انسحب الوفد الأمريكي ووفود غربية خلال إلقاء الرئيس الإيراني محمود احمدي نجاد كلمته أمام الجمعية العامة للأمم المتحدة عندما قال إن مؤامرة أمريكية كانت وراء هجمات 11 سبتمبر 2001. وخرج مسؤولان أمريكيان كانا يشاهدان الخطاب من القاعة تبعتهما على الفور الوفود الغربية بعد أن قال أحمدي نجاد إنه "توجد نظرية يؤمن بها العديد من الناس بأن جهات في الحكومة الأمريكية كانت وراء الهجمات"، وانتقدت الولاياتالمتحدة تصريحات الرئيس الإيراني نجاد ووصفتها بأنها "مثيرة للاشمئزاز ومجرد أوهام". وقال مارك كورنبلاو المتحدث باسم البعثة الأمريكية في الأممالمتحدة "بدلا من أن يمثل تطلعات الشعب الإيراني ونواياه الحسنة, اختار احمدي نجاد مرة أخرى نشر نظريات المؤامرة الخسيسة والعبارات المعادية للسامية". من جهته وصف وزير الخارجية الكندي لورانس كنون تصريحات احمدي نجاد بأنها "غير مقبولة" و"انتهاك سافر للمعايير الدولية وروح الأممالمتحدة". وقال الرئيس الإيراني إن الهجمات "كان لها تأثير كبير على العالم كله. ونذكر انه عندما حصل الهجوم على برجي مركز التجارة العالمي في نيويورك، دانت كل دول العالم ذاك الحادث الفظيع وراحت الدعاية الإعلامية تقول إن العالم بات في حلقة من الإرهاب، وان الحل هو بإرسال قوات إلى العراق وأفغانستان". ومضى الرئيس الإيراني قائلا إن " أغلب من يعتقدون أن جماعة إرهابية هي التي قامت بالخطف الانتحاري للطائرات التي دمرت برجي مركز التجارة العالمي وجانبا من البنتاجون هم المسؤولون في الحكومة الأمريكية". وقال غن نظرية أخرى تقول إن "بعض القطاعات في الحكومة الأمريكية دبرت الهجوم لإصلاح الاقتصاد الأمريكي الهابط واستعادة قبضتها على الشرق الأوسط من أجل إنقاذ النظام الصهيوني". وأيضا أن الغالبية من الشعب الأمريكي وكذلك معظم الأمم والسياسيين في أنحاء العالم يتفقون مع هذا الرأي. ومضى أحمدي في اتهاماته، فقال: "الدليل الأساسي على حقيقة هذه الإحداث انه تم التعرف على عدد من جوازات السفر، وهناك شريط فيديو لأحد الأشخاص، ثبت أن له اتصالات ببعض المسؤولين الأمريكيين". واعتبر أنه كان حرياً بواشنطن "أن تقوم بما قامت به إيران لتعقب الإرهابيين، حيث لم يتم إيذاء أي شخص بريء". كما أشار إلى اقتراح تشكيل لجنة تقصي حقائق في الأممالمتحدة للنظر في هجمات سبتمبر "علها تخرج بدروس يتم الاستفادة منها مستقبلا". كما أعلن أحمدي نجاد أن بلاده ستستضيف مؤتمرا للتصدي للإرهاب ودعا العلماء والباحثين والمفكرين من كل الدول لحضوره، كما انتقد الرئيس الإيراني ما اعتبره "ازدواجية غربية" في التعاطي مع الدول. وقال احمدي نجاد إن " الهيمنة والإلحاد أدت إلى ظهور العبودية والى الاستعمار وتحكم بعض الدول الغربية بحياة مئات الآلاف من الناس، واستعباد الملايين والسعي إلى السيطرة على الأمم واحتلال الأراضي، مما أدى إلى إذلال أصحاب الأرض، وأدى إلى مذابح". واعتبر انه "عندما ثارت الأمم ضد الاستعمار في بداية القرن الماضي، رفعت شعارات الإنسانية والديمقراطية مما أنعش الآمال بتخطي مظالم الماضي". لكنه لفت إلى أن "هذه الأحلام لم يتم تحقيقها، وتولدت أمور كثيرة وفظيعة تبعث على المرارة، مثل احتلال فلسطين وحرب فيتنام والحرب الايرانية- العراقية والحرب على العراق وكذلك على أفغانستان وحروب كثيرة في أفريقيا أدت إلى مقتل الملايين من البشر وانتشار الإرهاب والمخدرات". وأضاف أن هذه الحروب أدت أيضا إلى "قيام أنظمة قمعية في أمريكا اللاتينية ارتكبت جرائم فظيعة بمساندة الغرب".