قال باك سكستون، محلل الشؤون السياسية لدى CNN والعميل السابق بفرع مكافحة الإرهاب في وكالة الاستخبارات المركزية، إن التنظيمات الجهادية بدلت طريقة عملها وتحولت من تنفيذ العمليات الإرهابية ضد الغرب إلى محاولة تغيير الأنظمة القائمة في المنطقة عبر الإمساك بالمدن والقرى، معتبرا أن هذا الأمر لن تنفع معه الغارات الجوية ولا بد بالتالي من تدخل بري واسع. وشرح سكستون الأسباب التي دفعت داعش لتنفيذ عملية ذبح الأقباط في ليبيا بالقول: "ما نراه عبارة استراتيجية لم يتنبه الغرب إليها كما يجب وهي استراتيجية نشر أجنحة التنظيم خارج سورياوالعراق. كما تعرفون فإن التنظيم يطلق على نفسه اسم الدولة الإسلامية وليس الدولة الإسلامية في العراق والشام، ما يعني أنهم يتطلعون إلى ما وراء هاتين الدولتين بل يريدون نشر أذرعهم في الشرق الأوسط، ويبدو أن أقوى تلك الأذرع موجود في ليبيا وكذلك في شبه جزيرة سيناء." وأضاف: "الرسالة التي يعبر عنها التسجيل مفادها أن التنظيم قادر على التوسع حتى إذا تعرض للتحجيم في سوريا أو العراق والتنظيم اختار إرسال تلك الرسالة عبر ذراعه الليبية ليؤكد بأن هناك جهات أخرى قادرة على مواصلة تطبيق أفكاره." وعن قدرة الغارات الجوية بمفردها على وقف داعش قال سكستون: "الغارات لا يمكن لها وقف تمدد التنظيم، وطالما أن الغارات الأمريكية نفسها لم تكن كافية لوقف تحرك التنظيم على الأرض فإنه من المؤكد أن غارات الدول الأخرى لن تكون مجدية سواء قام بها الأردن أو مصر. نحن في حالة حرب مع قوى متمردة تسعى للسيطرة على الأرض وانتزاعها من تحت سلطة الدولة وهذا يتطلب الرد على الأرض بقوات برية والتفكير بأن بوسعنا حسم الأمور بالقوة الجوية بمفردها أمر غير واقعي لن ينجح ولم ينجح في السابق." ولفت المحلل الأمني الأمريكي إلى وجود ما وصفه ب"التحول الكبير في الصراع" داخل التيار الجهادي على الزعامة بين تنظيمي داعش والقاعدة، وكلاهما لديه امتدادات دولية، مضيفا: "والقاعدة مازالت ترغب بتقديم نفسها على أنها الإطار الرئيسي للحركة الجهادية بينما تريد داعش عرض نفسها على أنها خلافة إسلامية قائمة بالفعل." وتابع شارحا: "كما أن التحول موجود في طريقة عمل تلك التنظيمات فعوض تشكل خلايا تهاجم الغرب من أجل تغيير السياسة الأمريكية والتمكن من إسقاط الأنظمة المعادية لها في الشرق الأوسط تقرر التنظيمات الجهادية حاليا مهاجمة الأنظمة نفسها والسيطرة على أراضيها، وهذا تحول كبير، فعوض تفجير الطائرات في الجو تحولت تلك التنظيمات إلى السيطرة على الأرض والإمساك بالمدن والقرى، وبالتالي فالقصف والعمليات الخاصة لن تنفع، لا بد من قوات برية." - ضربات جوية: وشنت القوات الجوية المصرية يوم الاثنين ، ضربة جوية لأهداف تابعة لتنظيم الدولة الإسلامية في داخل ليبيا ، وذلك بعد يوم من بث مقطع فيديو يظهر مقاتلي التنظيم وهم يذبحون 21 مصريا هناك. وهذه هي المرة الأولى التي تؤكد فيها مصر شن غارات جوية على التنظيم في جارتها ليبيا مما يشير إلى أن الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي مستعد لتصعيد معركته ضد المتشددين الساعين للإطاحة بحكومته. وقال الجيش المصري إن الضربة التي نفذت فجر يوم الاثنين وقالت ليبيا إنها شاركت فيها استهدفت معسكرات ومواقع تدريب ومخازن أسلحة وذخائر في ليبيا التي أصبحت على شفا الفوضى بسبب الصراع. وأضاف في بيان نقله التلفزيون الرسمي الذي عرض لقطة مقتضبة لطائرة مقاتلة تقلع ليلا "حققت الضربة أهدافها بدقة وعادت نسور قواتنا الجوية إلى قواعدها سالمة." - دور الاردن: وكانت الاردن هي الاخرى نفذت عدة غارات جوية ضد مواقع "داعش" في اعقاب قتل احد طياريها حرقاً من قبل عناصر التنظيم ، وعلى ضوء قرار الاردن تعزيز عمليات العسكرية ضد "داعش" ، كشف مسؤولون ، عن أن الولاياتالمتحدة تعد خططا لإعادة تزويد الأردن بذخائر خلال الأسابيع المقبلة ربما تضم أسلحة موجهة بدقة معجلة بالدعم للمملكة مع توسيع دورها في الهجمات الجوية ضد تنظيم الدولة الإسلامية. وامتنعت وزارتا الخارجية والدفاع الأمريكيتان عن التعليق على أي تحركات في المستقبل لمساعدة الأردن بطلبات للأسلحة .. لكن عدة مسؤولين أمريكيين قالوا شريطة عدم نشر أسمائهم إن تخطيطا يجري للمساعدة في سد النقص في مخزونات الأردن من العتاد الحربي. وقال مصدر قريب من الحكومة الأردنية لرويترز إن الأردن يعتقد أن مخزوناته من القنابل تتضاءل مع توسيع دوره في الهجمات بعد الإعدام البشع لطيار أردني على يد تنظيم الدولة الإسلامية. وتأتي جهود الولاياتالمتحدة للتعجيل بتسليم الذخيرة وأسلحة أخرى للأردن بعد نداء من العاهل الأردني الملك عبد الله للنواب الأمريكيين الأسبوع الماضي بزيادة الدعم الأمريكي. وأثار بث التنظيم شريطا مصورا في بداية هذا الشهر لإعدام الطيار معاذ الكساسبة حرقا رد فعل عاما عنيفا في الأردن وشحذ تركيز الحلفاء العرب المساهمين في المجهود الحربي. والأردن واحد من مجموعة دول عربية تضم السعودية والبحرين ودولة الإمارات العربية انضمت إلى الهجمات الجوية الأمريكية على تنظيم الدولة الإسلامية الذي يسيطر على مساحات شاسعة في العراقوسوريا. وأعلنت دولة الإمارات هذا الأسبوع استئناف هجماتها الجوية على التنظيم. وقدرت وزارة الدفاع الأمريكية(البنتاجون) أن الأردن ألقى 72 قنبلة في الموجة الأولى من ضرباته الانتقامية في سوريا الأسبوع الماضي. واستأنف الأردن غاراته يوم الخميس . ويقول خبراء عسكريون أردنيون إن الأردن قد يعاني للحفاظ على كثافة غاراته الجوية حتى في الوقت الذي أمر فيه الملك عبد الله قادة القوات المسلحة بالاستعداد للقيام بدور عسكري أكبر في التحالف الدولي الذي يقاتل تنظيم الدولة الإسلامية. - المصدر-(CNN) + (رويترز):