ليبرمان يدعو إلى «تبادل سكان وأراض» مع الفلسطينيين: العرب في إسرائيل يجب ان ينتقلوا للعيش في اراضي السلطة يشهد قطاع غزة تزايداً في ظاهرة الإنفلات الأمني والمسلحين الملثمين الذين يسعون الى أسلمة المجتمع بالقوة، وان كان المستهدف الأساسي هذه المرة المشروع السياحي برمته في القطاع. فبعد إغلاق أكثر من 10 فنادق ومنتجعات ومطاعم سياحية بهدف «أسلمة» أنشطتها، أحرق عشرات المسلحين المقنعين فجر أمس منتجع «كريزي ووتر بارك» الترفيهي في غزة الذي يملكه عدد من رجال الأعمال الغزيين، علماً انه المنتجع الأكبر في القطاع، وكان افتتح قبل نحو 3 أشهر فقط، واغلقته الحكومة المقالة ثلاثة أيام قبل شهر بدعوى الاختلاط في حفلة موسيقية أحيتها فرقة محلية. وروى رئيس مجلس ادارة المنتجع علاء الأعرج، وهو وزير الاقتصاد السابق في احدى حكومات حركة «حماس»، تفاصيل ما جرى، فقال: «اقتحم نحو 40 مسلحاً ملثماً المنتجع فجراً (أمس) وأحرقوه باستخدام البنزين بعدما قيّدوا الحراس وعصبوا أعينهم وأوسعوهم ضربا». وأضاف أن «الحريق طاول الأجزاء المكلفة من المنتجع، من بينها مبنى الادارة الذي أتى الحريق عليه بالكامل، وعلى المطعم الرئيس المؤلف من ثلاث طبقات والكافيتريا». وأوضح أن «المنتجع مغلق منذ اسبوعين بأمر من النائب العام (محمد عابد) في غزة لمدة 21 يوماً». وحمّل «الحكومة في غزة والنائب العام والشرطة مسؤولية حماية المنتجع المغلق»، ورأى أن «المشروع السياحي في قطاع غزة كله مستهدف». وغمز من طرف الجماعات الراديكالية المتطرفة التي تسير على خطى حركة «طالبان» الافغانية، وقال انها المسؤولة، مضيفا «بعض العقليات المتطرفة لا تستوعب المرونة المطلوبة للمشروع السياحي». وسعت حكومة «حماس» الى النأي بنفسها عن الحادث، فقال الناطق باسم وزارة الداخلية ايهاب الغصين إن «التحقيقات جارية للكشف عن ملابسات هذه الجريمة، ومحاسبة المسؤولين عنها»، معتبرا أن «ما حصل جريمة جنائية يجري التحقيق فيها، فيما قرار الإغلاق كان بسبب مخالفات قانونية». وشكا أصحاب منشآت سياحية ل «الحياة» من أن عناصر من شرطة المباحث الجنائية في شرطة «حماس» يأتون الى منشآتهم أثناء ساعات العمل ليلاً ونهاراً لمراقبة تصرفات الرواد. وقالوا إن هؤلاء يتدخلون في كل شيء ويمنعون النساء من تدخين السجائر أو النرجيلة، كما يطلبون من أي رجل وإمرأة يجلسان بمفردهما أن يثبتا أنهما زوجين أو أخوين، وفي حال عجزا عن ذلك، يتم اقتيادهما الى أقرب مركز شرطة، الى أن يأتي أي من أقاربهما ليقدم الاثباتات المطلوبة. وأضافوا أن مشادات كثيرة وقعت بين رجال ونساء وعناصر المباحث على خلفية التدخل في خصوصياتهم.
ويرى أصحاب فنادق ومطاعم ومراقبون أن «حماس» تسير بخطى وطيدة نحو أسلمة المجتمع، وأن المتشددين في الحركة يفرضون رؤيتهم «الطالبانية» على المجتمع الغزي وعلى التيار المعتدل في الحركة نفسها. ويعتقد هؤلاء أن الحركة والحكومة لا يسمحان بأي حال من الأحوال بتحرك عناصر مسلحة وملثمة ما لم تكن من عناصر الحركة أو جماعات متشددة قريبة منها.