مع اقتراب الذكرى الثامنة لأحداث الحادي عشر من سبتمبر في الولاياتالمتحدة لا يزال الهوس والرعب يسيطران على الغرب وينال من المسلمين في مطارات الدول الغربية. الممثل الهندي شارو خان هو أحدث ضحايا هذا الهوس، حيث أوقفته السلطات الأمريكية اليوم السبت 15-8-2009 لمدة ساعتين في مطار نيوارك في ولاية نيوجرسي؛ لاستجوابه فقط لأنه "مسلم" قبل أن تطلق سراحه بعد تدخل السفارة الهندية.
وقال خان (43 عاما)، المعروف ب"ملك بوليوود، في اتصال هاتفي لإحدى المحطات التليفزيونية الهندية: "لمع اسم خان على أجهزة الحاسب الآلي في المطار، وسألني موظفو قسم الهجرة عن سبب زيارتي لنيوجيرسي، وفحصوا أمتعتي، ولم يسمحوا لي بإجراء مكالمة هاتفية لمدة ساعة تقريبا".
وأضاف: "كنت أنتظر حقائبي.. تخيلت أنه من اللطيف أن يصطحبوني لغرفة أخرى.. لكنني صدمت.. لقد كان تفتيشا ثانيا".
وقال في تصريحات أخرى لجريدة "تايمز" الهندية: "لقد أخبرتهم أنني ممثل، وأنني هنا لتصوير أحد أفلامي، وسأسافر إلى شيكاغو لحضور حفل رسمي كضيف شرف بمناسبة عيد استقلال الهند.. لكن موظفي قسم الهجرة لم يقتنعوا وأوقفوني لمدة ساعتين إلى أن تدخلت السفارة الهندية".
وأكد خان أنه لم يتكلم كثيرا؛ "لأني أعرف أنهم سيأخذون كلامي بصورة خاطئة"، وأضاف: "الموقف كان محرجا بالنسبة لتاريخي الفني"، مضيفا بحزن: "سأتجنب السفر إلى الولاياتالمتحدة من الآن وصاعدا".
توقيف الأبرياء تعليقا على توقيف خان في المطار الأمريكي ردت الحكومة الهندية قائلة إن مثل هذه الحوادث تقع بكثرة في الولاياتالمتحدة.
وقال وزير الإعلام والإذاعة الهندي أمبيكا سوني للصحفيين في العاصمة نيودلهي: "ما تقوم به الولاياتالمتحدة من تفتيش للمسلمين تجاوز المسموح به، ويبنغي علينا أن نفعل معهم مثلما يفعلون مع مواطنينا".
بدوره قال رافيج شاكولا من السفارة الهندية، والذي حضر للتفاهم مع سلطات المطار: "هذا ليس عدلا.. لمجرد أن اسمه خان وأنه مسلم يتم إيقافه واعتباره من المشتبه بهم"، معتبرا أن السلطات الأمريكية لابد أن تركز جهودها على الإيقاع بالمتهمين الحقيقيين بدلا من توقيف الأبرياء.
من جانبه قال السفير الأمريكي في الهند تيموثي رومر في بيان صحفي إن "خان رمز عالمي، ودائما موضع ترحيب في الولاياتالمتحدة، وهو محبوب من الجمهور الأمريكي"، لكنه أضاف: "لابد من التحقق من صحة الأمر أولا قبل اتخاذ أي إجراء". وكانت مجلة "نيوزويك" الأمريكية قد وضعت الممثل الهندي ضمن الخمسين شخصية الأكثر نفوذا وتأثيرا في العالم عام 2008.
"اسمي خان" وفي وقت سابق من الشهر الجاري أعلنت شركة "فوكس" الأمريكية أنها أبرمت اتفاقا مع إحدى الشركات الهندية لتمويل وتوزيع فيلم بعنوان "اسمي خان" يتناول حياة الهنود المسلمين في الولاياتالمتحدة.
ومن المنتظر أن يتم عرض الفيلم الذي يلعب بطولته خان عام 2010، وتقدر ميزانيته بما يزيد على 20 مليون دولار، بحسب ما أفادت وسائل إعلام هندية.
وقال المنتج الهندي ماهيش بهات إن استجواب خان في المطار هو "مثال جديد للإسلاموفوبيا (العداء للإسلام) التي تجتاح الدول الغربية، مؤكدا أنه لم يندهش لأن المسلمين في الولاياتالمتحدة بعد أحداث الحادي عشر من سبتمبر يواجهون معاملة قاسية".
ويعاني المسلمون بالدول الغربية عامة وبالولاياتالمتحدة خاصة من الإسلاموفوبيا ، والتي تجلت بقوة عقب أحداث سبتمبر، وكان من أبرز وآخر أحداثها مقتل سيدة مصرية محجبة مقيمة في ألمانيا على يد متطرف ألماني طعنها في قاعة إحدى المحاكم عقب حكم القاضي لصالحها في دعوى أقامتها ضده على خلفية مشاجرة بينهما تهجم فيها عليها وعلى حجابها بألفاظ نابية.