أعلنت اللجنة الشعبية للتقريب بين المكونات السياسية في اليمن ، يوم الاربعاء بصنعاء ،نتاج مشاورات أجرتها خلال اسبوعين مع كافة الأحزاب والقوى السياسية، مبلورة جهود تقريبها بين الجميع في تسع بنود اتفاق صادر في بيان عن اللجنة ، وممثلو تلك القوى وتحت توقيعهم. جاء ذلك في مؤتمر صحفي للجنة الشعبية ، وبحضور المكونات السياسية اليمنية ، حيث تلى رئيس اللجنة -شاعر اليمن الكبير الدكتور عبدالعزيز المقالح البيان الصادر عنها ، مؤكدا أن اللجنة وجدت تجاوبا صادقا وشعورا بالمسؤولية ورغبة في التقارب والتوافق من جميع هذه المكونات وهو ما سيبعث الأمل لدى المواطنين الذين كانوا وما يزالوا يعتقدون ان الخلافات التي استحكمت بين القوى السياسية هي السبب الأول و الاكبر في تدهور الأوضاع في البلاد واختلال الأمور على كل صعيد. وأشار إلى أن اللجنة قد رأت أن تصوغ اراء هذه المكونات وافكارها في البيان الموقع عليه من الجميع ، مؤكدا ثقة اللجنة من أن هذا التقارب سيكون بأذن الله فاتحة لعهد جديد من الوئام والصفاء والبناء. وفيما يلي تنشر "الوطن" نصه بيان الاتفاق: "بعد اللقاء والحوار المثمر مع اللجنة الشعبية للتقريب بين المكونات السياسية نحن الموقعين أدناه والمفوضين عن مكوناتنا السياسية نعلن اتفاقنا والتزامنا بالنقاط التالية : أولاً : إن الانفراد بالسلطة وممارسة الفساد وما يرافقهما من اقصاء متعمد للمكونات السياسية الفاعلة وحرمانها من المشاركة سوف يترتب عليه خلق أزمات متلاحقة في المستقبل. ثانياً : إن الخلافات القائمة بين المكونات السياسية الفاعلة في البلاد هي خلافات سياسية ولا علاقة لها لا من قريب ولا من بعيد بالدين ، الذي هو مرجعية الجميع ،أو المذهب كما تروج له القوى الخارجية ، فقد عاش اليمنيون قرونا في محبة و وئام وما زالوا قادرين على التعايش إلى ما يشاء الله. ثالثا: إن وثيقة السلم والشراكة التي وقعت عليها جميع المكونات والتي لا تتعارض مع مخرجات الحوار الوطني هي ملزمة وواجبة التطبيق. رابعا : إن بناء الدولة اليمنية الاتحادية المدنية الديمقراطية العادلة القائمة على أساس مبادئ الحكم الرشيد هو هدف عاجل ومشروع لكل المكونات دون استثناء . خامسا: إن الارتهان للخارج تحت أي مبرر أو مسمى مرفوض لأنه يفقد البلاد استقلالها ويؤثر في جوهر سيادتها. سادسا: إن التصالح والتسامح على قاعدة الانصاف وجبر الضرر هما عنوان المرحلة الراهنة واللاحقة والذين ينظرون إلى المستقبل لا وقت لديهم للاستغراق في الماضي . واذا كان لا بد من استحضاره فإنما يكون ذلك للعبرة واستخلاص التجربة فقط . سابعا : نؤكد أن الحوار هو النهج الذي يجب الاخذ به دائما لحل الخلافات السياسية . وأن العنف نهج خاطئ ومدان ويجب تحاشيه لأنه لا ينطوي سوى على الخراب والدمار والكوارث التي سيكون ضحيتها حاضر ومستقبل اليمن وكل أبنائه. ثامنا : إن الوفاق بين المكونات السياسية الفاعلة سوف يعكس نفسه في وفاق وطني شامل يدفع بالبلاد إلى مرحلة جديدة تنتقل فيها إلى بناء الدولة المدنية الديمقراطية العادلة. تاسعا : إن علينا نحن القوى السياسية أن نولي القضية الجنوبية اهتماما خاصا وان نجعل منها عنوانا للمرحلة القادمة . وعلى الدولة أن تحول النصوص الخاصة بقضيتي الجنوب وصعدة في مخرجات الحوار الوطني إلى برامج وممارسات عملية ". هذا وقد وقع أمناء عموم وممثلو قيادات الأحزاب والمكونات السياسية على البيان والاتفاق ، حيث ضمت قائمة الموقعين كل من : الدكتور احمد عبيد بن دغر عن المؤتمر الشعبي العام ، وعبد الوهاب الانسي عن التجمع اليمني للإصلاح ويحيى منصور أبو اصبع عن الحزب الاشتراكي اليمني ، ومحمد عبدالقادر الجنيد عن مكون انصار الله ، وعبدالله نعمان عن التنظيم الوحدوي الناصري ، وعبد الوهاب الحميقاني عن حزب الرشاد اليمني ، وحسن زيد عن حزب الحق ، ونبيل الوزير عن اتحاد القوى الشعبية ، واحمد كلز عن التجمع الوحدوي، والدكتور عبد الحافظ نعمان عن حزب البعث العربي الاشتراكي ، ومحمد علي أبو لحوم عن حزب العدالة والبناء ، وغيرها من الأحزاب والمكونات كالحراك السلمي .