يبدو أن الأزمة اليمنية المفتعلة التي تحولت من أزمة سياسية تعيشها الأحزاب والتنظيمات السياسية الى معاناة فُرض على الشعب اليمني معايشتها لأكثر من عام ، لم تنتهي بالتوقيع على المبادرة الخليجية وتشكيل حكومة الوفاق الوطني الذي حصل فيها المشترك على نسبته النصف + با سندوة أو بالأصح النصف + حميد ولم تنتهي كذلك باختيار المشير هادي رئيسا توافقيا عبر انتخابات حرة حرص اليمنيون على إنجاحها وتطلعوا اليها لأن تضع حداً للفوضى والانفلات السياسي والأمني والسلوكي والأخلاقي ، بل اعتبروها خاتمة نهائية لكل ما شهدته البلاد من تناقضات وما أفرزته الأزمة السياسية من انعكاسات خطيرة أصبحت تهدد أمن واستقرار ووحدة اليمن وسلمه الاجتماعي .. وإذا ما توقفنا لمراجعة ما شهدته الساحة اليمنية من أحداث منذ ما بعد التوقيع على المبادرة الخليجية وحتى اليوم فسنجد ان احزاب اللقاء المشترك وحلفاؤها وزعماؤها القبليين ما تزال تعيش مرحلة المراهقة الثورية ولم تصل بعد لمرحلة النضج السياسي الذي يؤكد أنها قادرة على استيعاب متطلبات مرحلة ما بعد التوقيع وتجسيد حرصها على كفاءتها في تحمل المسئولية وقيادة الدولة والحفاظ على الانجازات والمكاسب التي تحققت للشعب اليمني طيلة نصف قرن وهي الحقيقة التي يمكن لنا قراءتها وملامستها من خلال أداء حكومة باس ندوة اللا مسئول خلال أربعة اشهر لم تقدم فيها أي جديد بل ان انجازاتها فيما توقفت عند حدود التدمير وتوسيع دائرة الفوضى واستهداف مفاصل الدولة بشكل عام .. أربعة اشهر منذ بدأ مسلسل الإقصاء واللامبالاة الذي يلعب أدوار البطولة فيه وزراء المشترك ويخرجه باسندوة ويمول إنتاجه حميد .. أربعة اشهر مضت أفتقرت فيها حكومة الوفاق للحس الوطني والشعور بالمسئولية ..تعاملت فيها بلامبالاة وتعمدت استغفال وتجاهل الشعب اليمني وكأن ما تقوم به يخص شعب آخر ، الأمر الذي يؤكد ان نصف الحكومة + باس ندوة لا يعنيها الشعب اليمني بقدر ما يعنيها إرضاء أشخاص وجدت لتخدم مصالحهم وتنفيذ أجندات سياسية تستهدف اليمن وأمنها واستقرارها ووحدتها .. ... وإذا كانت أحزاب اللقاء المشترك قد وقعت على المبادرة الخليجية وأبدت رغبتها في التواصل لحلول مرضية لجميع الأطراف فإن ما تقوم به اليوم سواء من خلال خطابها السياسي او من خلال حكومة الوفاق يؤكد أن توقيعها على المبادرة لم يكن تجسيدا لحرصها الوطني بقدر ما كان مناورة جديدة سعت من خلالها لإثبات حسن نواياها أمام الوسطاء الإقليميين والدوليين والحصول على الدعم السياسي من قبل الوسطاء ومن ثم استغلال المبادرة كخط رجعه وتوظيفها لتحقيق ما فشلت في تحقييقه من خلال الساحات التي حرصت على استثمارها لتحقيق مكاسب سياسية لدرجة المتاجرة بدماء الشهداء الأبرياء وتحويل تلك الساحات الى بؤر لإثارة الفوضى بل تحويل الشباب فيها إلى أدوات يتم توجيهها لتدمير مؤسسات الدولة وكيانها السياسي وهي السياسة التي تسعى اليوم لتنفيذها تحت مظلة المبادرة والقرارات الأممية وتجتهد في استغلال حكومة الوفاق لتنفيذ سياستها واستثمارها لتدمير ما تبقى من مؤسسات الدولة .. ... يكفي أن نقرأ تقرير الحكومة المقدم لمجلس النواب لندرك ان حكومة باس ندوة تحتاج لحكومة تعلمها مبادئ العمل السياسي والاقتصادي والإداري وان الانجازات أكبر من ان تحصرها في إصلاح أعطال المحولات والأسلاك الكهربائية أو في حباكة وتجليد سبعة مصاحف وإصدار التراخيص وتعميد العقود وإقامة معرض للصور وإنتاج فيديو كليب وصرف المرتبات والاستحقاقات الشهرية أو شراء مجموعة من الكتب بالسعر التشجيعي !!. يكفي أن تقرأ تقرير الانجازات التي حققتها حكومة باس ندوة خلال أربعة أشهر لندرك انها تخفي انجازاتها الحقيقية المتمثلة في تدمير واستهداف مؤسسات الدولة في مختلف المجالات .