اكدت منظمة العفو الدولية حصولها على ادلة جديدة بمواصلة تحالف الحرب على اليمن بقيادة السعودية لقنابل عنقودية محرمة في ضرب اهداف مدنية وسكنية في محافظات يمنية عبر الطيران الحربي. وقالت المنظمة في تقارير لها، اليوم الخميس 9 مارس 2017م، حول الحرب على اليمن انها تحصلت على أدلة جديدة، من أن التحالف الذي تقوده المملكة العربية السعودية قد أطلق مؤخرًا صواريخ برازيلية الصنع تحتوي ذخائر عنقودية محظورة في قصفه لثلاث مناطق سكنية وأراض زراعية محيطة بوسط مدينة صعدة شمالي اليمن، ما أدى إلى سقوط ضحايا مدنيين والتسبب بأضرار مادية. وفي تعليق لها على مواصلة التحالف استعمال الذخائر العنقودية، قالت لين معلوف، مديرة قسم البحوث في المكتب الإقليمي لمنظمة العفو الدولية في بيروت، إن "التحالف الذي تقوده السعودية يحاول عبثاً تبرير استعماله الذخائر العنقودية بالادعاء أن ذلك يتوافق مع القانون الدولي، على الرغم من الأدلة الملموسة على الكلفة الإنسانية في صفوف المدنيين الذين يحاصرهم النزاع. واضافت "إن الذخائر العنقودية أسلحة غير تمييزية، بحكم طبيعتها، وتلحق أذى لا يمكن تصوره بحياة المدنيين. واستعمال مثل هذه الأسلحة محظور بموجب القانون الانساني الدولي العرفي تحت كل الظروف. وفي ضوء الأدلة المتزايدة باطراد، بات مُلحاً اليوم أكثر من أي وقت مضى أن تنضم البرازيل إلى ' الاتفاقية الدولية بشأن الذخائر العنقودية‘، وأن تتوقف المملكة العربية السعودية والدول الأعضاء في التحالف عن استعمال أية ذخائر عنقودية". وقال التقرير ان منظمة العفو الدولية، قابلت عقب الهجمات الصاروخية، ثمانية من الأشخاص المقيمين في المواقع التي تعرضت للقصف، بمن فيهم شاهدا عيان-أحدهما امرأة أصيبت في الهجوم. كما تحدثت المنظمة إلى أحد النشطاء المحليين، وقامت بتحليل صور فوتوغرافية وأشرطة فيديو لآثار القصف قدمها "المركز اليمني التنفيذي للتعامل مع الألغام"، وهو مرصد وطني لمراقبة استعمال الذخائر قام بفحص الموقع خلال 30 دقيقة من الهجوم..حيث أكد العاملون في المركز على استعمال الطراز نفسه من الذخائر العنقودية في هجوم منفصل، وقع في أواخر يناير/كانون الثاني، بمديرية العبدين، على بعد خمسة كيلومترات إلى الجنوب من مدينة صعدة. طبقاً لأقوال شهود العيان والسكان المحليين، ضربت الصواريخ مناطق قٌحزة والضباط والروضة السكنية، وأدى القصف إلى سقوط ذخائر صغيرة على البيوت في المعلّا وأحفاد بلال، وكذلك على المقبرتين، الجديدة والقديمة، في وسط المدينة، وعلى المزارع المجاورة. واكدت منظمة العفو الدولية انها في مايو/أيار 2016، عثرت على مزيد من الأدلة على النوع نفسه من الذخائر العنقودية في قرى بمحافظة حجة شمال غربي اليمن، على بعد 30 كيلومتراً عن الحدود مع السعودية. واضافت انه وحتى وقت قريب، في ديسمبر/كانون الأول 2016، قامت منظمة "هيومان رايتس ووتش" أيضاً بتوثيق استخدام الذخائر العنقودية البرازيلية الصنع في مدينة صعدة. وقال التقرير ان منظمة العفو الدولية و"هيومان رايتس ووتش"، قامتا حتى الآن، بتوثيق سبعة أنواع من الذخائر العنقودية التي تقذف من الجو، ومن منصات أرضية المصنوعة في الولاياتالمتحدةالأمريكية والمملكة المتحدةوالبرازيل. وقد اعترف التحالف باستعمال ذخائر عنقودية، مصنوعة في المملكة المتحدةوالولاياتالمتحدة، في هجماته التي شنها في اليمن. واختتمت لين معلوف تعليقها قائلة: "كم عدد المدنيين الذين ينبغي أن يقتلوا أو يصابوا، أو يروا ممتلكاتهم تُدمّر، جراء استعمال هذه الأسلحة المحظورة دولياً، قبل أن يدين المجتمع الدولي استعمال التحالف الذي تقوده المملكة العربية السعودية الذخائر العنقودية، ويمارس الضغوط على أعضاء التحالف كي ينضموا على الفور إلى'الاتفاقية الدولية بشأن الذخائر العنقودية‘؟". خلفية تحتوي الذخائر العنقودية على ما بين عشرات ومئات الذخائر الصغيرة، التي تنفجر في الهواء وتنتشر بصورة عشوائية على منطقة واسعة تصل مساحتها إلى مئات الأمتار المربعة. ويمكن أن يتم إسقاطها أو إطلاقها من طائرة، أو إطلاقها، كما هو الحال هنا، عن طريق صواريخ أرض-أرض. وتتصف القنابل العنقودية الصغيرة بأنها ذات معدل مرتفع من حيث "فشل الانفجار"-ما يعني أن نسبة عالية منها لا تنفجر لدى ارتطامها، وتصبح من الناحية الفعلية ألغاماً أرضية تتهدد المدنيين لسنوات عقب استعمالها. واستعمال الذخائر العنقودية وإنتاجها وبيعها ونقلها محظورة بموجب "الاتفاقية بشأن الذخائر العنقودية لسنة 2008"، التي يصل عدد الدول الأطراف فيها إلى نحو 100 دولة.