في عهد الخليفة العباسي هارون الرشيد ارتفع شأن البرامكة حتى سيطروا على كل مفاصل الدولة الاسلامية المترامية الاطراف، وفي ظل تلك السيطرة البرمكية على مصدر القرار السياسي والمالي والعسكري تحول أقوى خلفاء بني العباس الي حاكم صوري لا حول له ولا قوة.. ذات يوم من أيام سيطرة البرامكة، جاء رجل يقال له أبو العود، للرشيد فأمر له بثلاثين ألف دراهم.. ذهب الرجل إلى الوزير يحيى بن خالد بن برمك والمسئول على بيت المال.. فطلبها منه فماطله مدة طويلة، فلما كان في بعض ليالي السمر قرر أبوالعود ابلاغ الرشيد بطريقة غير مباشرة فأنشد ابياتا من شعر عمر بن أبي ربيعة تقول: ليت هنداً انجزتنا ما تعد وشفت أنفسنا مما تجد واستبدت مرةً واحدةً إنما العاجز من لا يستبد.. أدرك الرشيد الغزى وظل يكرر: إنما العاجز من لا يستبد.. انطلق بركان غضبه ثورة لم تبقي للبرامكة بعدها بقية.. أبيات من الشعر في ذلك الزمان انتصرت للدولة واعادت للرشيد سلطانه وهيبته.. اما في زمننا فقولوا ماشئتم من شعر ونثر.. واصرخوا نداءً وبكاءً فلن يسمعكم احد.. ولن تجدوا غير البرامكة يسيطرون في زمن اللادولة واللامسئولية..