نشبت معركة كلامية بين الرئيس الايراني محمود أحمدي نجاد وأكاديميين أمريكيين وصفوه بأنه "ديكتاتور قاس وتافه" في منتدى في نيويورك الاثنين 24-9-2007 قال فيه نجاد إن ايران دولة مسالمة وضحية للإرهاب. وأصر نجاد أيضا في منتدى عقد في جامعة كولومبيا على أن البرنامج النووي لبلاده سلمي تماما. وعند مواجهته بتعليقاته السابقة عن وجوب محو اسرائيل من على الخريطة والتشكيك في المحرقة النازية (الهولوكوست) قال إن ما يقلقه هو سبب معاناة الفلسطينيين. واستقبل احمدي نجاد بالنقد اللاذع في جامعة كولومبيا التي تعرضت لانتقادات عنيفة ممن قالوا انها لا يجب أن تسمح لمنكر الهولوكوست بالحديث. وشددت الاجراءات الامنية في القاعة التي القى فيها خطابه على نحو 700 شخص 80 بالمئة منهم من الطلبة ارتدى عشرات منهم قمصان كتب عليها "اوقفوا شر أحمدي نجاد." دعوات لاعتقاله وتصاعد دعوات إسرائيل والمنظمات الموالية لها في الولاياتالمتحدة بالقبض على الرئيس الإيراني، ومن المتوقع أن يقوم اليوم فريق من المحامين والدبلوماسيين الأمريكيين، المؤيدين لإسرائيل، بمطالبة وزارة العدل الأمريكية بالقبض على الرئيس الإيراني. وقال البروفيسور ألان ديرشويتز، بكلية الحقوق بجامعة هارفارد، المعروف بمواقفه المؤيدة لإسرائيل، ومؤلف كتاب "قضية إسرائيل": "إنه مجرم حرب دولي، فقد انتهك بشكل متكرر ميثاق مكافحة الإبادة الجماعية". واعتبر ديرشويتز أن الرئيس الإيراني مذنب تماما مثل الروانديين الذين أُدينوا وتلقوا أحكاما بالسجن بسبب تحريضهم على الإبادة الجماعية. وفي الأيام الأخيرة دعا دان جيلرمان، سفير إسرائيل في الأممالمتحدة، أيضا إلى القبض على أحمدي نجاد ومحاكمته بتهمة التحريض على الإبادة الجماعية. "ديكتاتور قاس وتافه" وقال لي بولينجر رئيس جامعة كولومبيا وهو يقدمه إن أحمدي نجاد تصرف مثل "ديكتاتور قاس وتافه" وأن انكاره للمحرقة النازية (الهولوكوست) يشير الى أنه اما "مستفز بشكل صارخ او جاهل بشكل مدهش." ووجه بولينجر سلسلة من الاسئلة الصعبة تجاهل نجاد اغلبها في خطابه الذي استمر 30 دقيقة ركز خلالها بشكل مطول على العلم كهبة من الله وأهمية استخدام المعرفة والتعلم بنقاء وورع. ومجيبا على اسئلة حول ارائه عن الهولوكوست قال احمدي نجاد ان المجال الاكاديمي ليس به مسلمات وان "المنظور المختلف" ضروري بالنظر الى التأثير الذي وقع على الشرق الاوسط بسبب هذه الاحداث. وقال الرئيس الايراني "لا اقول انها لم تحدث على الاطلاق...قلت اذا كان هذا قد حدث ما علاقته بالشعب الفلسطيني." المثليون جنسيا ورفض احمدي نجاد أيضا انتقادات بشأن حقوق الانسان في بلاده خاصة اضطهاد المثليين جنسيا وقال "في ايران ليس لدينا مثلية جنسية مثل ما يحدث في بلادكم" متسببا في ضحك الحاضرين في القاعة "في ايران ليست لدينا هذه الظاهرة. لا اعرف من قال لكم انها لدينا." وفي الخارج تظاهر عدة مئات اعتراضا على السماح له بالتحدث في الجامعة. الصراع بين طهران والغرب وفي وقت سابق في مؤتمر عبر دائرة تلفزيونية مع صحفيين في واشنطن اتهم نجاد اسرائيل بالاحتلال والعنصرية. وقال نجاد في مؤتمر صحفي عبر دائرة تلفزيونية من نيويورك مع نادي الصحافة الوطني في واشنطن "نحن لا نعترف بذلك النظام لانه قائم على الاحتلال والعنصرية. وهو يهاجم جيرانه استمرار." في اشارة للاجراءات العسكرية الاسرائيلية الاخيرة ضد سوريا ولبنان. وأضاف نجاد "انه يقتل الناس ويخرجهم من منازلهم." وانتقد الرئيس الايراني أيضا الولاياتالمتحدة قائلا "نعارض الطريقة التي تحاول بها الحكومة الامريكية ان تدير العالم نعتقد أن هذه الطريقة خاطئة تؤدي الى الحرب والتفرقة واراقة الدماء." لكن الرئيس الايراني قلل من أهمية الحديث عن صراع بين طهران والغرب بسبب البرنامج النووي لبلاده الذي تقول الولاياتالمتحدة انه يستخدم لمحاولة بناء أسلحة نووية. وقال "نعتقد ان الحديث عن الحرب هي وسيلة للدعاية. من يتحدثون عليهم أن يأتوا بسبب قانوني للحرب." وأحمدي نجاد معارض علني للسياسات الامريكية لكن المسؤولية النهائية لتشكيل سياسة ايران النووية تعود للزعيم الايراني الاعلى اية الله على خامنئي. "الشر هبط هنا" وأثارت زيارة نجاد وخطابه في جامعة كولومبيا غضبا في بعض الاوساط. وجاء عنوان الصفحة الرئيسية لصحيفة نيويورك دايلي نيوز "الشر هبط هنا." وقالت شرطة نيويورك الاسبوع الماضي ان السلطات رفضت طلبا من احمدي نجاد الذي دعا من قبل لمحو اسرائيل من على الخريطة لزيارة موقع مركز التجارة العالمي الذي تعرض للهجوم في 11 من سبتمبر ايلول 2001. وقال نجاد لمنتدى كولومبيا انه قصد فقد اظهار احترامه وأضاف أن رد الفعل السلبي اظهر "الاستغراق في الانانية" في امريكا وقال ان "الاسباب الاصلية" لهجمات 11 سبتمبر ايلول يجب أن تفحص. وقالت وزيرة الخارجية الامريكية كوندوليزا رايس اليوم انها كانت ستكون حركة زائفة اذا زار الرئيس الايراني محمود احمدي نجاد موقع مركز التجارة العالمي في نيويورك. وقالت رايس لقناة سي.ان.بي.سي في مقابلة "اعتقد انها كانت ستكون حركة زائفة. انه شخص يتولى رئاسة دولة هي على الارجح أكبر دولة راعية للارهاب."