ستة عشر يوم وتحالف العدوان السعودي يشن غاراته الجوية ويضرب ويقتل ويدمر ليس في اسرائيل أو دفاعاً عن الدين بل لقتل الإسلام والمسلمين (سنة وشيعة) على أرض اليمن الذي كان سعيداً. بتحالف المملكة وبتحالف عشر دول عربية وباكستان وتركيا الاسلاميتين اعلنت مملكة آل سعود بداية هجمات تحالفها الجوية والبحرية على كل مقدرات الدولة اليمنية معسكراتها وجيشها وشعبها أرضها مصانعها بيوتها نسائها وأطفالها وشيوخها بطلب من رئيس هارب وخائن من وجهة نظر شعبه وشرعي ودستوري من وجهة نظر المملكة ومن أجل اعادته لحكم الشعب الذي طلب قتله وتدمير أرضه وجيشه فيا ترى اذا فكر بالعودة فماذا سيحكم! واذا كانت المملكة تؤمن بالشرعية فلماذا وقفت ضدها وانقلبت عليها في مصر وتدعمها في اليمن؟ ولماذا يتم اعلان الدفاع عن الشرعية في اليمن برعاية المملكة عبر سفيرها في بلاد العم سام وليس عبر وزارة دفاعها في الرياض. تدرك المملكة أن السبب في حربها على اليمن ليس شرعية هادي فهي تدرك أنه لا يملك الامر حتى على جندي يمني لكنها تأخذه مطية من اجل محاولتها إعادة اليمن ثأر على عملائها بثورة شعبية عارمة جعلتهم يهربون واحداً تلو الأخر وبقي العميل الأخر هادي وعندما أحست بعد هروبه خسارتها آخر عملائها في اليمن تحاول استعادة حديقتها الخلفية التي لفظت المملكة من حسابتها بعد حروب آخرالعملاء وحتى تبرر هذا العدوان أعلنت عن تحالف وشرعية غير موجودين. حيث أثبتت الأيام الأخيرة لمملكة آل سعود أن الكل ليس للبيع فقبل أيام بدأ هذا التحالف المزعوم بالتصدع فقد أعلن الصديق اللدود لآل سعود اردوغان الحاكم الحالم بعودة الأمبرطورية العثمانية أن دعمه لآل سعود لوجستياً واستخباراتياً فقط فكانت الصفعة الأولى لتأتي الصفعة عبر الحليف الرئيس "سيسي مصر" الذي مازال يعاني تردداً شديداً أمام الرفض الشعبي والرسمي والعسكري للمشاركة البرية في حرب خاسرة على أرض اليمن واغراءات المال السعودي المدنس بدماء الأطفال والنساء والشيوخ في كل الاقطار العربية وفي مقدمتها (العراق وليبيا وسوريا واليمن ومصر) أيضاً وليس مصر اليوم فقط بل مصر العروبة جمال عبدالناصر. لتأتي الصفعة الأكبر والضربة القاضية لهذا التحالف المزعوم عبر الدولة الإسلامية النووية التي كانت تستند إليها المملكة كرأس حربة هذا التحالف للهجوم البري على اليمن لأن المملكة تدرك أن جيشها ليس أكثر من شرطة داخلية رغم تسليحه المهول والا لما كان سقط أمام بضعة مئات من القبائل اليمنية في العام 2009م وترك 170كم داخل أراضيه وفر منها أمام القبائل اليمنية في صعدة. وهو ما دعى المملكة للاعتراف الضمني بإن لا جيش من الرجال لديها فعقدت اتفاقية حماية لحدودها مع اليمن عبر جيش باكستان وربما يكون هذا السبب هو ما دعى المملكة للاستنجاد بالجيش الباكستاني لمهاجمة الأراضي اليمنية. ولكن رد الجيش الباكستاني كان الورقة الأخيرة التي كان يعول عليها آل سعود وقسمة ظهرة وشتت هذا الحلف المزعوم حين أعلن قائده بأن الاتفاقية تشمل الدفاع عن حدود المملكة براً وبحراً وجواً ضمن حدود المملكة وليس الاعتداء على حدود دولة أخرى. ليأتي البيان الأخير وتصويت المجلس النيابي الباكستاني بدعوة الجيش أن يقف موقف الحياد من الاعتداء السعودي على اليمن باعتباره اعتداء دولة مسلمة على دولة مسلمة أخرى ، وهو القرار الأخير الذي اقرته باكستان ولم تستطع مملكة آل سعود جر الباكستانيين لحربها تحت مسمى أنها تحارب المجوس في اليمن وانها تحارب التمدد الايراني وأن المشاركة فيها تعتبر مقدسة لأنها من حماية المقدسات الإسلامية. خسرت السعودية حلفائها واحد تلو الأخر وأظهرت وجهها القبيح بانهيار تحالفها المزعوم الذي روجت له وصارت في نظر العالم والعرب والمسلمين لما تقوم به في اليمن صنو مماثل لما قام به بني صهيون في غزة. العاصفة تتصدع واوراقها تتساقط واحدة تلو أخرى والمملكة تتورط أكثر وأكثر والعالم يراقب ويتحفز... فهل تكون المملكة قد جرت جيرانها في الخليخ إلى محرقة الربيع العربي الذي استطاعت الهروب منه في العام 2011م يبدو أن الربيع قادم للخليج ولكن تحت مسمى (العاصفة).. -رئيس تحرير عمران برس - ([email protected])