أكّد الأمير تركي الفيصل، رئيس سابق للاستخبارات في السعوديّة، أن الرياض لم تتسرّع في اتخاذ قرارها بحظر جماعة الإخوان، وتصنيفها كمنظمة إرهابية لم يكن قرارا اعتباطيا أو جاء لمساندة النظام في مصر، وقد اتخذت هذا القرار بعد دراسة لنشاط الجماعة داخل المملكة، وخارجها. جاء ذلك، خلال سابقة هي الأولى من نوعها، جمعت الأمير تركي الفيصل رئيس سابق للاستخبارات والجنرال عاموس يدلين رئيس سابق للمخابرات العسكرية الإسرائيلي في مناظرة علنية استضافتها العاصمة البلجيكية، بروكسل، أمس، استعرض خلالها المتحدثان رؤيتهما حول قضايا ملحة في الشرق الأوسط. ورفض الأمير تركي الفيصل، في بداية الحديث دعوة لزيارة القدس، ردّا على دعوة وجّهها الجنرال عاموس يدلين، للصلاة في القدس ثم الحديث مباشرة في الكنسيت الإسرائيلي عن مبادرة السلام التي تراها الرياض مناسبة لعملية السلام. وأثار العرض حفيظة الأمير تركي الفيصل الذي رد بالقول “لا يمكن أن أفكر في هذا العرض والجنرال يعرف ذلك”. وأضاف الفيصل خلال المناظرة، التي بثّها مركز “جيرمن مارشال فند أوف يونايتد ستايتس"، أن العواطف لا تفيد في بحث عملية السلام. وأكّد أن الحديث يجب أن يكون مباشرة بين الإسرائيليين والسلطة الفلسطينية. واعتبر أن مجرد طرح المبادرة خطوة كبيرة إلى الأمام، قائلا “أنا لا أرى أي داع قد يمنع الطرفين من الجلوس حول مائدة التفاوض والتناقش في مسائل تخص اللاجئين والقدس وتبادل الأراضي وغيرها من المسائل الجوهرية. وللأمير تركي الفيصل مواقف علنية تنتقد السياسة الأميركية في المنطقة، وخاصة ما يتعلق بالحوار مع إيران والموقف من سوريا. وحثّ، خلال مناظرته مع الجنرال يدلين، إسرائيل على قبول مبادرة السلام السعودية. وقال “إنه من المؤسف أن تفرض إسرائيل هذه الشروط على المبادرة العربية، مما لا يخدم عملية التفاوض بل يعرقلها”. من جانبه، قال الجنرال الإسرائيلي، خلال اللقاء الذي أداره ديفيد إغناتويس، الكاتب ومدير التحرير المساعد بصحيفة “واشنطن بوست” الأميركية، “إن فرص تحقّقها صعبة”، نافيا في ذات الوقت أن تكون لإسرائيل “مشكلة مع مبادرة اتفاقية السلام السعودية ولكن المشكلة أنها تحولت إلى مبادرة ترغب الجامعة العربية في إملائها علينا“. في الملف السوري، أيّد رئيس المخابرات السعودية السابق بقوة تسليح المعارضة السورية ودعا إلى البحث عن سبل تأمين سوريا وحمايتها من التعرض لنفس سيناريو أفغانستان. وأضاف أن التغيير في سوريا سيحدث عبر الخارج وبدعم خارجي وليس من الداخل فقط ولا بد من قوة خارجية تدعم الطرف الداخلي كي يحدث التغيير. أما بالنسبة إلى إيران، فبدا الجنرال الإسرائيلي أقرب إلى الجبهة التي تقول إن إيران تعمل على صناعة السلاح النووي وإن إسرائيل ستكون أبرز المتضررين، مبديا تشاؤمه حيال مسار المفاوضات معها، من جانبه، قال الأمير تركي الفيصل إن السعودية كانت تتمسك على الدوام في الجامعة العربية بالدعوة إلى منطقة خالية من سلاح الدمار الشامل بالشرق الأوسط، وتوجه إلى الجنرال الإسرائيلي بالقول “إسرائيل لديها هذا السلاح النووي وهذا أمر معروف”.