زيارة مستشار الملك سلمان لأثيوبيا,وتفقده لسد النهضه,والإعلان عن زيادة الإستثمارات السعوديه هناك,ومن قبلها الترحيب المُبالغ فيه بزيارة رئيس الوزراء الأثيوبي للرياض, بالرغم من تصريحات المسؤلين السعوديين السابقه أن ألإستثمارات السعوديه إستثمارات شخصيه لرجال ألأعمال السعوديين من أصل أثيوبي بالذات أسرة العمودي ,كل هذا يعكس مدي التدهور في العلاقات بين القاهره والرياض علي خلفية الخلاف السياسي حول الموقف من نظام بشار في سوريا,وتصويت مصر ضد مشروع قرار سعودي في مجلس الأمن, مما أصاب السعوديه بصدمة كبيره ,خاصة أن الموقف المصري جاء بعد زيارة مميزه من جانب العاهل السعودي لمصر كللها بحزمه من المساعدات والإمتيازات الغير مسبوقه مادياً ,ورد الجانب المصري الجميل بالإقرار بسعودية جزيرتي تيران وصنافير,قبل أن تنتهي اللجان الفنيه من بحث الأمر!,وقبل هبوط طائرة الملك سلمان مطار القاهره!,الموقف المصري تجاه سوريا ينبع من قناعة مصر بأهمية وجود دوله متماسكه بجيش واحد مهما كانت كنهته أو طائفيته,علي إعتبار أن تمزق الدوله وتفتت الجيش يفتح الباب علي مصراعيه لنمو وتنامي الجماعات المسلحه التي تشكل هاجساً مُقلقاً لمصر في أي مكانٍ كانت,أو دولة قامت,وتستدل علي ذلك بسقوط العراق وليبيبا ,وتواجد هذه الجماعات بصورةٍ أساسيه وفاعله في المشهد,وهي نفسها أو إمتداداتها الموجوده في سوريا,والسعوديه تري أن بقاء بشار وإنتصاره فيه تقويه للنفوذ الإيراني المتمدد بقوه حتي وصل إلي حدودها الجنوبيه في اليمن عن طريق الحوثيين ,علاوه علي التواجد الشيعي بمناطق المملكه الداخليه كالإحساء والقطيف,والذي يعطي لشيعة المملكه قوة وقدرة علي الحركه والمعارضه,خاصة إذا أضفنا البحرين بتوتراتها الطائفيه, وهي ملاصقه للملكه ,زائد فقدان النفوذ السعودي في لبنان بعد إنحسار نفوذ رجل السعوديه هناك ..الحريري!,إذن تتمدد إيران في سورياوالعراقوالبحرينواليمنولبنان,وتجهر بمعاداتها للسعوديه في هذه المناطق,وهذا يسبب قلقاً وتوتراً لحكام المملكه,الذين كانوا يأملون أن تكون مصر أحد فرسي الرهان التي تعتمد عليها المملكه في صد النفوذ ألإيراني خاصة بعد التغيرات العالميه الدراماتيكيه,وأهمها إنتخاب ترامب الذي لايكن مودة لدول الخليج عامة وللسعوديه خاصة, وصرح بأن (الدفاع المجاني عن السعوديه قد ولي , وعليها دفع ثمن حمايتها),كذلك تفعيل قانون الجاستا وهو قانون حق ضحايا ومتضرري أحداث سبتمبر2001 في طلب التعويضات من الحكومه السعوديه!,لذا كان التباعد السعودي مع نظام السيسي دراماتيكياً وسريعاً ,فقد بدأ بتوقف شركة أرامكو السعوديه عن إمداد مصر بما إتفقت عليه من شحنات البترول بعد التصويت المصري في مجلس الأمن مباشرة,ثم تبعها حالة الجفاء الظاهره بين الملك سلمان والسيسي أثناء زيارتهما للإمارات,فقد هبطت طائرة ألأول بعد إقلاع طائرة الثاني مباشرة,بالرغم من محاولة ألإمارات للتوسط بين الدولتين,ثم تبعها مانوهنا إليه من زيارة رئيس الوزراء الأثيوبي للرياض وزيارة مستشار الملك لسد النهضه ,والذي يمثل هاجساً وخطراً حقيقيا علي مستقبل مصر المائي بتهديده لشريان حياتها (النيل), وهنا تقتحم السعودية منطقة شديدة الحساسيه في الذهنيه والإستراتيجيه المصريه,التي تعتبر النيل خطاً أحمر لا يجوز المساس به ,كما عبر عنه كل رؤساء مصر السابقين,حتي وإن تراخت الحكومه الحاليه ,ولم تتخذ الموقف الحاسم في مواجهة الصلف والتعنت الأثيوبي المُدعم من الجانب الإسرائيلي,وهذا من قبيل الصدف المُضحكه المُبكيه ,أن تكون السعوديه وإسرائيل في خندقٍ واحد يساهم في حصار الشعب المصري ,ويهدده في شريان حياته!,وإن كان هذا التعاون له سابقه واضحه للمهتمين بالشأن العام,وهو ألإتفاق الرباعي السعودي المصري الأمريكي الإسرائيلي حول الترتيبات الأمنيه المُتعلقه بجزيرتي تيران وصنافير,والتي أعطت هذا الحق لإسرائيل بما يتيح لها التحكم في مدخل خليج العقبه!,لكن الكثيرين لا يفطنون لذلك,ولذا ستظل تيران وصنافير مشكلة أخري تفاقم الخلاف المصري السعودي,فالسيسي وحكومته لم يتصوروا رد الفعل الداخلي المُضاد والمعادي للتنازل عن الجزيرتين,والذي توجته أحكام القضاء ألأداري وتقرير هيئة المفوضين بمجلس الدوله بالتمسك بمصرية الجزيرتين,وهو مالا تستطيع السعوديه إستيعابه,لإختلاف طبيعة الهيئات والمجتمع المصري المتحرك والناشط والمُتمتع بقدرٍ من الحريه يستطيع من خلاله رفع قضايا علي الدوله بكبار مسؤليها,خاصة إذا تعلق الأمر بأمر من أمور السياده أو التفريط في جزءٍ من الوطن,والذي يدعمه قضاء مستقل وطني يستطيع البت والمعارضه للحكومه وإلزامها بالتراجع عن أمر خطير تسرعت وأخطأت فيه!,لن تتقبل السعوديه حكم القضاء المصري بعدم تسليم الجزيرتين ,وقد يجد السيسي في الحكم مخرجاً مما أوقع نفسه فيه من التسرع بتوقيع الإتفاقيه دون الرجوع للمختصين,مصر تحتاج للسعوديه كداعمٍ إقتصادي,والسعوديه تحتاج مصر لإن ألأخطار القادمه خطيره وقريبه,وما حدث في حرب الخليج الأولي والثانيه من دخول العالم حربُ بالوكاله وبالأجر للدفاع عن الخليج لن يتكرر في عهد ترامب الذي يريد تركيع دول الخليج ومص ماتبقي من أموالها, الممصوصه أصلاً من أمريكا والغربً!,مصر عندها نقاط قوه وضعف في العلاقه مع السعوديه, بدأت في إستخدام بعضها مثل الجهر بتأييد بقاء بشار,وتسريب أنباء عن التقارب مع إيران ,زائد ماتردد عن زياره سريه لعلي عبد الله صالح حليف الحوثيين وعدو السعوديه لمصر,وكذلك سحب بعض ألأسلحه العسكريه بأطقمها الحاميه لحدود السعوديه مع اليمن! ونقاط ضعفها الجانب الإقتصادي ,ووجود العماله المصريه بالسعوديه وهي وسيلة ضغط كبيره من السعوديه تجاه مصر,لكن مانستطيع قوله أنه يجب رأب الصدع ,وجمع الشمل ,وعدم اللعب بالنار في هذا الخلاف,لأن الجميع مهددون ,والجميع سيخسرون!