تمضي دول الخليج توجهات عزل شمالي اليمن عن جنوبه و«شرعنة» عدن مقابل صنعاء ، وعلى خطى السعودية وقطر ،أعلنت الأمارات العربية المتحدة عن استئناف عمل سفارتها باليمن، من مدينة عدن، تأكيداً لشرعية الرئيس المتراجع عن استقالته عبد ربه منصور هادي، ورفضا ل"انقلاب" جماعة الحوثي على السلطة في البلاد. وبعد يوم من عودة سفارتي السعودية وقطر نحو عدن بعد اسبوعين من اغلاق مقراتها بصنعاء ، نقلت وكالة الأنباء الإماراتية الرسمية على لسان، أنور قرقاش، وزير الدولة للشؤون الخارجية، يوم الجمعة قوله: "إن هذا القرار باستئناف عمل سفارتنا باليمن من عدن ، يأتي دعما وترسيخا للشرعية الدستورية في اليمن الشقيق ممثلة في الرئيس عبدربه منصور هادي وحكومته ودعما للمبادرة الخليجية والمسار السياسي المتفق عليه اقليميا حسب البيان الأخير لوزراء خارجية دول مجلس التعاون لدول الخليج العربية وقرار مجلس الأمن الدولي رقم 2201 والذي هو حصيلة اتفاق اليمنيين عبر حوار سياسي وجامع وموثق." وأكد قرقاش رفض دولة الإمارات المطلق لما وصفه "الانقلاب الحوثي على الشرعية والخطوات التعسفية اللاحقة".. مشيرا إلى أن "أمن واستقرار اليمن الشقيق طريقه الشرعية الدستورية والمسار السياسي الذي تمخض عن المبادرة الخليجية والذي يحفظ لليمنيين وحدتهم الوطنية واستقرار بلادهم،" بحسب ما نقله تقرير الوكالة. ودخل الخليجيون بقوة، على خط الأزمة اليمنية، من خلال زيارة قام بها أمس الاول الأمين العام لمجلس التعاون الخليجي عبد اللطيف الزياني لعدن، التي تتصاعد فيها الدعوات الى إعلانها عاصمة لليمن، والتقى خلالها الرئيس المتراجع عن استقالته عبد ربه منصور هادي، وسط تأكيد على فتح السفارات الخليجية في المدينة الجنوبية، ما ينذر بدفع البلاد الى التقسيم. ويعد عبد اللطيف الزياني أول مسؤول عربي وإقليمي كبير يستقبله هادي في عدن منذ فراره من الإقامة الجبرية في مقر إقامته في صنعاء الجمعة الماضية التي وضع فيها اثر استقالته في 22 يناير الماضي المقدمة للبرلمان ، وعلى وقع احكام جماعة انصار الله الحوثية السيطرة على السلطة بخيار احادي سمته ب"الاعلان الدستوري" لترتيب الحكم. وكانت عدة دول بينها مصر والسعودية والإمارات وتركيا والولاياتالمتحدةالأمريكية وفرنسا وبريطانيا، اغلقت مؤخرا سفاراتها، فيما اعتبره مراقبون ووسائل إعلام يمنية وغربية "عزل دبلوماسي للحوثيين وعدم الاعتراف بشرعية توليهم للسلطة بالقوة". ويتخوف المراقبين من أن تقود تلك التوجهات التي تدعمها دول الخليج إلى تأثيرات تتجاوز عزل جماعة الحوثي إلى عزل شمالي البلد عن جنوبه، وتكرار النموذج الليبي في اليمن من صراع الشرعيات. وأفاد تقرير لصحيفة "نيويورك تايمز" الأمريكية يوم الجمعة ، بأن اليمن بانقسامه بين سلطتين شمال وجنوب يواجه مصير ليبيا، التي يعصف بها الاقتتال الداخلي الدموي. وقال التقرير إن "اليمن أصبح أكثر وأكثر تشرذما بين الشمال والجنوب، مما يثير مخاوف من أنه سيعاني نفس مصير ليبيا، التي يعصف بها الاقتتال الداخلي الدموي بشكل متزايد، فضلا عن المخاوف من أن يستفيد تنظيم القاعدة من فراغ السلطة، والذي يستغل حاليا الفوضى السياسية في صنعاء لاحتلال المنطقة". وأكد تقرير الصحيفة أن اليمن "يتمزق، حيث تسارع جميع البلدان تقريبا الغربية والإقليمية، بما فيها الولاياتالمتحدة والسعودية، إلى اجلاء تمثيلها الدبلوماسي في صنعاء". وأشار إلى أن "زعيم جماعة الحوثي ، عبد الملك الحوثي، ألقى خطابا حربيا، اتهم فيه السعودية، جارة اليمن القوية، بتمويل المعارضين المسلحين ومحاولة تقسيم البلاد"، معتبرة ذلك محاولة من الحوثي ل"تحويل أساس الصراع لاتهامات بوجود قوى إقليمية خارجية تحاول إشعال الأوضاع". ولفت إلى أن "الحوثيين يسيطرون على صنعاء وجزء كبير من الجيش في البلاد، وأنهم يسعون لإحكام قبضتهم على البلاد بعدما تحداهم الرئيس اليمني السابق، عبد ربه منصور هادي، الذي فر إلى مدينة عدن الجنوبية، بدعم من السعودية ودول الخليج الأخرى، معلنا أنه لا يزال الزعيم الشرعي للبلاد".