لا يجادل في التأريخ عاقلٌ مدرك ماهية التاريخ، وأبعاده الهُلامية، ومراميه الغائمة، إلا هاوي نفسٍ، أو شانئ شخصٍ، أعياه الإفصاح عما يستوطن بواطنه من غلِّ، فوجد لذلك الباطن مرجع بعد إذ لم يجد مرجعًا، فالناس تتهم من ينسب إلى نفسه ولا يحيل، حتى لا يكون (...)
لا تقف خيانة المثقفين بتعبير إدورد سعيد على المقاربات التاريخية فحسب، بل تأخذ اشكالًا أخرى، حتى البداهة في بساطتها ونظارتها يتم السطو عليها وتهميشها، فتتلاشى في خضم الضخ الثقافي والإعلامي الموجه، وتتداخل مع الجمهور المتعطش لما يعيد إليه الكرامة (...)
أقف على أبواب ماركات مختلفة، وأبحث عن الأفضل، فالتخفيضات مغرية، والثياب بهية رائعة، ذلك أن من عادة أوروبا التخفيضات على مشارف انتهاء الصيف، فأرى قميصًا ملفتًا وأحسب إنه غالٍ للغاية، وأجد عكس ذلك، فينخفض تلقائيًا وبطريقة دراماتيكية في مخيالي، مخيالي (...)
التفكير؛ بل السعي في تحصيل المعرفة بمنأىً عن معرفة النفس، صبيانية مبالغ في إثباتها، لا تعود على صاحبها بالسعادة، وإن انعكست سعادتها على من سواه من العوام أو غير ذي تخصص، أو بشكلٍ أدق : مصالحها. يتحدث المسيري عن اللقاء الذي جمعه وأبو القنبلة الذرية (...)
دبج الفقيه المغربي الكردودي، رسالة بعنوان: "كشف الغمة ببيان أن حرب النظام حق على هذه الأمَّة". المراد من هذه الرسالة هو: هل يجواز أن يكون للأمّة جيشًا حاميًا، يذود عن حياضها، ويستلم رأية الدفاع عنها وعن أملاكها ومكتسباتها!؟.
كما دبج الشيخ عبدالحي (...)
لكل عصرٍ موضة، وموضة هذا العصر، الإلحاد، والوصول إلى المريخ. هاتان الموضتان ترغبان بالإفصاح عن القدرة والجرأة، وعن مواكبة العصر، وعن الحضور الإعلامي، من زاوية الوصول إلى التجديف، أو الوصول إلى المقارنة بدولةٍ أخرى. يُقال إنه تم سؤال أول واصل إلى قمة (...)
الإزاء المقابل للمليشيا الحوثية، هو الذي يُبقيها، ويُغذيها، ويرشدها إلى مراميها، ليس لأن ذلك الإزاء خائن، أو مُرتزِق، أو أيًا من هذه الصفات النكدة، بل لأنه حيز مقابل للمليشيا فقط. بمجرد سقوط هذا الحيز، أو تلاشيه، تتلاشى هذه المليشيا من تلقائها، لأن (...)
لا شيء واضح في هذا الكون، وفي هذه النفس، وفي هذه الحياة، كوضوح الله، كحضورة، كتجلياته، كإحساسنا الشفاف حيال وجوده فيما نجهل، وفيما نعلم. كلما قرأت عن الإلحاد، أو استمعت إلى الملحدين، أخلص إلى قراءة مفادها :" لا وقت للإلحاد". لا يسع العقل ما يسع (...)
قرابة 15 ألف محششًا دينيًا، قضوا على أسوار مأرب، في غضون خمسة أشهر فقط، إزاء قرابة 1200 بطلًا جمهوريًا، ارتقوا في سبيل الكرامة، والذود عن الحياض السبئي الإبريزي. لسنا بصدد بهجة، ولكننا بصدد تأمل، كيف يمكن للإنسان أن يتسفل، فيصبح أقل من حيوان، وكيف (...)
الخطيئة تجر إلى الخطيئة، والصواب يجر إلى الصواب، كذلك هي الهزيمة تجر إلى الهزيمة، والاتفاق يجر إلى الاتفاق، وحدها المقاومة تجر نفسها، وتحبس أنفاسها في معركة النصر أو الانحسار، وترتكب الخطيئة كناتج طبيعي من نتاج الفاعلية المقاومة، ولكنها تخلق (...)
من ينظر إلى خارطة المعركة في مأرب قبل سنة من الآن، ومعركتها اليوم، لن يجد ثمة تغير حقيقي على الخارطة، فالكسارة ، والمشجح، على خط متسق مع جبال البلق التي تدار على القرب منه معارك اللحظة.
الحديث عن حريب، والعبدية، والجوبة، حديثٌ لتأكيد خطوط المعركة (...)
ينقل الخبير العسكري العراقي عبدالجبار، خبرٌ يقول عنه إنه غير دقيق، وذلك عن سقوط معسكر الخنجر، التابع لمحافظة الجوف، بيد أن الخبر يقول إن معسكر الخنجر في منطقة الرويك، ومنطقة الرويك تبعًا لمحافظة مأرب، وهي منطقة صحراوية، على تماس مع خط العبر، المتنفس (...)
بحسب الخبير العسكري العراقي/عبدالجبار. صاحب قناة حروب الشرق الأوسط في اليوتيوب، فإن حروب الأمواج البشرية تكون على نوعين:
الأول: في السهول والأودية والمضائق، يرتص المهاجمون تباعًا في تيارين متوازيين.
الثاني: في المناطق المفتوحة، يرتص المهاجمون بجوار (...)
في اللحظة الراهنة، وفي خضم معركة مأرب المصيرية، بات جليًا للأعيان، أن ميزان المعركة هو ميزان الحشود؛ والحشود المقابلة، وكأن صاحب الحشود الأكثر هو من سيدحر الآخر وينتصر عليه.
لاحظنا ذلك في بداية دخول الحوثيون حريب، بيد أن المتغير الذي حدث البارحة (...)
يقتعد عبدالملك الحوثي مكان جده النبي، ليُخاطب الجماهير، وسمت الوقار يبرق كلما تمايل، حاثًا بصراخٍ ملعلع، وبثقةٍ من يفتقر إلى الثقة؛ إلى كل شيء، ولكنك حين تأخذ قلمًا وورقةً لتكتب غير الكلام المرسل الذي يطلقه، لن تجد سوى حلقاتٍ مفقودة، يسد ثغرات هذه (...)
استطاع الحوثيون إثارة غبار المعارك من خارج المدن التي يسقطونها، ولكنهم وفي كل مرة يسقطون المدن من داخلها، رأينا ذلك في عمران، وفي العاصمة صنعاء، وفي غيرهما من المدن والمناطق العسكرية، والخوف على عظيمتنا مأرب ليس من غبار المعركة الذي يُدار خارج (...)
ينتظر اليمنيون في غالبهم الخلاص من طعنة الألم التي ينظرون إليها بإعجاب، من التأله المليشاوي الذي يسارعون إلى عبادته، من البغي الذي يظنونهُ شجاعة، من إذلال الآخر الذي يرونه عز. يتساوق الطفل والمرأة الضعيفة في ذلكم الإعجاب الباطش، وفي تقدير القوة (...)
لن يسقط مأرب غير الأمل، ولن يخونها سوى الوهم. تتقدم المليشيا كل يومٍ، وكل يومٍ نأمل النصر، أمل العجزة الذين لا شغل لهم، ولا دراية، وحين يتحدث البعض عن مجريات الواقع ومخاطرة الساطعة، يقف الواهمون بصلابة لرفض تلك الحقائق الواضحة.
من يتعود على مقارعة (...)
هناك مشكلتان تتناوش الذات اليمنية، الأولى تكمن في انتظار الآخر، كيما يتبدَّى، ويمد يدي المصالحة والحلول، نظرًا للأبراج العاجية التي تشعر كل واحدٍ بكيانه الصلب، وإن كان هشًا، ظاهرًا وباطنًا، والإشكال الآخر، أو المشكلة الأخرى، تكمن في العقلية الأبوية (...)
باتت المعركة الدائرة على أطراف مأرب في حالة انكشاف صارخ، حيث لا تغيير في أساليب القتال، ولا قدرة على التقدم، وكأن لسان حال المقاتل المكلوم مكره على المقاومة في ظل غياب الهدف، فهي الخيار الوحيد القسري، كما لا فرصة ممكنة للمقاومة سوى الدفاع، بينما (...)
من لا يستطيع أن يملك وعيًا، لن يستطيع أن يملك شرفًا، ومن لا يفهم مبدأ الشخصية في الثقافة، لن يحفر أصلًا، ولن يصل أبدًا. أضعنا الشرف، حين أضعنا الوعي، وأضعنا الثقافة، حين أضعنا الشخصية، ولأننا كُتَّاب ومثقفون عَمدنا في تضخم ذواتنا لا في بنائها، وفي (...)
المشهد في صنعاء ليس مثيرًا، ولا مأساويًا، ولا مستفزًا، فقد عودتنا هذه المدينة سهولة انحناءاتها، ومرونة انجرارتها، فهي أم العاصي والطائع، والسيد والعبد، والسفيه والنبيل، لا تستنكر قبح أبناءها، وإن عاثوا وتعبثوا، ولا تعارض مجونهم، وإن شطنوا وتمردوا، (...)
لقد مر على حصار العبدية 29 يومًا، هذه الأيام مرت في حسابنا نحن المتكئين على أرائكنا الوثيرة، ومجالسنا الهانئة، أما في حساب 35 ألف محاصر، فلحظات الألم، كشهرٍ مما نعد، وسويعات القهر، كسنينٍ مما نحسب، وآهات الجرحى، وعيون اليتامى الباكية، وأحزان الثكالى (...)
العبدية، مدينةٌ خلق الله رجالها على طراز البطولة، وقلدهم مهام أقدارهم، وربط على قلوبهم بيده، صغيرهم كالمسيح عيسى، يرفعون أنفسهم إلى السماء بقرارهم، ويبقون في الأرض بقرارهم، فاستشهادهم ارتفاع إلى السماء، وبقائهم في الأرض عمق في متارس الإباء، كما أن (...)