انعشت تحركات دبلوماسية اقليمية وغربية ،وتنازلات أطراف يمنية،أمس الاربعاء،مسار عودة القوى السياسية لطاولة مفوضات الفرصة الاخيرة المتعذر انعقادها منذ الاثنين الماضي لبحث حل توافقي لأزمة فراغ السلطة المراوحة منذ اسبوعين، وبعد أن تتقلص فرص وبوادر الانفراج باتجاه نهاية"دراماتيكية" من إعلان فشل يضع اليمن على كف عفريت. وتراجعة جماعة انصار الله -الحوثيين- عن تنفيذ خيارها الاُحادي الذي هددت باتخاذه عبر لجانها الثورية في مهلة 3 ايام انقضت أمس الاربعاء، دافعة بموقف وصفه مراقبون ب"المسئول" اتساقا مع عملية انعاش مفاوضات الحل السياسي الجمعي لفسحة من ايام اخرى ، بأمل الوصول لتوافق يجنب اليمن واليمنيين مآلات السقوط في الهاوية. وقال المبعوث الاممي الذي يرعى المفاوضات جمال بن عمر في بلاغ صحفي مساء أمس الاربعاء ، أن مساعي حميدة من المشاورات المكثفة للمساعدة على إيجاد حل للأزمة السياسية التي يمر بها اليمن حاليا ولإحياء العملية السياسية الانتقالية، بذلت خلال الساعات الماضية بمشاركة مع عدد من أعضاء السلك الديبلوماسي المعتمدين لدى صنعاء، من بينهم سفراء كل من فرنسا، والولايات المتحدةالأمريكية، وروسيا الاتحادية، وجمهورية إيران الإسلامية، والمملكة المتحدة. وأضاف "تركزت تلك المساعي من أجل تقريب وجهات النظر ومساعدة الأطراف اليمنية على التوصل لحل توافقي لتجاوز الأزمة الحالية". وبالتزامن ، تراجعت جماعة أنصار الله "الحوثيين"،عن تنفيذ تهديدات انقضاء مهلة الايام الثلاثة للقوى السياسية لايجاد حل توافقي لازمة فراغ السلطة وترتيب انتقالها. وأعلنت اللجنة الثورية التابعة للجماعة أنصار الله "الحوثيين"،تأجيل تنفيذ الخيار الاحادي في إجراءات ترتيب أوضاع السلطة في اليمن عمليا، لأيام اخرى. وقالت في بيان لها مساء الامس أنها بصدد الإعلان في الأيام القريبة القادمة، عن البدء في تلك الإجراءات التي يتم الإعداد لها، كبديل في حالة استمرار إخفاق المفاوضات السياسية مجددا في الوصول لحل جمعي تشاركي. وأكدت اللجنة الثورية التابعة لجماعة أنصارالله"استعدادها للنهوض بهذه المسئولية الكبيرة (خصوصاً في حال تخلت القوى السياسية عن واجباتها وعدم قيامها وتحملها لمسؤولياتها الوطنية) حتى لا ينزلق البلد نحو الفوضى والانهيار".. مضيفة أن الإجراءات والخطوات التي ستقوم بها "ستكون وطنية ومسؤولة وغير إقصائية، بما يضمن الخروج بالبلد من الوضع الراهن وملء الفراغ الحاصل وصولاً إلى وضع آمن ومستقر قائم على مبدأ الشراكة". من جانبه ، قال المحلل السياسي والكاتب الصحفي محمد عايش ، أن ما ظهر خلال الساعات الماضية هو أن أنصار الله، لا يبدو أنهم في وارد الذهاب إلى إجراءات أحادية، انتهت المهلة أم لم تنتهِ.. وا صفا ذلك ب"موقف مسؤول". وأضاف "القوى السياسية أيضا تعاملت هذه المرة أيضا بمسؤولية وأطلقت مبادرة للحل قد تشكل مدخلا لإنهاء الأزمة أيا كان ماسيتم التوافق عليه من بنودها". ورأى عايش أن"أية إشارة من قبل أنصار الله على كونهم لايحبذون الدخول في مغامرة التفرد؛ يجب أن تقابل باحتفاء ودعم، تماما مثلما تتم مقابلة تصرفاتهم الإقصائية أو القمعية بنقد وإدانة". وتابع يقول "لا يريد الحوثيون الانفراد بالسلطة أو بترتيب انتقالها، والمعنى أنهم بذلك لايريدون منح سيطرتهم الميدانية على معاقل السلطة "شرعية" عبر انتزاع السلطة بكلها والاتكاء على شرعيتها..هم يدركون أن كل هذا وضع طارئ ومؤقت ولذلك طبيعي أن تتضمن مبادرة المشترك بندا يدعو لانسحابهم من كل مؤسسات الدولة، وهو عموما بند ورد في اتفاق السلم والشراكة". وأكد عايش على ضرورة أن يدفع الجميع إلى إقرار مبدأ "الشراكة" من حيث المبدأ، وقال :نحن إزاء اتفاقات تؤسس ل"أعراف" سياسية قد تهيمن لاحقا حتى على الدستور الذي سيحكم طبيعة النظام السياسي في اليمن في المستقبل؛ برمته، فلا يستهان بما يتم وما لايتم الاتفاق عليه الآن؛ فنحن بين خيارين: إما هيمنة طويلة المدى لطرف يمني واحد، وإما فرض شراكة حقيقية طويلة المدى. وكانت دوائر سياسية قالت أن الأحزاب اليمنية التأمت مساء امس الأربعاء مجددا في طاولة المشاورات مع انتهاء المهلة التي حددها الحوثيون للقوى السياسية للتوصل إلى اتفاق للخروج من أزمة الفراغ في الرئاسة والحكومة، المستمرة منذ أسبوعين. وتجري هذه المشاورات مع ممثلين عن تكتل المشترك حزب "الإصلاح الإسلامي" و "الحزب الاشتراكي" وأحزاب أخرى، بحسب مصادر سياسية. ولم يعرف ما إذا كانت هذه الأحزاب ستبادر للخروج من الأزمة الناجمة عن استقالة الرئيس عبد ربه منصور هادي وحكومة خالد بحاح في 22 (يناير) الماضي تحت ضغط الحوثيين الذين أحكموا سيطرتهم على العاصمة واستولوا على القصر الرئاسي.