فشلت المملكة السعودية ودول التحالف باستصدار قرار من مجلس الأمن بشأن اليمن يندد بالاتفاق السياسي الذي وقع عليه في صنعاء المؤتمر وانصار الله الخميس الماضي وكذا تحميل الوفد الوطني المفاوض في الكويت افشال المحادثات بعد ان قدم المبعوث الاممي اسماعيل ولد الشيخ احاطة مضللة بما عزز من كشف دوره غير النزية ومطالبته اعضاء مجلس الامن بموقف داعم لخطته المجزئة للحل وفقا لرؤية اعدتها الرياض . وكان مجلس الأمن عقد مساء أمس جلسة مغلقة وساخنة لمناقشة المسار السياسي والمفاوضات اليمنية في الكويت بحسب الاحاطة "المضللة" التي قدمها المبعوث الأممي اسماعيل ولد الشيخ. وأكدت مصادر دبلوماسية رفض مندوب روسيا في مجلس الأمن لبيان –مشروع قرار- دفعت به دول تحالف العدوان على اليمن برعاية بريطانية وامريكية يحمل فيه الوفد الوطني اليمني المسؤولة عن فشل مفاوضات السلام في الكويت ، ويطالبه بالموافقة على مشروع الحل الذي تبناه المبعوث الاممي في شؤون اليمن اسماعيل ولد الشيخ وهو المشروع الذي اعدته السعودية حيث يحصر الحل على الملف العسكري واستسلام صنعاء وعديد من المناطق والمحافظات اليمنية ، واسقاط الملفات السياسية والاقتصادية والانسانية . واضافت المصادر إن مشادة كلامية بين المندوب الروسي ومندوبي دول متبنيه لمشروع القرار والبيان الاممي. كما هاجم المندوب الروسي السعودية لتدخلها بفرض حل غير متوافق عليه بين اليمنيين ، منتقدا اسماعيل ولد الشيخ بسبب الرؤية التي قدمها باعتبارها تراجع عن تعهداته برعاية حل شامل ، واصفا دوره بالمضلل والغير نزيه. وبحسب ذات المصادر فقد غادر المندوب الروسي الجلسة بعد طرحه القوي وتأكيده على رفض التدخلات الملبية لرغبات السعودية على حساب حل شامل في اليمن ينهي دوامة الصراع والحرب والحصار الذي يشهدها البلاد من عام ونصف- وهو ما يعني عدم اصدار اي قرار او بيان عن الجلسة لعدم وجود اجماع. ___ وفيما يلي تنشر "الوطن" مداخلة المندوب الدائم لروسيا السفير فيتالي شوركن للصحفيين، النسخة الموزعة من قبل الدبلوماسية الروسية في نيويورك بوقت متأخر من مساء الأربعاء- الخميس: حيث قال "هناك بعض المسائل التي فيها سوء فهم، وأعتقد أن ذلك كان واضحًا في سياق المناقشات التي دارت، لأن الكثير، بما في ذلك نحن، تلقينا أنباء وارده من الكويت مفادها أنه (ولد الشيخ) وضع على طاولة المفاوضات مقترح يتعامل فقط مع الأمور العسكرية للوضع القائم، وهي تؤكد على ضرورة قيام الحوثيين واتباع صالح بإلقاء السلاح والانسحاب من المدن، الخ... وبأن النصوص السياسية كانت غير معروضة (في الرؤية)". وأضاف "طبعًا لم نتفاجأ فيما يخص ما طرح أنفًا، أي بأن الحوثيين وصالح مضوا بعيدًا عن ذلك المقترح المقدم من المبعوث الاممي اسماعيل ولد الشيخ". وتابع "صدرت تقارير أخرى مفادها بأن المحادثات شهدت انهيار جديد، لكنه (ولد الشيخ) أكد لنا بأن رؤيته للعمل تصب نحو تسوية شاملة، مضيفًا أنه لم يكشف علنًا عن الجزء الخاص المتعلق بالشؤون السياسية من حزمة التسوية...لكن دعني اقول لكم...أنه أمر محزن/مزعج أنه بعد 16 شهر من الحرب ما تزال هناك تحديات ومشاكل خطيرة واحيانا يشعر المرء بان هذا أو ذلك الطرف خارج مزاج الوصول إلى تسوية سياسية وهذا أمر مؤسف للغاية وكما ابلغنا اليوم، فأن الكلفة الإنسانية للحرب ضخمة وهي حرب منسية، طغت عليها الصراعات الاخرى في المنطقة، لكن لا يمكن مقارنة معاناة الشعب بأي شيء آخر نتحدث عنه في مجلس الأمن". تدخلات أنانية ومحادثات غير مسئولة في مجلس الامن وحول ما يمكن أن يصدر من مجلس الأمن حول اليمن، قال السفير فيتالي تشوركين، الممثل الدائم لروسيا الاتحادية" حسناً، آمل أن يكون هناك (بيان من مجلس الأمن) نحن اقترحنا بياناً صحفياً. الوفد البريطاني اقترح بعض العناصر ذات صلة ببيان صحفي، لكننا نرى مجدداً، أمرًا قد شهدناه في الأسابيع الماضية داخل مجلس الأمن، فحين نسعى إلى إصدار أمر ما، نرى أن هذا أو ذلك الوفد يحاول إضافة بعض النصوص التي تقلب ميزان البيان، أي أنها تقوم بانتقاد أو مدح ذلك الطرف أو ذاك، أو أن يواصلوا بذلك ال.... لقد سئمت من ذلك وضقت ذرعاً... ولهذا أغادر المجلس... أتمنى لهم التوفيق في مواصلة المحادثات والتي أرى أنها غير مسؤولة، لأن المجلس كان قاب قوسين أو أدنى من إصدار بيان مشترك يؤيد ويدعم العملية السياسية قبل أن يتقرر إدخال نصوص أنانية، وكما رأينا في السابق، وكما ذكرنا في الأسابيع القليلة الماضية حيث ينتابني الفضول حول ما هي المخرجات النهائية (لجلسة اليوم)... وحقيقة لن أستغرب إذا لم تكن هناك أي نتيجة".