بكل تأكيد الثورة اليمنية المباركة سبتمبر وأكتوبر استطاعت إيصال التعليم إلى كل مدينة و قرية وجبل وسهل ووادي وصحراء بالجمهورية اليمنية. أصبح لدينا اﻻن قرابة 20 ألف مدرسة ، بها 6 ملايين طالب وطالبة، يعمل فيها أكثر من300 ألف معلم ومعلمة. لقد استطاعت تعويض الحرمان من التعليم الذي عاشه الإنسان اليمني فترات زمنية طويلة في العهود السابقة. وللأسف الشديد كان هذا التوسع الكبير على حساب جودة ونوعية التعليم.. وعلى وقدرة وزارة التربية والتعليم على الإشراف والمتابعة..وبالتالي ظهرت إختلالات عديدة في التعليم. أخير ، شكلت وزارة التربية والتعليم لجنة لدراسة هذه اﻻختلالات ووضع الحلول لها برئاسة نائب وزير التربية وعضوية وكلاء الوزارة ومدراء العموم المختصين بالوزارة. وأهمية هذا الموضوع ولأنه يتعلق بالتعليم الذي يمس كل أسرة وبيت ويعني اليمن ومستقبله ، أطلب من الجميع المساهمة بما يؤدي إلى توجه كل أبناء الوطن لخدمة التعليم وتطويره وتجاوز سلبياته. ومساهمه أولى مني أطرح بصدق وحب للوطن وأبنائه ، بدأ بأنفسنا، الاختلالات التالية: أولا:التعيينات والتوظيف بالتربية والتعليم وكل مؤسساتها يجب أن تخضع فقط لمعايير الكفاءة والاقتدار والإخلاص والحب للمهنة بعيدا عن المحاصصات والتعيينات الحزبية، والتوظيف العشوائي والمجاملات والوساطات، ﻻن اكبر خراب يعاني منه التعليم هو تدخلات الوساطات والمجاملات وأسوئها المحاصصات والتعيينات الحزبية. فلماذا ﻻندع التعليم ومؤسساته بعيدا عن عوامل خرابه وضياع أبنائه، ونكسب في مؤسساته الكفاءة والاخلاص للوطن ونعمق مبادئ اﻻخاء والحب بين طلابه، ونجعل من الوسطية والاعتدال والحوار ، وتقبل اﻻخر نهج لليمن الجديد الذي ننشده جميعا. ثانيا:جرت العادة أن يختار معلمي الصفوف الأولية من أدنى المؤهلات التربوية وأقلها خبره، ما أداء بجانب عوامل أخرى إلى ضعف طلاب وطالبات التعليم الأساسي وعدم أجادتهم للمهارات الاساسية مثل القراءة والكتابة. ولمعالجة هذا الاختلال الفادح، فمن الضروري جدا صدور قرارات ملزمة بتعيين وتوظيف أرفع المؤهلات التربوية وأفضل الكفاءات والخبرات بالميدان لتدريس الصفوف الأولية، تزامنا مع برامج التدريب الرائعة لنهج القراءة المبكرة التي تنفذها وزارة التربية والتعليم بدعم وكالة التنمية الأمريكية والمشروع اﻻلماني GIZ، والتي تستهدف رفع كفاءات معلمي الصفوف الأولية..مع اعتماد حافز أو بدل مجزي لعلمي الصفوف اﻻوليه كون عملهم اﻻصعب والأكثر جهدا والاطول وقتا.. ثالثا :ازدادت بالفترة اﻻخيره أعداد المعلمين المنقطعين أو البدائل مما ترك أثار سلبيه وخسارة فادحه على الطالب. ولو توفرت النية الصادقة لمعالجة هذه المشكلة، فحلها سهل جدا ولن يكلف الدولة فلس واحد، وذلك بإصدار قرار من مجلس الوزراء بجعل الدرجة الوظيفة للعاملين بالمدرسة ملك المدرسة، كما يتم بالعالم كله. فمجرد انقطاع المعلم أو وجود بديل أو نقله ، يصبح من حق المدرسة توظيف البديل بنفس المؤهل والخبرة والتخصص والمرتب وبضوابط دقيقه تضمن مصلحة الطالب وعدم حرمانه من المعلم الكفؤ والمتخصص.. أكتفي بهذا. وللحديث بقية. __________ *مدير مكتب التربية والعليم بأمانة العاصمة صنعاء