سواء كان العيد دينيا أو وطنيا.. المفروض أن نفرح فيه.. ونضحك مع أيامه ونردد مع الآنسي ..مش وقت يا أخي عيد ..لكن هذه الأشكال التي ترتكز عليها الدولة لم تترك الفسحة المناسبة للأمل.. • العيد عيد للوحدة ولكن.. ما عسانا نقول وقد أحاطت بالحوار شطحات أن تكون الأمور بلا سقف فشاهدنا من يسخر من الثوابت الوطنية بمواقفه السلبية بل والعدائية تجاه الوحدة وها هو الوطن يغلي بين مخاوف الأقاليم ومخاوف فك الارتباط وسط إدارة حكومية عاجزة وبرلمان أكثر عجزاً وقضاء مضرب .
• ولقد تابعت ما يجري بين الحكومة والبرلمان على مسرح الاستجواب فوجدت كلاً منهما شديد الشبه بالأعور الذي ضربوا عينه حيث استكثر هؤلاء وأولئك علينا مجرد استقبال العيد ببصيص أمل يؤكد شيئاً آخر غير التأكيد بأن المزمر يموت وأصابعه تتحرك.
• رئيس الحكومة يذهب بطاقمه الفاشل إلى البرلمان ..وبدلا من أن يتبادلا الوعد بالعمل السريع على إصلاح الحال أو مغادرة المشهد المخجل قدموا للشعب ما يحرق أعصابه حيث يقول رئيس الحكومة ودون أن يبكي: «أنا قوي وهذه حكومة من الأعداء» ولا من يتصدى لهذا الاختلال المخيف .
• كان باسندوة واثقا أن البرلمان ومعه الشعب أضعف من ضعف رئيس الحكومة ولذلك فهو القوي وغيره أهون من خيط العنكبوت، فيرد عليه رئيس البرلمان إذا كنت قويا ساندناك وإن كنت ضعيفا قويناك فلا ينال شعب بأكمله سوى المزيد من الصراخ في الفراغ الأجوف.
• وإذن أنت كمواطن أمام تحالفات جهوية على حساب المصلحة العامة وأنت تتعشم في مؤسسات لسان حالها: مصالحنا مع العبث وليس لدينا ما نخسره ولك الله وأنت تعقد العزم على الاحتكام إلى الضمير الوطني العام..
• قوى سياسية شاهدناها في مؤتمر الحوار الوطني تسمح بالسخرية من الثوابت هل تنتظر منها غير المزيد من الهدم لقيم الوحدة وإفراغ كل ثابت من محتواه الوطني والإنساني؟ إنه تصادم المفاهيم العاجزة داخل هذا البلد ما يمكن اعتباره خلطة سحرية تبقي على الحكومة بكل ما يعتور مهمتها من العجز الذريع.
• المشكلة أننا ما نزال نسأل بعبط ما الذي يمنع هذه الحكومة من أن تغادر على طريقة أم عمرو التي ذهب بها الحمار ولم ترجع حتى الآن ..؟ ومشكلتنا أننا أمام برلمان ديناصوري لا يقول للحكومة وللأحزاب لقد صرنا أخطر من الهموم على القلوب فلماذا لا نستعجل الانتخابات لعل الله يوفق اليمن بأوضاع يستجيب لها الفرح .