الأمن ذلك المهدور في أمانة العاصمة الذي عاش توهانًا وضياعًا خلال العام 2011م سنة الأزمة والاضطراب واحتجاجات الشباب.. تاهت كل جهود الأمن وعاش المواطن قلقًا مضطربًا متخمًا بأسئلة شتى تبدأ ب (هل من مخرج) وتتواصل بأسئلة الترجي أن تكون نهاية نفق اختلال الأمن قريبًا ولكن لا إجابة شافية عن أسئلة شديدة المرارة وشديدة القسوة وشديدة الوطأة على المواطن المنكوب بانشغال الجهات الأمنية بالأزمة وبالتمترس .. إلى أن جاءت قرارات الرئيس التوافقي عبدربه هادي وأتاحت بعض أمل وشيء من الارتياح الحذر المشوب أيضًا بالأسئلة .. هل يمكن أن نخرج من نفق الأزمة وتداعياتها الأمنية. هذا القائد الأمني المتمرس والعصي على التطويع قيل عنه الكثير من إشادات وبعض الآراء المتحفظة جاء إلى الأمن المركزي وأمسك كثيرون على قلوبهم أن يخفق أو يفشل سيما وأن الأمن المركزي كانت مؤسسة أمنية قائمة بذاتها ومغلقة لا تأتمر إلا ( .....) وتلك حقيقة لا لبس فيها ولا اختلاف حولها وإن كانت فيها شيء من الاعتدال الذي يأتي على استحياء ومراعاة للوضع السياسي. اللواء فضل القوسي الذي انطلق إلى قيادة الأمن المركزي بعد نصف ساعة من بعد سماعه القرار الجمهوري بتعيينه قائدًا للأمن المركزي وتلك ربما رسالة أراد أن يوصلها القوسي إلى أكثر من طرف وأكثر من جهة أنه جاد باستلام مهمته وأنه حريص على تحمل مسؤوليته مهما كانت النتائج ومهما كانت الصعوبات ومهما تضاعفت ملابسات التساؤلات سواءً داخل وحدات الأمن المركزي أو خارجها في الوسط السياسي والعسكري والأمني .. وقيل أنه لم يتعجل باتخاذ قرارات مباشرة ومستعجلة حرصًا منه أن يلم بكافة الخيوط وأن يكون على بينة (بخفايا) ظلة هكذا ولا ينبغي أن تكشف .. كما أنه أراد أن يدرس أوضاع وحدات الأمن المركزي التي يفوق تعدادها ال 65 ألف رجل أمن بين ضابط وصف وجندي، وأتجه بهدوء لترميم ومعالجة إشكالات عدة وقضايا كثيرة بعضها كان شاخصًا برؤوسه وبعضها كان مستترًا مضمرًا .. ولكن يحسب للرجل القوي الذي يحب أن يطلق عليه الشباب الرجل الفولاذي الذي لا يهتز من المشكلات بل ينطلق إلى وسطها إما لحلها وإما لمعرفة دواعيها وأسبابها. بعض ائتلافات الشباب ترى في القوسي، وهو قبل أن يكون رجل أمن هو أحد الوجاهات القبلية الواعية الذي لديه خبرة واسعة بخارطة المتاعب القبلية، ترى فيه سندًا لها وانتصارًا لمطالبها، خاصة وأنه الرجل الذي لن يسمح بأن تدفع وحدات الأمن المركزي في مهامٍ غير مهامها سواءً لقمع الشباب أو مواجهتهم وإنما يدفع بها لمهام أمنية مشروعة توجبها الضرورة القسوى المؤكدة على أمن وسلامة المواطن أينما كان قبل كل شيء. الآن بعد أن أعلنت قيادة الأمن المركزي أنها تتجه إلى تطبيق خطة أمنية في أمانة العاصمة كمبتدأ ومفتتح لعملها الأمني الذي تقول أنها سيكون واسعًا وحازمًا وقويًا ترى هل بمقدور القوسي وبمقدور منسوبي الأمن المركزي أن ينجحوا ويصلوا إلى نتائج ملموسة ينتظرها منهم المواطن قبل أن تنتظرها القوى السياسية الوطنية وقبل أن يحرص عليها المجتمع الدولي والاقليمي، باعتبارها واحدة من مطالب المبادرة الخليجية .. القريبون من اللواء القوسي يقولون أنه لا يقبل بنصف المحاولة وإنما يواصل التحرك في أكثر من نافذة ليحقق ما رسمه لنفسه من برنامج عمل .. أمام القوسي وأمام الأمن المركزي حي الحصبة والنهضة وصوفان تبدوا مشاكل مستعصية عن الحلول وقد تكون عقبة كأداء شديدة الصعوبة بحكم أن أولاد الشيخ ا لأحمر هم طرف بالصراع يقابلهم الشيخ صغير بن عزيز ومجاميعه المسلحة هذا من ناحية فيما يبدي أولاد الأحمر قلقًا من تحركات مجاميع عسكرية من الحرس الجمهوري ومن القبليين المتعاطفين مع الرئيس السابق صالح ونجله أحمد .. ومن ناحية أخرى يتخفى مسلحون محسوبون على تيار الإصلاح في اللقاء المشترك في أحياء النهضة وفي أحياء صنعاء بدءً من الجامعة وحتى حي الشيرتون .. أما في حي حدة قد توجد صعوبات ليست كبيرة عدى تواجد مجاميع قبلية من أنصار الرئيس السابق صالح في (عطان) وفي منازل حول ميدان السبعين بمقدورهم أن يتحركوا بأسلحتهم في نقاط على ميدان السبعين وحوليه .. ولا يخفى أيضًا تسرب واستقطاب مجاميع مسلحة للحوثيين في بعض أحياء صنعاء القديمة وفي أحياء أخرى في أمانة العاصمة مما يشكل تحديًا أمام الخطة الأمنية التي يستعد اللواء وقوات الأمن المركزي البدء بتنفيذها. ولكن طالما هذا القائد الأمني الذي يشغل أيضًا مسؤولية عضو اللجنة العسكرية لديه هذه النوايا الطيبة ولديه الإرادة كما يبدو مدعومًا بوزير الدفاع ووزير الداخلية والرئيس هادي في أن يفرض حالة من احترام الأمن ووضع حد لمحاولات الانفلات الأمني في أمانة العاصمة لماذا لا تلتقي القوى السياسية بكافة ألوانها والوجاهات القبلية والاجتماعية لتضع حدًا للإنفلات الأمني بوضعها يد التعاون والشراكة بيد اللواء القوسي .. لأن المواطن لن يفهم تقاعس وتمنع الوجاهات الاجتماعية والقيادات السياسية والحزبية عن أداء واجبها تجاه الناس وتجاه أمنهم وتجاه استقرارهم .. وإلا ما الجدوى من (تشييخ) ورفع مكانة الوجاهات الاجتماعية بين الناس فيما هي تقف بعيدًا عن إنجاز وتنفيذ ما يطلبه الناس وتوجبه المصلحة العامة .. على العموم رغم أننا متخوفون من نجاح حملة اللواء القوسي يبقى لدينا شيء من الأمل في تحقيق النجاح المطلوب والأيام وحدها ستثبت حقيقة ما سيجرى. [email protected]