أفادت تقارير إعلامية في عدن جنوبي اليمن بوصول قوات عسكرية أجنبية إضافية بمعية قوات الاحتلال السعودية الاماراتية وبينها عشرات المدرعات والاطقم إلى ميناء الزيت بالبريقة للمشاركة في حملة أمنية مرتقبة في عدن. يأتي ذلك في ظل تنامي الفوضى المسلحة والانفلات الأمني والتصفيات والاغتيالات اليومية في عدن وعدد من المحافظات جنوبي اليمنالمحتلة من قبل قوات التحالف السعودي الاماراتي منذ يوليو من العام الماضي بمشاركة مرتزقة اجانب وأفارقه ، وبالتقاسم لنفوذ السيطرة الميدانية مع تحالفات اسقاط تلك المحافظات وفي مقدمتها مسلحي القاعدة وداعش المتنامية قوة وسيطرة على الأرض. وقال مسئول في الميناء ان هذه القوة الجديدة التي وصلت ضمت عشرات المدرعات لكنه لم يعط أي تفاصيل إضافية حول جنسية القوات الواصلة مكتفيا بالقوات انها أجنبية ، في حين صرح مصدر امني ان وصول هذه القوة يأتي استعداد لخطة أمنية سيشارك فيها حوالي 3 الف جندي وستتولى تأمين مديريات مدينة عدن بشكل كامل. وكان مسلحو تنظيم «القاعدة» فرضوا أمس الاول سيطرتهم الكاملة على مدينة الحوطة عاصمة محافظة لحج الجنوبية، والتي تبعد حوالى 27 كيلومتراً عن مدينة عدن، بعد 24 ساعة من تفجير مبنى إدارة الأمن من قبل مسلحي «القاعدة» الذين انتشروا في مداخل المدينة ونصبوا نقاط تفتيش داخلها، في خطوة أعادت إلى الأذهان سيطرة التنظيم على زنجبار عاصمة محافظة أبين الجنوبية مطلع ديسمبر/ كانون الأول الماضي والتي جرت بالطريقة نفسها، عبر السيطرة على المجمع الحكومي ثم الانتشار داخل المدينة حيث تستمر سيطرتهم إلى اليوم على مرأى من قوات الاحتلال المتعددة الجنسيات. وتؤكد مصادر جنوبية أن خطوة التنظيم في محافظة لحج وقبلها محافظة أبين، جرت جميعها برضى وتخطيط سعوديين لتسليم المحافظات الجنوبية ل«القاعدة» والتضييق على الفصائل الجنوبية ومنعها من أي تحرك ضد قوات «التحالف» المتعددة الجنسيات في عدن، خصوصاً أن عملية تدفق المسلحين إلى عاصمة محافظة لحج تم عن طريق عدن نفسها، وعن طريق محافظة أبين الواقعة تحت سيطرة التنظيم منذ أقل من شهرين. وما يعزز إمكانية علاقة التحالف السعودي بسيطرة تنظيم «القاعدة» على لحج أن مسلحي التنظيم ينتشرون في مواقع ونقاط ويتخذون من المباني الحكومية مقار معلنة لهم، فيما يمكن استهدافها من قبل طائرات الأباتشي الموجودة في قاعدة العند الجوية، أحد مقار قيادة قوات الاحتلال الواقعة في محافظة لحج ذاتها. ويقول قيادي في «الحراك الجنوبي» المناهض لتحالف العدوان والغزو السعودي الاماراتي أن «قوات الغزو لم ولن تشعر بالقلق من سيطرة مسلحي القاعدة على محافظة لحج على مقربة من أهم القواعد الموجودة فيها تلك القوات، لكون العملية من أساسها جرت وفق مخططات سعودية لتمكين القاعدة من المحافظات الجنوبية. ويشير القيادي الجنوبي إلى أن عملية تسليم محافظة لحج لمسلحي «القاعدة» تأتي على غرار سيطرتهم على محافظة أبين وقبلها محافظة حضرموت، وجميعها حدثت بعد اندلاع العدوان السعودي ضد اليمن. ويضيف القيادي الجنوبي أن «قوات التحالف، وعلى رأسها السعودية، باتت تخشى من تحركات الفصائل الجنوبية المناهضة للعدوان، والتي بدأت تمثل نواة المواجهة المسلحة»، مشيراً إلى وجود تفاهمات على ذلك مع فصائل جنوبية أخرى كانت على ارتباط بالعدوان قبل أن يتّضح لها المخطط الذي يراد للجنوب، وهو ما تخشاه دول «التحالف». وبسيطرة «القاعدة» على حضرموتولحجوأبين، ووجودها إلى جانب تنظيم «داعش» بشكل كبير في محافظتي عدن وشبوة، يكون التنظيم قد سيطر على نحو 75% من مساحة الجنوب. وتؤكد معلومات استخبارية إلى وجود مخطط سعودي لتمكين القاعدة وداعش من محافظة المهرة، آخر المحافظات الجنوبية الست، والتي تقع على حدود مشتركة مع سلطنة عمان.