حذرت تقرير حقوقي من كارثة إنسانية في مديرية كشر ومستبأ بسبب حملات التهجير القسري للسكان المحليين هروبا من الالغام المزروعة.. وأشار التقرير مؤسسة وثاق للتوجه المدني مشيرة الى ان عدد الأسر المهجرة قسراً وصل نهاية 2012م الى 2211 أسرة. وفي مؤتمر صحفي أقامته مؤسسة وثاق للتوجه المدني اليوم الاثنين – أكد وكيل محافظة حجة زيد عرجاش أن الحوثيين يهدفون - من خلال الاعتداء غير المبرر على مديرية كشر – الى السيطرة على المنفذ البحري (ميدي) لتكوين النواة الأولى لدولتهم من خلال السلسلة الجبلية الممتدة الى عاصمة المحافظة ، حسب قوله. وأوضح عرجاش أن أبناء المديرية لم يصدر منهم أي اعتداء ضد جماعة الحوثي رغم احتلالهم مديرية مستبأ ووشحة المجاورتين لها ، مشيراً الى دوافع الحوثي للاعتداء على مديرية حجور كشر . وقال عرجاش إن الحوثيين قاموا بتلغيم جثث القتلى وآبار المياه والمطابخ وغيرها ، وذلك في أبشع صورة للعنف الذي ارتكبوه بحق أبناء كشر. من جانبه قال رئيس مجلس أمناء منظمة وثاق عبدالهادي العزعزي إن ضحايا الألغام التي زرعها الحوثيون في مديرية كشر بلغ عددهم 37 شخصا بينهم أربعة أطفال، و45 جريحا بينهم 3 إناث ، و7 إعاقات دائمة و38 إعاقة غير دائمة. وأضاف العزعزي إن سقوط الضحايا في مديرية كشر بمحافظة حجة أصبح بشكل اسبوعي إن لم يكن يومي ، وأنه لا يحدث بالأسلحة وإنما بالألغام المحرمة في المواثيق والاتفاقيات الدولية لحظر انتشار الألغام. من جانبه أكد أحد المواطنين من أبناء المديرية ، بأن استهداف الحوثيين لصمام أمان المحافظة ، لم يستثن حتى أشجار المانجو التي وضعوا تحتها الألغام ، وكذا الحمامات ، مؤكدا بأن المنطقة الحدودية بين مستبأ وكشر لا تزال ملغمة حتى يومنا هذا ، حسب قوله. من جانب آخر دعا رئيس فرع المؤتمر الشعبي العام بمديرية مستبأ الشيخ أحمد بكيلي عبدالله ، رئيس الجمهورية إلى تصفية حجة من الإرهابيين كما صفى محافظة أبين ، مناشدا حكومة الوفاق أن يبسطوا نفوذ الدولة وأن يحققوا الأمن والاستقرار . ووجه رئيس فرع المؤتمر رسالة ثالثة إلى الحوثي قائلا "الذي باعنا لك سيبيعك لغيرنا " لافتا إلى وجود أيادي في الحكومة تساند الحوثي وتغطي جرائمه . وناشدت وثاق لجان الوساطة وأصحاب النفوذ والتأثير لدى جماعة الحوثي أن يقنعوا الجماعة بان تكشف عن خارطة الالغام المزروعة في المديرات الاهلة بالسكان وأماكن الرعي ، وقالت إن الحكومة لم تقم بأي شيء يذكر في المنطقة . وطالبت مؤسسة وثاق الحكومة والمعنيين بحقوق الانسان ارسال فريق من المتخصصين الى كشر لتفكيك العبوات المزروعة في بطون الوديان وعلى طريق المدارس وفي أماكن الرعي. وأكدت ان بقاء الوضع المأساوي على هذه الحالة المتفاقمة سيتحول مع الوقت الى مثلث خطر على السلم والأمن الاجتماعي في شمال حجة وعلى حدود المملكة العربية السعودية التي يتزايد البؤس والحرمان والتشرد على شريطها الجنوبي يوما بعد يوم . وطالب المتحدثون في المؤتمر بتبني هذه القضية وفضح جرائم الحوثي الممنهجة وأعماله التخريبية التي تهدف إلى زعزعة الأمن في المنطقة والعمل لصالح أجندات خارجية . إلى ذلك عرضت المنظمة فيلما وثائقيا يحكي واقع المعاناة على لسان أبناء المنطقة ، ووزع خلال المؤتمر كتيبا بالعربية والإنجليزية بعنوان الموت الزاحف نحو الأبرياء .. وسط حضور كبير وسائل الإعلام المحلية والعالمية.