على نحو من تواطؤ مفضوح من قبل الأممالمتحدة تتفاقم الاوضاع الانسانية المعيشية في اليمن ، جراء استمرار الحصار والعدوان السعودي على اليمن منذ أكثر من عام ونيف. وتعصف منذ ايام مأساة انسانية كبرى بمئات الآلاف من السكان في مناطق تهامة ومحافظة الحديدة الساحلية غربي اليمن نتيجة موجة الحر القاتلة في ظل انقطاع الكهرباء وتوقف محطات توليد الطاقة بفعل منع تحالف العدوان السعودي دخول شحنات بحرية محملة بالديزل "المازوت" إلى ميناء التفريع بالحديدة على البحر الاحمر منذ أكثر من شهر والمخصصة لهذا الأمر ،على الرغم من رسائل احتجاج رسمية بعثت بها السلطات في صنعاء للأمم المتحدة وللاضطلاع بدورها ازاء هذا الصلف الممعن بقتل اليمنيين على مرأى ومسمع العالم اما قصفا بالطائرات او بالحصار منعاً لدخول الغذاء والدواء والوقود. ونقلت وكالة الانباء اليمنية الخاصة "خبر" يوم الجمعة 27 مايو / أيار 2016 عن مدير عام مكتب الصحة بالحديدة، الدكتور عبد الرحمن جار الله، قوله"، أن المواطنين في المحافظة يعانون مأساة حقيقية جراء انقطاع التيار الكهربائي وارتفاع درجة الحرارة، واصفاً الوضع ب "السيئ جداً". وأضاف، أن المرضى، من كبار السن والنساء والأطفال، يعانون بشدة جراء موجة الحر المرتفعة، وتسوء حالتهم الصحية جراء الانقطاع التام لتوليد الكهرباء منذ 10 أيام للخط الساخن الخاص بالمستشفيات في المحافظة بسبب انعدام مادة المازوت. ووفقاً لمدير مكتب الصحة، فإن المستشفيات تعمل حالياً بالمولدات والمواطير الخاصة، وتعاني من نقص كبير في مادة الديزل، حيث وهي تعمل بحسب قدرات محدودة لاتفي بالاحتياج الحقيقي للكهرباء. من جانبه، أرجع وكيل محافظة الحديدة محمد عايش قحيم، مشكلة الكهرباء بسبب حصار العدوان السعودي على اليمن ومنع السفن، مما يؤثر على الوضع الصحي في المحافظة ويتسبب في كارثة إنسانية. ونوه الوكيل قحيم في تصريح للوكالة، أن "اللجنة الثورية" قدمت 3 مليار ريال لشركة النفط من أجل توفير مادة المازوت وحل مشكلة الكهرباء وإعادتها للمحافظة وأن هناك ترتيبات لإدخال مادة المازوت قبيل شهر رمضان. وأشار، أن المندوب الإقليمي للأمم المتحدة سيقوم بزيارة المحافظة، السبت القادم، وسيتم إطلاعه على الوضع الصحي المتدهور فيها جراء انقطاع الكهرباء وانعدام المازوت بسبب الحصار السعودي المستمر على المحافظة خاصة واليمن عامة، والعمل على معالجة هذه القضايا بأسرع وقت ممكن. وفي السياق ذاته ،أكدت شركة النفط اليمنية أن تحالف العدوان السعودي منع السفينة التجارية التي تحمل شحنة المازوت الخاصة بمحطة كهرباء الحديدة من دخولها الميناء رغم تفتيشها وحصولها على التصريحات المطلوبة. وأوضحت الشركة في بيان لها الجمعة 27 مايو/أيار ،أن اللجنة الثورية العليا وشركة النفط اليمنية اشتروا الكمية الكافية من المازوت لتشغيل محطة كهرباء الحديدة لفترة زمنية محددة بمبلغ ثلاثة مليارات ريال . وقال البيان " ورغم وصول السفينة وحصولها على تصريح الدخول وخضوعها للتفتيش إلا أن قوات تحالف العدوان السعودي بتواطؤ من الأممالمتحدة منعوا دخولها في تعمد واضح للتكسب من معاناة المواطنين البسطاء ". وأضاف " وبعد رسالة الإحتجاج التي وجهها رئيس اللجنة الثورية العليا في اليمن للأمم المتحدة على منع دخول السفينة وسلسلة المظاهرات الغاضبة والمنددة بجريمة منع دخول السفينة، خضعت مجددا للتفتيش ودخولها إلى غاطس ميناء الحديدة إلا أنها تعرضت لتهديدات قوات العدوان وتم سحبها إلى جيبوتي ولا تزال هناك حتى اللحظة". وأشار البيان إلى أن منع تحالف العدوان لدخول السفينة يأتي في محاولة قذرة منهم لتوظيف معاناة المواطنين الذين يقتلهم حر الصيف للنيل من صمودهم وتحقيق ما فشلت آلتهم العسكرية في تحقيقه.