يستقبل اليمنين الشهر الفضيل في كل عام بكثير من القلق لما آلت إليه ظروف حياتهم الصعبة خلال السنوات الاخيرة من النظام السابق وفي ظل وضع سياسي واقتصادي صعب حاليا، ويحاول كثيرا منهم ان يبدو عليه السرور والتفاؤل والروحانية وهم ينتظرون من شهر الخير الكثير من الأمنيات عله يكون السلوى في ظل الأوضاع الصعبة والأمل تحت مطرقة غلاء المعيشة وانقطاعات الكهرباء. فرحة لم تكتمل تقول الحاجه فوزيه المطرى"67 عاما" بابتسامه هادئة "رمضان في السنوات الماضية كان له فرحة كبيرة، حتى بساطة الناس كان لها شكل اخر كنا نستقبل الشهر الفضيل بفرح وسرور, وقد اعتدنا مواد بسيطة ليس فيها اي تكلفه، فأهم شيء لدينا هو كيف نصوم رمضان ونقومه؟". وتتابع "لكن اليوم التهى الناس بالغلاء وتوفير لقمه العيش بسبب الظروف التي يعشونها فضاعت روحانية رمضان وما فرض لأجله". تضيف اشراق الحسني"30عاما" "ان الظروف التي أمر بها ويمر بها اغلب الناس في اليمن وخاصه السنوات ارتفاع الاسعار وراتب الموظف الذي لا يدرى أين يضعه، كل ذلك يؤثر علي نفسيا, حيث من المعتاد ينتظر الناس شهر رمضان على أحر من الجمر وبكل سرور وفرح لكن من ناحيتي اشعر ببعض الاكتئاب لأني لا استطيع شراء كل المواد اللازمة لبيتي ولأسرتي" مشيره بان الراتب لا يكفي لتغطية كل ما يلزم أسرتها. وكشفت دراسة غير حكومية عن تراجع القدرة الشرائية لليمنيين إلى أكثر من 50%، وهو ما يعد مؤشرا سلبيا في وقت تمثل النفقات المتزايدة خلال شهر رمضان عبئا إضافيا يرهق كاهل العائلات اليمنية. ومن خلال دراسة علمية دقيقة للسوق اليمنية تبين لنا أن هناك تراجعا كبيرا في الحركة الشرائية بنسبة تصل إلى ما بين 40 إلى 50%. مع أنه لا يوجد ارتفاع في الأسعار سوى في القمح والزيوت وبعض المنتجات البسيطة، لكن هناك ضعفا كبيرا في القدرة الشرائية وهناك حالة كساد إلى حدٍ ما مقارنة بالمواسم الرمضانية السابقة، بمعنى أن هناك تراجعا في مداخيل الناس خلال المرحلة الراهنة. وتعلق ام هناء الرحابي -ربه بيت- بالقول "كل مرة نقول سيصلح كل شيء ولكن لانعرف ما الذي يحصل؟.. اوضاع الناس صعبة، فالكثير لا يقدر ان يوفر قوت يومه, فإما ان يتسول وترى اعداد المتسولين في تزايد او ينتظر من يطرق عليه بابه من الجمعيات الخيرية.. فدائما رمضان في اليمن فرحه لا تكتمل". تكدس بضائع.. وظروف صعبة وفي الجانب الأخر يعاني أصحاب المحال والبضائع التموينية من حالة تكدس للبضائع بسبب غلاء المعيشة وعدم مقدرة الناس على شراء كافة المواد والاحتياجات التي تلزمهم, حيث أصبح الوضع صعب على البائع والمشتري. يقول عبد السلام الشريف -صاحب محل- "أصبحت اجلس طول النهار ولا احد يأتي لشراء ما يلزمهم إلا القليل من الناس. وعبر محمد الجرماني -صاحب إحدى المحال التجارية لبيع المواد التموينية- عن الوضع السيئ والمرير الذي يعاني منه الناس فيقول: "في رمضان نغلق محلاتنا طوال النهار اذ لم تعد للناس قدره على الشراء، فأصبحت الحركة لا تفي لشراء بضائع جديده او ايجار المحل او احتياجاتنا". استغلال الناس يشير الشاب علي الفضالي إلى ان البائعين يستغلون الناس من خلال شهر رمضان حيث يقترب الشهر ويبدأون برفع الأسعار, وأضاف "بالرغم من أننا نعاني من وضع صعب جدا إلا أننا من الضروري ان نلبي كافة الطلبات الأساسية والتي لا يمكن الاستغناء عنها ويبتعد الباعة عن استغلال الناس البشع احتراما لروحانيه الشهر وتكافل الناس وتراحمهم في رمضان". ويؤكد غنام السعدي ان كثير من المواد تأتي فاسدة او منتهية الصلاحية وتباع بشكل ظاهر دون رقابة او محاسبة من الجهات المعنية. فيما تقول ناهد القاهري "أسعار المواد الأساسية ارتفعت بين عشية وضحاها بنسب كبيرة ودون أي مبرر إلا محاولة من البعض اقتناص فرصة زيادة اقبال الناس على شهر رمضان لجني مزيد من الأرباح من سلعة معروف عنها تذبذب السعر وعدم القدرة على ضبطها بيسر". وتساءلت القاهري "ربما كان بوسعي شراء بعض الخضار وأصناف أخرى فأنا وزوجي نعمل وترهقنا الديون وهذا الغلاء، فكيف ستتدبر الأسر المستورة والمتعطل أربابها عن العمل أمرها خصوصا في هذا الشهر الفضيل والعيد؟!". رمضان.. وأزمة الكهرباء ومن ناحية اخري أشارت الحاجة أم عبد الله إلى ان أجواء شهر رمضان ليست بالمشجعة هذا العام في ظل ارتفاع درجات الحرارة احيانا في وانقطاع التيار الكهربائي بشكل مستمر، وتضيف "انقطاع التيار الكهربائي يشكل عبئا ثقيلا عليها بسبب حالتها الصحية المتدهورة فأنا اعاني من ضيق تنفس وارتفاع ضغط الدم" .. وتتنهد حزينة "كيف بالناس الذين في المستشفيات والمناطق الحارة فهل الذين يخربون الكهرباء يتقوا الله في رمضان". اسماء الصالحي –طالبة- تقول "انتظره بترقب وبشوق شديد لا استطيع وصف شعوري حين بدأ العد التنازلي لاقتراب الشهر الفضيل شهر الطاعات والعبادات, حيث الفرح يغمرني رغم الظروف الصعبة التي نعاني منها حيث ان الأجواء تغمر البيوت والشوارع أيضا من خلال عيون الناس والأطفال التي تنتظر بترقب, وما ينغص على المرء كل هذه الاجواء هي الانقطاعات المتكررة للكهرباء، فربة البيت خاصه تتحمل هذا العبء، والذين يعانون الامراض المزمنة قلنا في رمضان ربما يشعر المخربين بعظمه هذا الشهر ويرحمون الناس من هذا العناء". وتضيف "نتمنى ان تضرب الدولة بيد من حديد على ايديهم حتى لا تتفاقم معاناه المواطن". في رمضان يعمد اليمنين إلى إتباع نفس الخطوات باستقبال شهرهم الكريم لكن الظروف الصعبة التي يعانونها بسبب الغلاء, والظروف المحيطة بهم هي التي حكمت عليهم بتباين أراءهم وهذا الآمر أثار الجدل في ظل الوضع السيئ, لكن رغم كل هذه الظروف التي يمر بها الناس في اليمن بات الكل ينتظر شهر رمضان بالطاعات والعبادات والتأمل في عهد جديد من الاستقرار والأمان باليمن".