تفصح الأنباء المتواردة أن التشكيل الحكومي قد يتأجل لعدة أيام بسبب خلافات داخل أحزاب اللقاء المشترك والتي اعلنت رسميا اليوم عبر احد منابرهم الاعلامية .. يأتي هذا بعد أن أسقطت جبهة التحالف الوطني أخر حجج المعارضه في تشكيل اللجنة العسكرية. وتوقعت المصادر أن تقوم المعارضه بتقديم استقالة باسندوه كحل أخير هربا من الضغوطات الخارجية وتسميه مرشح أخر مع رفض ياسين نعمان تولي رئاسة الحكومة ..! بالفعل، باسندوه قد يقدم أستقالته في التفاف على المدة الزمنيه المسموحة وتأجيل تشكيل الحكومه بسبب " خلافات داخل أحزاب اللقاء المشترك" ، هنا قد يبطل العجب في معرفة اسباب اختيار " باسندوه" عن سواه .. فظروف المرحلة تحتاج الى بطل " من ورق" ! انفصام الخطاب يفضح خيار التكتيك ولا يزال يطغى على الخطاب الإعلامي ل"أحزاب اللقاء المشترك" حالة من الفصام المستفحل والمتباين بين فترة ما قبل التوقيع على المبادرة الخليجية و الاصرار على استخدام مفردة " الثورة" هروبا من واقع التباين المرير الحادث في مكونات اللقاء وبين التعاطي الخجول مع مقررات المبادرة والتزاماتها التي يشرف عليها المجتمع الدولي. سوء النوايا لدى طرف المشترك يتضح من خلال الآتي .. منذ توقيع المبادرة ودخولها حيز التنفيذ اصدر نائب الرئيس ثلاثة قرارات رئاسية ، الاول الدعوة للانتخابات الرئاسية المبكرة في فبراير المقبل، ثم قرار تكليف مرشح المعارضة محمد باسندوة لتشكيل حكومة ، ثم قرار تشكيل اللجنة العسكرية بعد ذرائع المعارضة بعد ان كان مقرر ان يتم تشكيل الحكومة اولا ومن ثم المجلس. وخلال تلك القرارات الرئاسية صدرت توجيهات وأوامر بالتهدئة على مختلف الجهات وابدى النائب وجبهة الحاكم وحلفاؤه بشكل عام قدر كبير من المرونة والتعاون لولادة الحكومة ما أكفا ممثل الاتحاد الأوروبي في اليمن بمؤتمر صحفي أمس خجلا. وكل ما يجري الآن من قبل " المشترك" يفضح سوء النوايا الذي لم يتخذ من مبادرة الخليج واليتها التنفيذية خيار استراتيجي ، بقدر ما كانت في مفهوم اولئك خيار تكتيكي يرجون من وراءه الوصول الى مسار الخيار" الثوري" ، ليس حبا أو تعاطفا مع مقتضيات الساحات ومطالبها والتي هي في الاساس موجهة بفتح الجيم لا موجهة بكسره. والحقيقة التي ظل الجميع يتلقنها دون فهم ان لا ثورة في اليمن ، هناك صراع سياسي متقادم بين مراكز القوى، وبالذات الأحزاب السياسية والقوى التقليدية القبلية والعسكرية، وجاءت موجه المتغيرات العربية لتلقي بظلالها على اليمن، فظن فريق المعارضة انها فرصة مواتية لينتزع بالشارع ما عجز عن انتزاعه بالسياسة، ومع ذلك كان لا بد من تسوية سياسية في نهاية المطاف، والبوادر في انجازها لا تزال ملغمة بما يجري من مسرحيات هزلية من قبل المشترك. وبقي على المتابع ان يشهد ويتابع .. عن من يضع في الطريق الاحجار .. ليصنع التعثر في مسار البوادر المحلية والعربية والدولية الآملة بالخروج باليمن من النفق الذي يشتد حلكة ظلامه.