دعا حزب الرشاد السلفي في اليمن في أول بيان له بعد التهجير الجماعي لأكثر من 15 عشر الف مهجر إحالة قيادات جماعة الحوثي الشيعية إلى "القضاء العادل لمحاسبتهم"، على ما وصفها ب"الجرائم ضد الإنسانية" التي ارتكبوها بحق أبناء دماج بمحافظة صعدة شمالي البلاد. وفي بيان صادر عن حزب الرشاد إلى "إحالة قيادة جماعة الحوثي وميليشياته إلى القضاء العادل لمحاسبتهم على الجرائم ضد الإنسانية التي ارتكبوها بحق أبناء دماج (ذات الغالبية السنية) وأبناء محافظة صعدة وما جاورها بشكل عام". كما طالب الدولة وجميع المكونات السياسية والمجتمعية ب"ضرورة الحل الفوري لميلشيات الحوثي المسلحة، ونزع سلاحها، وتسليمه إلى الدولة، لما يشكله بقاء هذه المليشيات بأسلحتها من خطر على السلم الاجتماعي، والتعايش السلمي، والحيلولة دون قيام دولة المؤسسات، وسيادة النظام والقانون". ودعا المجتمع الدولي إلى "القيام بمسؤولياته، وإدانة هذه الجرائم بصورة جلية، حتى لا يفسر ارتكاب هذه الجرائم على أنه جزء من التسوية السياسية في اليمن، ولكي لا تكون المعايير الدولية لحقوق الإنسان محل شك وارتياب، وفاقدة للمصداقية لدى عامة الشعب اليمني". وقال "إن جريمة تهجير أهل دماج قسرياً، سعى لتنفذيها (زعيم الحوثيين عبد الملك) الحوثي منذ حروبه الأولى مع الدولة في عام 2004م وسطرها في بياناته وشروطه المكتوبة التي جعلها شروطاً لإيقاف تمرده على الدولة". ولم يتسن الحصول على تعليق فوري من جماعة الحوثيين حول هذا الاتهام، الوارد في بيان الحزب. ويواصل سلفيون، منذ أيام ، رحيلهم من منطقة دماج، إلى مناطق مختلفة في البلاد، تنفيذاً لأحد بنود اتفاق وقف إطلاق النار بين الحوثيين والسلفيين الذي أُبرم برعاية رئاسية، مؤخرا، بحسب سرور الوادعي الناطق الرسمي باسم السلفيين. ووفق مصادر مقربة من زعيم السلفيين في منطقة دماج، يحيى الحجوري، فقد أفضى اتفاق رعاه الرئيس اليمني، عبد ربه منصور هادي، إلى خروج المنتمين للتيار السلفي ممن ليسو من أبناء المنطقة منها، والتوجه إلى مناطق أخرى في البلاد. ووفقاً لاتفاق وقف إطلاق النار الذي جرى عبر اللجنة الرئاسية المكلفة بإنهاء النزاع بين الحوثيين والسلفيين، فإنه يجب أن يتسلم الجيش جميع المواقع التي كان يتمركز فيها السلفيون في دماج، وجميع المواقع التي كانت يتمركز فيها الحوثيون في محيط المنطقة، بالإضافة إلى كافة النقاط التابعة للحوثيين على طول الطريق الرئيسية المؤدية من دماج إلى مدينة صعدة. ودارت مواجهات مسلحة بين الحوثيين والسلفيين في دماج ذات الغالبية السلفية، على مدار ثلاثة أشهر ماضية، أسفرت عن مقتل وإصابة المئات في صفوف السلفيين، بحسب مصادر سلفية، في حين يتكتم الحوثيون عن ذكر عدد الضحايا في صفوفهم.