أعلنت أمس الإمارات والسعودية عن تأسيس لجنة عليا مشتركة لمواجهة التحديات في المنطقة، وذلك خلال زيارة أداها وزير الخارجية السعودي الأمير سعود الفيصل إلى أبوظبي. واستقبل الشيخ محمد بن زايد ولي عهد أبوظبي أمس الأمير سعود الفيصل وزير الخارجية السعودي الذي قام بزيارة لدولة الإمارات يرافقه الأمير محمد بن نايف بن عبدالعزيز وزير الداخلية السعودي. وذكرت وكالة الأنباء الرسمية الإماراتية (وام) أنه تم الاتفاق على إنشاء لجنة عليا مشتركة برئاسة وزيري الخارجية في البلدين، وتعمل على تنفيذ الرؤية الاستراتيجية لقيادتي البلدين للوصول إلى آفاق أرحب وأكثر أمنا واستقرارا لمواجهة التحديات في المنطقة. وحضر الاجتماع من الجانب الإماراتي الشيخ سيف بن زايد نائب رئيس مجلس الوزراء وزير الداخلية، والشيخ عبدالله بن زايد وزير الخارجية، وأنور بن محمد قرقاش وزير الدولة للشؤون الخارجية. وقال مراقبون إن وجود سعود الفيصل ومحمد بن نايف في أبو ظبي ضمن وفد سعودي رسمي مهم ويعتبر ردا على الدعاية القطرية التي كانت تتحدث عن تباين في وجهات النظر بين الاثنين حول معالجة العلاقات مع قطر. وكانت أبوظبيوالرياض سحبتا سفيريهما من الدوحة بسبب التدخل القطري في شؤون دول مجلس التعاون، فضلا عن احتضان قطر لقيادات إخوانية مصرية تتخذ من قناة الجزيرة وسيلة للتحريض ضد ثورة الثلاثين من يونيو في مصر. وتأتي هذه الزيارة في ظل معلومات تشير إلى أن اجتماعات لجنة متابعة تنفيذ وثيقة الرياض لم تحرز تقدما في الموقف القطري وحلحلة لإيقاف دعم الدوحة للمنظمات الإرهابية في الخليج. وتتمسك الإمارات والسعودية ومعهما البحرين بأن يحدث تغيير حقيقي في المواقف القطرية كشرط لعودة السفراء إلى الدوحة. وسبق لسعود الفيصل أن أكد في تصريحات متعددة أن الدوحة مطالبة بأن تعلن موقفا واضحا من المسائل الخلافية، وأنه “لا توجد لدينا سياسة سرية أو مفاوضات سرية. كل اتصالاتنا معلنة ودول مجلس التعاون مبنية قاعدتها على حرية الدول في سياساتها في إظهار عدم إيذاء مصالح الدول الأخرى”. وسبق لأمير قطر الشيخ تميم بن حمد أن عبّر أكثر من مرة سواء لقيادات خليجية التقاها أو لوسطاء عن استعداده للإيفاء بتعهده المكتوب الذي وقعه في الرياض حول إيقاف استخدام الأراضي القطرية للقيام بأعمال تهدّد الاستقرار في الدول الخليجية المعنية أو في مصر. لكن دوائر الحرس القديم المهيمنة على القرار القطري كانت تفشل تعهدات الأمير وترسل بإشارات مناقضة تماما له باللجوء إلى التصريحات العدائية التي يطلقها الشيخ يوسف القرضاوي ضد دول خليجية أو مصر. وأشار المراقبون إلى وجود تنسيق إماراتي سعودي دائم حول مختلف القضايا في المنطقة وخاصة تجاه العلاقة مع إيران، والملف السوري. وأضاف المراقبون أن الزيارة تكشف عن تقدم مهم في ملف الاتحاد الخليجي الذي ينتظره الخليجيون ككل.