى، تباينات في زوايا الرؤية نحو ضمانات تنفيذ مخرجات مؤتمر الحوار الوطني الشامل، سقوف عالية وطموح بلا حدود، لكن طبيعة التحاور، واستحقاقات التوافق تفرض تنازلات، وتحول دون الوصول إلى النموذج والاكتفاء بالممكن الذي تجود به الخواتم التوافقية للتحاور. الكل وصل قاعة الجلسة العامة الختامية في يومها الثاني متحفزاً مستنفراً كل قدراته في التأثير والإقناع، يقلب خزائن حججه، ويحشد قدراته في اختراق قناعات الآخر. وطبقا لمركز إعلام الحوار فقد تحولت قاعة الموفنبيك إلى عشرات الجزر لحوارات ثنائية أو جماعية.. أصوات تعلو وأكف لا تتوقف عن الحركة تساند اللسان في الإقناع.. هذا يوزع الابتسامات ليكسب أنصاراً لرؤيته، وذاك لا يكف عن الحركة بين المجموعات يسوق قناعة مكونه تجاه وثيقة الضمانات، وآخرون لا يكتفون بمن في القاعة، بل يصعدون المنصة لإقناع هيئة رئاسة الجلسة. وبعد مد وجذب استجاب الجميع لمقترح رئيس الجلسة بتشكيل لجنة لاستيعاب ملاحظات المكونات فتعقد المكونات اجتماعات عاجلة يختار كل مكون ممثله في اللجنة المقترحة..حيث خضع ثمانية عشر عضواً لفرز مكوناتهم قبل أن تسلم أسمائهم لرئاسة الجلسة.. وقبيل إعلان تشكيلة لجنة تلقي الملاحظات يوم أمس ، رفعت الجلسة لبعض الوقت للتشاور إزاء التشكيلة من قبل هيئة رئاسة مؤتمر الحوار والمكونات.. ثم استأنفت الجلسة وأعلن نائب رئيس مؤتمر الحوار ياسين مكاوي، قوام اللجنة التي شكلتها هيئة رئاسة الحوار بناء على ترشيح رؤساء المكونات المشاركة في الحوار والتي تضم 18 عضواً يمثلون مختلف المكونات وهم: "الدكتور احمد شرف الدين، عبدالملك المخلافي، أحمد كلز، علي حسن زكي، محمد صالح البخيتي، عبدالوهاب الحميقاني، خالد الغيش، هدى البان، سعيد يافعي، محمد قاسم نعمان، علي المعمري، نادية الكوكباني، يحيى دويد، عبدالله علي صبري، مطلق الأكحلي، عبدالرزاق الهجري، نورا الشامي، والدكتور قاسم سلام". وحثت هيئة رئاسة الحوار اللجنة المشكلة على سرعة تلقي ودراسة الملاحظات و تقديم تقريرها خلال 24 ساعة. هذا وقد عقدت لجنة تلقي ملاحظات المكونات على مشروعي ضمانات تنفيذ مخرجات الحوار والبيان الختامي لمؤتمر الحوار اجتماعها الأول عقب رفع أعمال الجلسة العامة الختامية للحوار أمس. وجرى خلال الجلسة توزيع المهام بين أعضاء اللجنة. ومشروع ضمانات تنفيذ مخرجات مؤتمر الحور الوطني الشامل ، اشتمل على معايير لجنة صياغة الدستور، والبيان الختامي لمؤتمر الحوار الوطني، وتقارير فرق العمل التسع (القضية الجنوبية، قضية صعدة، المصالحة الوطنية والعدالة الانتقالية، بناء الدولة، الحكم الرشيد، أسس بناء الجيش والأمن، استقلالية الهيئات، الحقوق والحريات، التنمية الشاملة والمستدامة)، والبيانات الرئاسية في الجلسات العامة، وخطابات رئيس الجمهورية. كما اشتمل المشروع على ملاحق تتضمن النقاط العشرين التي رفعتها اللجنة الفنية للإعداد والتحضير لمؤتمر الحوار، والنقاط الإحدى عشر التي رفعها فريق القضية الجنوبية لمؤتمر الحوار الوطني الشامل إلى رئيس الجمهورية. *خبراء بنعمر يهاجمون الاعلام اليمني من جانبهم دافع خبراء عن مكتب المبعوث الخاص للأمين العام للأمم المتحدةباليمن في لقاء أمس بصنعاء مع مكونات الشباب والنساء ومنظمات المجتمع المدني في الحوار الوطني ، دافعوا عن وثيقة الضمانات والحلول للقضية الجنوبية ، المعروفة بوثيقة بنعمر التي ستعمل على تقسيم اليمن على أقاليم وفق دولة اتحادية، وهي الوثيقة التي فجرت أزمة سابقة وأثارت ضجة وردود أفعال شعبية واجتماعية غاضبة في الآونة الأخيرة. وقال الخبير الدستوري في مكتب المبعوث الاممي جون باكر أن " النقاش حول وثيقة الضمانات بدأ بطرح نسخ كثيرة للوثيقة وكانت تراجع سطراً سطراً أمام الفريق المصغر للقضية الجنوبية، وفي نهاية المطاف توصلت اللجنة الى النسخة النهائية والتي وقع عليها كل الأعضاء في الفريق. ونوه الى ان الاجتماعات للجنة المصغرة تمت لأشهر طويلة، وفي حالات نادرة طلب من خبير او خبيرين تقديم استفسارات وتوضيحات في بعض القضايا، واستمرت العملية هكذا، وفي لحظة ما تم اتخاذ قرار بتجميع كل الرؤى التي تمت حتى ذلك الحين. وقال: "خلال الاجتماعات تم عرض كل النقاط المطروحة وتبين أن هناك نقاطاً كثيرة مختلف حولها ونقاط كثيرة متفق عليها، وحصل تغيير لبعض أعضاء الفريق، وفي النهاية حصلت خلافات حتى الوصول الى خلاف على نقطتين أو ثلاث نقاط، ولكن في النهاية تم الوصول الى الوثيقة النهائية، ووقعت المكونات نيابة عن المكونات التي تمثلها وهذا ما قادنا الى الوضع الآن بالخروج بالوثيقة". وفي رده على أسئلة بعض أعضاء الحوار أوضح الخبير الأممي أن إشكالاً كان ظاهراً فيما يتعلق بالإعلام وإيصال المعلومات وكان شيئاً طبيعياً أن هناك من يحاول تشويه الحقائق وإيصالها للجمهور مشوهة، وهذه أمور تتعلق بالأخلاقيات والمسئولية. وحول الضمانات لتنفيذ وثيقة الحلول والضمانات للقضية الجنوبية أوضح الخبير الأممي أن كل الأشخاص مسئولين وعليهم أن يتصرفوا كمسئولين حيال هذا الأمر، وان إحدى الضمانات هي الشفافية، ويعني ذلك ان تكون كل الامور مفتوحة، وتجعل الناس مسئولين عن افعالهم وتصرفاتهم، وكذلك لجنة التوفيق معنية بالمراقبة والأمم المتحدة معنية بمراقبة عمل هذه الاطراف وتنفيذها للوثيقة. واضاف: "وتواجدنا مع اللجنة المصغرة كان بمثابة الشهود على الجميع، وبنعمر سيغادر الى نيويورك بعد عشرة ايام وسيقدم تقريره الى مجلس الأمن المتعلق بهذه العملية، وانتم كمجتمع عليكم مراقبة ما يحدث ومتابعته". و أكد أن الضمان الحقيقي هم اليمنيين انفسهم ونزاهة واخلاص الناس في هذا البلد، الذين عليهم ان يراقبوا اداء الاعلام وتمحيصه ورفع تقارير حوله، وكذلك دعم وسائل الاعلام التي تقدم للجمهور المعلومات بصدق وأمانة. واستغرب من تفاوض الجانبين في اللجنة المصغرة على عدد الأقاليم هل 2 أم ستة أم أكثر بينما لم يتفاوضوا على التفاصيل المتعلقة، بالتقسيم لهذه الأقاليم، وكيف سيتم عملها، واستقلاليتها، وغيرها من التفاصيل المهمة. من جانبه تحدث الخبير الإعلامي في مكتب المبعوث الخاص للأمين العام للأمم المتحدةباليمن عمر المخفي حول الجانب الإعلامي في الحوار موضحاً أن اتفاقات حول التعامل مع الرأي العام من قبل أعضاء الحوار تم حول القضايا المتعلقة بالحوار، وتم تحديد ناطق إعلامي للحوار ولكن لم يتم الالتزام من الجميع بذلك، لأن كل طرف كان يريد أن يتعامل بطريقته مع الحوار. وهاجم الخبير الاممي الإعلام اليمني ، وقال أنه كان هناك ضعف واضح في التغطية الإعلامية الرسمية أو الحكومية لأسباب كثيرة أهمها ربما ضعف الكفاءة والمهنية، أما الاعلام الحزبي فكان كله منخرط في الصراعات وتلفيق أخبار غير صحيحة ونقل حقيقة مشوهة،. وأضاف: "الان من ينظر للإعلام اليمني يجد أن 70 في المائة مما ينقل الان هو اشاعات، وهذه ليست ممارسة صحفيين وإنما ممارسة جهات لديها خلفية حول الدعاية ولديها وسائلها الإعلامية التي تنفذ ذلك، ولديها انتقائية للمعلومة بطريقة ممنهجة، وهناك عقل مدبر لقيادة الحملات، وتابعنا ذلك أثناء الهجوم على المبعوث الدولي، أو أمين عام الحوار، أو على الحكومة، لذلك علينا أن نفهم جيداً ديناميكية الإعلام أثناء المفاوضات والأزمات".