كأن الفار المطلوب للعدالة في اليمن عبد ربه منصور فقد عقله أو لعله كان نائما منذ 28 يوما فخرج بعد منتصف ليل الثلاثاء، بذْل وانكسار ونظارة عوجاء، وظهر على شاشة العربية مرهقا من ساعات الانتظار بخطاب سعودي من الرياض دعا فيها المسؤولين في الحكومة والسلطات المحلية إلى المحافظة على مؤسسات الدولة. المعتوه ، وفي خطبة طويلة مقززة لم يكف عن دوره الريادي في حياكة المؤامرات والعمالة واستدعاء العدوان الخارجي ، فظهر متلعثما يدعو قادة الجيش في المناطق العسكرية إلى الالتحام بالمقامة الشعبية ، وكأن ما تعرض له اليمن من دمار شامل ومجازر لم يكن يكفي ،فباشر بتنفيذ التوجيهات لإشعال حرائق جديدة. نص الخطبة التي كُتبت لهادي من داخل الديوان مملكة الإرهاب واُرسلت اليه بالفاكس إلى مقر السفارة اليمنية لكي تسجله قناة "العربية" خضع لساعات للمراجعة قبل بثه. والخطاب كان خاليا من أي محتوى سوى دعوته قادة الجيش إلى عدم الانصات إلى المتباكين على ما تم تدميره من سلاح وبنية تحتية خلال العدوان الهمجي البربري السعودي على اليمن. ذهب المعتوه بخيالاته الهوجاء بعيدا وقال أنه سيعود لاستكمال المسار السياسي كما هدد بحرب جديدة، ولم ينس توجيه الشكر إلى ما سماه " التحالف الاستثنائي الاستراتيجي في عاصفة الحزم" لأنه لا يجيد سوى هذا الدور، مرغ المطلوب هادي وجهه الكئيب بالتراب فدعا إلى تثبيت كافة الفقرات الواردة في قرار مجلس الامن الاخير تحت الفصل السابع، واكثر من ذلك أنه دعا القوى السياسية إلى التعامل الايجابي مع القرار. هو لا شك يقصد الاصلاح الناصريين الذين يستعدون لأداء الدور الجديد في تثبيت القرار الاممي.. فلم يعد أمام مطابخ الأزمات سواه بعدما فقدوا كل شيء . *الصورة من رد اليمنيين بالاحذية على خطاب هادي