ما تزال السعودية ومنذ خمسة عقودٍ وأكثر, تشهدُ جدلاً , حول كيفية إدارة واقع ومستقبل ِ آثار ومواقع تاريخيةٍ إسلاميةٍ متعددة، يحاولُ البعضُ طمسَها خِشية َ دخولِها دائرة َ الشركياتِ ، بينما المنتمونَ للوسطية ومذاهبَ أخرى يتمسكونَ بمدادِ الحفاظِ عليها مع التوعية. دائرة ُ الجدل ِ الكبرى تلتفّ ُ حولَ شاخصِ عرفات، الواقعِ على سفح ِ جبل ِ الرحمةِ أو مايسمّى بجبل الال,, على ارتفاع 30 ثلاثينَ متراً من هذا الجبل ِ يقفُ الشاخصُ بارتفاعِ 4 أربعة ِ أمتار ، وقد اكتستْ منتصفَهُ بكتاباتِ تبرّك ٍ ومناجاةٍ لله , كما تدورُ حولَهُ سلوكياتٌ أخرى لبعض ِ المعتمرينَ من التمسّح ِ والعبادةِ , وهو ما جعلَ أصواتاً تتعالى مطالبة ً بإزالتِهِ خِشية َ وقوع ِ البعض ِ في المحظوراتِ الخطيرةِ على عقيدةِ المسلم. طمس التراث الإسلامي وفي تعليق على الموضوع قال الدكتور فواز بن علي الدهاس المشرف العام على إدارة المتاحف بجامعة ام القرى أن التراث والتاريخ بصفة عامة هو جزء من الأمة, و"الأمة التي ليس لها تراث وليس لها تاريخ امة محكوم عليها بالجهل وعدم وجود الثوابت" مبينا أن مكةالمكرمة من أهم المدن الاسلامية التي تتمييز بوجود التراث الإسلامي والآثار الإسلامية في مختلف جوانبها وفي شعابها وجبالها وفي أوديتها، بل وفي كل ذرة رمل بترابها تحكي تاريخاً هو تاريخ الرسالة النبوية وتاريخ المصطفى صلى الله علية وسلم, و"لاشك ان هذه الاثار هي ثروة عظيمة لنا في هذا البلد لان اثارنا ليست كأثار غيرنا نحن هنا لاشك اننا نفتخر بهذه الاثار الاسلامية"، مبينا أن التنازل عنها طمس للهوية والتراث والتاريخ والعقيدة، لأننا "سوف نصبح فيما بعد ندرس أبناؤنا نوعا من الأساطير". ويواصل حديثه "نحن نقدر لجميع الغيورين على العقيدة الاسلامية والغيورين حتى على تاريخنا الاسلامي، بل اننا نحاول نستخدم الاسلوب الامثل في منع هذه المخالفات الشرعية التي قد تحصل سواء في موقع جبل الرحمة او حتى بغار ثور او حراء او في مواقع اسلامية اخرى, ولكننا نرفض ان نسلك الطريق المختصر وهو الطمس لاننا لو ازلنا هذه الاثار او طمسناها فأن هذه البدع والمخالفات الشرعية لاتزال قائمة"، مطالبا ان تتحرك هيئة السياحة والاثار لتأخذ دورها في هذا المقام.
أما الدكتور خالد بن احمد بابطين عضو هيئة التدريس بجامعة ام القرى وعضو الجمعية الفقهية السعودية فيقول أن "جبل الرحمة بعرفات فليس له أي خصوصه تميزه بين سائر البقاع انما لما اراد النبي صلى الله علية وسلم ان يحج في عامة الذي حج فيه أذن للعرب واخبرهم انه خارج في هذه السنه الى الحج فمن اراد ان يوافيني فليوافني في عرفة، فالجبل كان علامة بحيث إذا وقف بعرفة علامة يلتقي به من ارادعند هذا الجبل, ولم يصعد النبي إلى سفح الجبل فإنما وقف في أسفل الصخرات, فلهذا لايشرع ان يؤتى هذا الجبل حتى في الحج", مستنكرا سلوكيات اعتبرها شركية، وحصول كثير من البدع والمحدثات، مبينا أن العمود او الشاخص ليس من زمن النبي علية السلام ولا زمن الصحابة رضوان الله عليهم وإنما هو حدث قريب.
هنا حول هذا الشاخص تشاهد من يستقبله القبلة ويستدبر القبلة ومنهم من يطوف به فلقد رصدت جهات مختصة مخالفات شرعية تخالف العقيدة لذا ينبغي أن يزال هذا الشاخص ويبقى الجبل كما هو جبل . يذكر أن ساحة ُ جبلِ الرحمةِ لا تخلو على مدار العام من الجانبِ الترفيهيّ ِ حيثُ باتَتْ أشبه َ بالمواقع ِ السياحيةِ للزائرينَ تُديرُها عمالة ٌ غيرُ نظامية، كما التفّ َ حولَ الشاخص ِ الباعة ُ يعرضونَ كلّ َ ما لديهم من ملبوساتٍ وسبّحاتٍ وأنواع ٍ أخرى , في ظلّ ِ غيابٍ كامل ٍ لجميع ِ الإداراتِ الحكوميةِ في الموقع .