أكد حرس الحدود السعودي بأن عملياته (الاستخبارية والعملياتية) مستمرة في مواجهة أي تصعيد على الشريط الجنوبي المحاذي لليمن. وقال المتحدث الرسمي لحرس الحدود السعودي المقدم سالم السالمي إن حرس الحدود سخر كل إمكاناته المتاحة ماليًّا وبشريًّا لمواجهة أي تهديد برًّا وبحرًا. وأضاف المقدم السالمي (إن حدود المملكة آمنة بإذن الله، وإن الاستعدادات العملياتية والاستخبارية مستمرة وفق خطط معدة لمراقبة الحدود ويتم تحديثها أولاً بأول وفق ما يتطلبه الموقف الأمني والظروف الميدانية). يأتي ذلك في أعقاب توارد الأنباء عن تحركات حوثية مريبة إثر المواجهات التي تندلع بين الفينة وأختها بين الجيش اليمني والمتمردين الحوثيين في مدينة صعدة شمال الجمهورية المضطربة. وعلى الرغم من النشاط الملحوظ للحوثيين خصوصًا في المناطق المحاذية في صعدة القريبة من الحدود السعودية وهي المعقل الرئيس لهم، إلا أن مصادر مطلعة قالت إن الجيش السعودي ما زالت مدافعه ساخنة بانتظار أي طارئ يتطلب التحرك، خصوصًا مع تعثّر انتشار الجيش اليمني بسبب عدم تسلمهم خرائط الألغام من المتمردين. وكانت المعارك بين الجانبين السعودي والحوثي اندلعت إثر تسلل مجاميع حوثية للحدود السعودية في الثالث من نوفمبر/ تشرين الثاني وقتلوا اثنين من أفراد حرس الحدود السعوديين وأصابوا آخرين، وهو الأمر الذي قالت عنه السعودية بأنه خط أحمر ولا يمكن السكوت عنه وقال حينها مصدر مسؤول سعودي في ختام بيانه عن العملية (سيعلم الذين ظلموا أي منقلب ينقلبون). وانسحب الحوثيون من الشريط الحدودي الموازي للسعودية في الخامس والعشرين من يناير/كانون الثاني الماضي بعد عمليات عسكرية بين الجانبين استمرت 3 أشهر انتهت بتحقيق من تسميهم السعودية (المتسللين المعتدين) مطالب الرياض الثلاثة وهي الانسحاب من الحدود عشرات الكيلومترات داخل الأراضي اليمنية وتمكين الجيش اليمني من الانتشار على الحدود وتسليم الأسرى. وقتل خلال العمليات العسكرية من الجانب السعودي نحو 120 في حين تسلمت السعودية 3 أسرى بعد وقف العمليات، فيما لم يعلن الحوثيون أو مصادر محايدة عدد القتلى من الجانب الحوثي، إلا أن السعوديين قالوا إنهم بالمئات خصوصا في الشريط الحدودي الذي تعرض لتمشيط مركز من الطيران السعودي والمدفعية الثقيلة. وفي إشارة إلى عدم اطمئنان السعودية لمآلات الأوضاع الدائرة في جمهورية الاضطرابات الثلاث، فإن المناطق السعودية المحاذية للحدود اليمنية وخصوصًا جبل دخان الكبير وبعض القرى (الشريطية) قد أخليت تمامًا، وأقامت السعودية مخيمات للأهالي النازحين مع تعويضهم بمبالغ شهرية انتظارًا لاكتمال المنطقة السكنية المتكاملة التي من المزمع تسليمها في الأشهر المقبلة للأهالي النازحين بمبادرة من العاهل السعودي الملك عبدالله بن عبدالعزيز. وتنتشر في تلك المناطق قطعات للجيش السعودي فيما عاد حرس الحدود لتسلم بعض مواقعه بعد أن أخلاها لصالح الجيش إبان نشاط العمليات العسكرية. وتمر اليمن بثلاث مشاكل رئيسة تسبب القلق لجارتها الكبرى السعودية، إذ ما زالت تتفاوض على الرغم من الحروب الست مع الحوثيين لتسليم أسلحتهم والتسليم بمطالب الحكومة، فيما يشهد الجنوب اليمني مشكلتي تنامي نشاط القاعدة، فضلاً عمّا يسمى بالحراك الجنوبي الداعي للانفصال.