صدور ثلاثة كتب جديدة للكاتب اليمني حميد عقبي عن دار دان للنشر والتوزيع بالقاهرة    عيد العمال العالمي في اليمن.. 10 سنوات من المعاناة بين البطالة وهدر الكرامة    العرادة والعليمي يلتقيان قيادة التكتل الوطني ويؤكدان على توحيد الصف لمواجهة الإرهاب الحوثي    حكومة صنعاء تمنع تدريس اللغة الانجليزية من الاول في المدارس الاهلية    فاضل وراجح يناقشان فعاليات أسبوع المرور العربي 2025    انخفاض أسعار الذهب إلى 3315.84 دولار للأوقية    الهجرة الدولية: أكثر من 52 ألف شخص لقوا حتفهم أثناء محاولتهم الفرار من بلدان تعج بالأزمات منذ 2014    وزير الصناعة يؤكد على عضوية اليمن الكاملة في مركز الاعتماد الخليجي    "خساسة بن مبارك".. حارب أكاديمي عدني وأستاذ قانون دولي    حرب الهيمنة الإقتصادية على الممرات المائية..    رئيس الوزراء يوجه باتخاذ حلول اسعافية لمعالجة انقطاع الكهرباء وتخفيف معاناة المواطنين    عرض سعودي في الصورة.. أسباب انهيار صفقة تدريب أنشيلوتي لمنتخب البرازيل    هل سمعتم بالجامعة الاسلامية في تل أبيب؟    عبدالله العليمي عضو مجلس القيادة يستقبل سفراء الاتحاد الأوروبي لدى بلادنا    وكالة: باكستان تستنفر قواتها البرية والبحرية تحسبا لتصعيد هندي    لأول مرة منذ مارس.. بريطانيا والولايات المتحدة تنفذان غارات مشتركة على اليمن    هدوء حذر في جرمانا السورية بعد التوصل لاتفاق بين الاهالي والسلطة    الوزير الزعوري يهنئ العمال بمناسبة عيدهم العالمي الأول من مايو    عن الصور والناس    حروب الحوثيين كضرورة للبقاء في مجتمع يرفضهم    أزمة الكهرباء تتفاقم في محافظات الجنوب ووعود الحكومة تبخرت    الأهلي السعودي يقصي مواطنه الهلال من الآسيوية.. ويعبر للنهائي الحلم    إغماءات وضيق تنفُّس بين الجماهير بعد مواجهة "الأهلي والهلال"    النصر السعودي و كاواساكي الياباني في نصف نهائي دوري أبطال آسيا    اعتقال موظفين بشركة النفط بصنعاء وناشطون يحذرون من اغلاق ملف البنزين المغشوش    الوجه الحقيقي للسلطة: ضعف الخدمات تجويع ممنهج وصمت مريب    درع الوطن اليمنية: معسكرات تجارية أم مؤسسة عسكرية    رسالة إلى قيادة الانتقالي: الى متى ونحن نكركر جمل؟!    غريم الشعب اليمني    مثلما انتهت الوحدة: انتهت الشراكة بالخيانة    جازم العريقي .. قدوة ومثال    دعوتا السامعي والديلمي للمصالحة والحوار صرخة اولى في مسار السلام    العقيق اليماني ارث ثقافي يتحدى الزمن    إب.. مليشيا الحوثي تتلاعب بمخصصات مشروع ممول من الاتحاد الأوروبي    مليشيا الحوثي تواصل احتجاز سفن وبحارة في ميناء رأس عيسى والحكومة تدين    معسرون خارج اهتمامات الزكاة    الاحتلال يواصل استهداف خيام النازحين وأوضاع خطيرة داخل مستشفيات غزة    نهاية حقبته مع الريال.. تقارير تكشف عن اتفاق بين أنشيلوتي والاتحاد البرازيلي    الدكتوراه للباحث همدان محسن من جامعة "سوامي" الهندية    الصحة العالمية:تسجيل27,517 إصابة و260 وفاة بالحصبة في اليمن خلال العام الماضي    اتحاد كرة القدم يعين النفيعي مدربا لمنتخب الشباب والسنيني للأولمبي    صنعاء .. حبس جراح واحالته للمحاكمة يثير ردود فعل واسعة في الوسطين الطبي والقانوني    صنعاء .. حبس جراح واحالته للمحاكمة يثير ردود فعل واسعة في الوسطين الطبي والقانوني    النقابة تدين مقتل المخرج مصعب الحطامي وتجدد مطالبتها بالتحقيق في جرائم قتل الصحفيين    برشلونة يتوج بكأس ملك إسبانيا بعد فوز ماراثوني على ريال مدريد    الأزمة القيادية.. عندما يصبح الماضي عائقاً أمام المستقبل    أطباء بلا حدود تعلق خدماتها في مستشفى بعمران بعد تعرض طاقمها لتهديدات حوثية    غضب عارم بعد خروج الأهلي المصري من بطولة أفريقيا    علامات مبكرة لفقدان السمع: لا تتجاهلها!    حضرموت اليوم قالت كلمتها لمن في عينيه قذى    القلة الصامدة و الكثرة الغثاء !    عصابات حوثية تمتهن المتاجرة بالآثار تعتدي على موقع أثري في إب    حضرموت والناقة.! "قصيدة "    حضرموت شجرة عملاقة مازالت تنتج ثمارها الطيبة    الأوقاف تحذر المنشآت المعتمدة في اليمن من عمليات التفويج غير المرخصة    ازدحام خانق في منفذ الوديعة وتعطيل السفر يومي 20 و21 أبريل    يا أئمة المساجد.. لا تبيعوا منابركم!    دور الشباب في صناعة التغيير وبناء المجتمعات    







شكرا على الإبلاغ!
سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.



بناء التعليم، بناء المستقبل
نشر في براقش نت يوم 31 - 05 - 2014

هناك العديد من التحديات الملحة والعاجلة في اليمن، منها على سبيل المثال لا الحصر: منع العنف، وتحقيق الانتقال السياسي السلمي، وتسوية حسابات الموازنة والاستجابة للأزمة الإنسانية. مع هذا يجب أن لا يُعمي أعيننا إلحاح هذه القضايا في بعض الأحيان عن تحديات أخرى لا تقل أهمية ولكنها أقل وضوحا على الفور.
التعليم هو مثال كلاسيكي. إن ال 1.6 مليون طفل بدون تعليم في اليمن لا يمثلون أي تهديد لليمن ولكن الفشل في توفير التعليم لهم يحد من مستقبلهم ومستقبل البلاد كاملا. الاستثمار في مجال التعليم يُدر عوائد ضخمة للفرد وعائلاتهم.

التعليم في اليمن يمثل أولوية بالنسبة للملكة المتحدة ونعمل لدعمه من خلال طرق متنوعة.

أولا، برنامج الشراكة العالمية للتعليم بتمويل من المملكة المتحدة يعمل في اليمن. يعمل البرنامج في نحو 60 بلدا ويُركز على توفير التعليم الجيد للجميع. وهو يجمع الجهات المانحة والبلدان النامية والوكالات المتعددة الأطراف ومنظمات المجتمع المدني والقطاع الخاص لدعم قطاع التعليم في البلدان النامية. المملكة المتحدة هي أكبر جهة مانحة للبرنامج حيث تقدم 24% من اجمالي التمويل حتى نهاية عام 2013 بما في ذلك مليونان جنية استرليني عبر سنتين في اليمن. في اليمن تقوم منظمة اليونيسيف بإدارة برنامج الشراكة العالمية للتعليم لبناء مرافق مدرسية جديدة وأفضل، وتحسين نوعية التعليم من خلال تحسين المنهاج وتدريب المعلمين.

كما تدعم المملكة المتحدة التعليم في اليمن من خلال الصندوق الاجتماعي للتنمية حيث قدمت المملكة للصندوق 100 مليون جنيه استرليني من التمويل من 2011 إلى 2015. يمثل التعليم أولوية قصوى للصندوق الاجتماعي للتنمية وبلغ التمويل الاجمالي للتعليم (من المملكة المتحدة والجهات المانحة الاخرى) خلال هذه الفترة 390 مليون جنيه استرليني. هذا يدعم بناء المدارس وتدريب المعلمين في جميع أنحاء البلاد.

الصندوق الاجتماعي للتنمية هو منظمة غير حكومية تعمل بشكل وثيق مع الحكومة اليمنية لضمان توفير معلمين للمدارس الجديدة التي يبنوها. فمنذ عام 2011 قام الصندوق ببناء أو إعادة تأهيل أكثر من 700 فصلا دراسيا بدعم من المملكة المتحدة مما سمح لأكثر من 33000 طفل من الذهاب إلى المدرسة بما في ذلك أكثر من 16000 فتاة. ولقد مكّن التمويل البريطاني الصندوق الاجتماعي للتنمية من تدريب 370 معلم واخرين من المهنيين التربويين خلال هذه الفترة: نحتاج إلى معلمين جيدين يريدون تعليم أجيال وكذلك نحتاج إلى الأماكن التي سيقدمون فيها هذا التعليم.

أخيرا، نحن ندعم برنامج الشراكة لتطوير التعليم مع البنك الدولي الذي يعمل في اليمن. تقدم المملكة المتحدة أكثر من 3.8 مليون جنيه استرليني من اجمالي الميزانية العالمية لبرنامج الشراكة التي تصل إلى 4.9 مليون جنيه. في اليمن، يقوم برنامج الشراكة بتمويل البحث والتحليل في مجال تدريب المعلمين حتى يصبح المعلمين أكثر فعالية في عملهم.

هذه التركيبة من التمويل تجعل التعليم أحد أعلى القطاعات تمويلا من قبل المملكة المتحدة في اليمن. ومع ذلك، فأن دعمنا ودعم الجهات المانحة الاخرى ليس كافيا لتحويل التعليم في اليمن. من المهم أن تقوم الحكومة بإعادة هيكلة دعمها للتعليم وزيادة تمويله. حاليا 18% فقط من الميزانية يذهب في التعليم بينما يذهب أكثر من 25% على دعم الوقود.

من المهم جدا أيضا أن تعمل الحكومة أكثر لالتحاق الفتيات وابقائهن في المدارس. فرصة حصولهن على التعليم هو حق أساسي من حقوق الإنسان، وهناك أدلة دامغة تشير إلى أن تعليم الفتيات يمكن أن يحوّل افاق البلد بشكل أساسي. تظهر الأبحاث أنه في المتوسط، عندما تُكمل الفتاة أكثر من سبع سنوات من التعليم، فأنها تتزوج بعد ذلك بأربع سنوات ويصبح لديها على الأقل طفلان أقل من ما يكون الأمر بخلاف ذلك (وهذا شيء جوهري في اليمن نظرا للقيود على الموارد الطبيعية، كالمياه). أطفالها أيضا يكونون أكثر صحة وأفضل تعليما أنفسهم. إن زيادة حصة النساء من التعليم الثانوي بنسبة 1% فقط يُمكن أن يُعزز من نمو الدخل السنوي للفرد بنسبة 0.3%.
عوامل أخرى تؤثر أيضا على قدرة الأطفال على تلقي التعليم وتحقيق كامل إمكاناتهم. على الصعيد العالمي، يصاب تقريبا واحد من كل أربعة أطفال تحت سن الخامسة بالتقزّم، ولكن في اليمن يتضاعف هذا إلى واحد من اثنين. التقزّم، أو انخفاض الطول بالنسبة للعمر يرتبط مع النمو الضعيف للدماغ، والذي من المرجح أن يكون له عواقب سلبية طويلة الأمد طوال حياة الطفل. انخفاض الحضور المدرسي وتضاءل النتائج التعليمية يعني أن هؤلاء الأطفال سيكسبون أقل عندما يصبحون بالغين. قدّرت دراسة أجريت عام 2007 متوسط الخسارة من الدخل السنوي ب 22 في المائة في مرحلة البلوغ. وتقدم المملكة المتحدة 35 مليون جنيه استرليني لبرنامج تغذية، تديره اليونيسيف، سيعالج أو سينهي سوء التغذية عند 1.4 مليون من النساء والأطفال تحت سن 5 سنوات.

كانت بداية الثورة بشباب اليمن ونحتاج شباب الأجيال القادمة للاستمرار في الثورة. لهذا فأن التعليم عالي الجودة ضروري لتزويد هؤلاء الأطفال بالأدوات اللازمة لتحقيق كامل إمكاناتهم. مثلما يجتمع اليمنيين معا في عملية الانتقال السياسي لرسم مستقبل أفضل، فمن الأهمية بمكان أن يكون لدى مواطني الغد التعليم والمهارات التي يحتاجونها لجعل هذه الرؤية حقيقة واقعة.



* سفيرة المملكة المتحدة في اليمن

بناء التعليم، بناء المستقبل
جين ماريوت
هناك العديد من التحديات الملحة والعاجلة في اليمن، منها على سبيل المثال لا الحصر: منع العنف، وتحقيق الانتقال السياسي السلمي، وتسوية حسابات الموازنة والاستجابة للأزمة الإنسانية. مع هذا يجب أن لا يُعمي أعيننا إلحاح هذه القضايا في بعض الأحيان عن تحديات أخرى لا تقل أهمية ولكنها أقل وضوحا على الفور.
التعليم هو مثال كلاسيكي. إن ال 1.6 مليون طفل بدون تعليم في اليمن لا يمثلون أي تهديد لليمن ولكن الفشل في توفير التعليم لهم يحد من مستقبلهم ومستقبل البلاد كاملا. الاستثمار في مجال التعليم يُدر عوائد ضخمة للفرد وعائلاتهم.

التعليم في اليمن يمثل أولوية بالنسبة للملكة المتحدة ونعمل لدعمه من خلال طرق متنوعة.

أولا، برنامج الشراكة العالمية للتعليم بتمويل من المملكة المتحدة يعمل في اليمن. يعمل البرنامج في نحو 60 بلدا ويُركز على توفير التعليم الجيد للجميع. وهو يجمع الجهات المانحة والبلدان النامية والوكالات المتعددة الأطراف ومنظمات المجتمع المدني والقطاع الخاص لدعم قطاع التعليم في البلدان النامية. المملكة المتحدة هي أكبر جهة مانحة للبرنامج حيث تقدم 24% من اجمالي التمويل حتى نهاية عام 2013 بما في ذلك مليونان جنية استرليني عبر سنتين في اليمن. في اليمن تقوم منظمة اليونيسيف بإدارة برنامج الشراكة العالمية للتعليم لبناء مرافق مدرسية جديدة وأفضل، وتحسين نوعية التعليم من خلال تحسين المنهاج وتدريب المعلمين.

كما تدعم المملكة المتحدة التعليم في اليمن من خلال الصندوق الاجتماعي للتنمية حيث قدمت المملكة للصندوق 100 مليون جنيه استرليني من التمويل من 2011 إلى 2015. يمثل التعليم أولوية قصوى للصندوق الاجتماعي للتنمية وبلغ التمويل الاجمالي للتعليم (من المملكة المتحدة والجهات المانحة الاخرى) خلال هذه الفترة 390 مليون جنيه استرليني. هذا يدعم بناء المدارس وتدريب المعلمين في جميع أنحاء البلاد.

الصندوق الاجتماعي للتنمية هو منظمة غير حكومية تعمل بشكل وثيق مع الحكومة اليمنية لضمان توفير معلمين للمدارس الجديدة التي يبنوها. فمنذ عام 2011 قام الصندوق ببناء أو إعادة تأهيل أكثر من 700 فصلا دراسيا بدعم من المملكة المتحدة مما سمح لأكثر من 33000 طفل من الذهاب إلى المدرسة بما في ذلك أكثر من 16000 فتاة. ولقد مكّن التمويل البريطاني الصندوق الاجتماعي للتنمية من تدريب 370 معلم واخرين من المهنيين التربويين خلال هذه الفترة: نحتاج إلى معلمين جيدين يريدون تعليم أجيال وكذلك نحتاج إلى الأماكن التي سيقدمون فيها هذا التعليم.

أخيرا، نحن ندعم برنامج الشراكة لتطوير التعليم مع البنك الدولي الذي يعمل في اليمن. تقدم المملكة المتحدة أكثر من 3.8 مليون جنيه استرليني من اجمالي الميزانية العالمية لبرنامج الشراكة التي تصل إلى 4.9 مليون جنيه. في اليمن، يقوم برنامج الشراكة بتمويل البحث والتحليل في مجال تدريب المعلمين حتى يصبح المعلمين أكثر فعالية في عملهم.

هذه التركيبة من التمويل تجعل التعليم أحد أعلى القطاعات تمويلا من قبل المملكة المتحدة في اليمن. ومع ذلك، فأن دعمنا ودعم الجهات المانحة الاخرى ليس كافيا لتحويل التعليم في اليمن. من المهم أن تقوم الحكومة بإعادة هيكلة دعمها للتعليم وزيادة تمويله. حاليا 18% فقط من الميزانية يذهب في التعليم بينما يذهب أكثر من 25% على دعم الوقود.

من المهم جدا أيضا أن تعمل الحكومة أكثر لالتحاق الفتيات وابقائهن في المدارس. فرصة حصولهن على التعليم هو حق أساسي من حقوق الإنسان، وهناك أدلة دامغة تشير إلى أن تعليم الفتيات يمكن أن يحوّل افاق البلد بشكل أساسي. تظهر الأبحاث أنه في المتوسط، عندما تُكمل الفتاة أكثر من سبع سنوات من التعليم، فأنها تتزوج بعد ذلك بأربع سنوات ويصبح لديها على الأقل طفلان أقل من ما يكون الأمر بخلاف ذلك (وهذا شيء جوهري في اليمن نظرا للقيود على الموارد الطبيعية، كالمياه). أطفالها أيضا يكونون أكثر صحة وأفضل تعليما أنفسهم. إن زيادة حصة النساء من التعليم الثانوي بنسبة 1% فقط يُمكن أن يُعزز من نمو الدخل السنوي للفرد بنسبة 0.3%.
عوامل أخرى تؤثر أيضا على قدرة الأطفال على تلقي التعليم وتحقيق كامل إمكاناتهم. على الصعيد العالمي، يصاب تقريبا واحد من كل أربعة أطفال تحت سن الخامسة بالتقزّم، ولكن في اليمن يتضاعف هذا إلى واحد من اثنين. التقزّم، أو انخفاض الطول بالنسبة للعمر يرتبط مع النمو الضعيف للدماغ، والذي من المرجح أن يكون له عواقب سلبية طويلة الأمد طوال حياة الطفل. انخفاض الحضور المدرسي وتضاءل النتائج التعليمية يعني أن هؤلاء الأطفال سيكسبون أقل عندما يصبحون بالغين. قدّرت دراسة أجريت عام 2007 متوسط الخسارة من الدخل السنوي ب 22 في المائة في مرحلة البلوغ. وتقدم المملكة المتحدة 35 مليون جنيه استرليني لبرنامج تغذية، تديره اليونيسيف، سيعالج أو سينهي سوء التغذية عند 1.4 مليون من النساء والأطفال تحت سن 5 سنوات.

كانت بداية الثورة بشباب اليمن ونحتاج شباب الأجيال القادمة للاستمرار في الثورة. لهذا فأن التعليم عالي الجودة ضروري لتزويد هؤلاء الأطفال بالأدوات اللازمة لتحقيق كامل إمكاناتهم. مثلما يجتمع اليمنيين معا في عملية الانتقال السياسي لرسم مستقبل أفضل، فمن الأهمية بمكان أن يكون لدى مواطني الغد التعليم والمهارات التي يحتاجونها لجعل هذه الرؤية حقيقة واقعة.



* سفيرة المملكة المتحدة في اليمن

بناء التعليم، بناء المستقبل
السبت 31 مايو 2014 الساعة 16:53
حول الكاتب
جين ماريوت

هناك العديد من التحديات الملحة والعاجلة في اليمن، منها على سبيل المثال لا الحصر: منع العنف، وتحقيق الانتقال السياسي السلمي، وتسوية حسابات الموازنة والاستجابة للأزمة الإنسانية. مع هذا يجب أن لا يُعمي أعيننا إلحاح هذه القضايا في بعض الأحيان عن تحديات أخرى لا تقل أهمية ولكنها أقل وضوحا على الفور.
التعليم هو مثال كلاسيكي. إن ال 1.6 مليون طفل بدون تعليم في اليمن لا يمثلون أي تهديد لليمن ولكن الفشل في توفير التعليم لهم يحد من مستقبلهم ومستقبل البلاد كاملا. الاستثمار في مجال التعليم يُدر عوائد ضخمة للفرد وعائلاتهم.
التعليم في اليمن يمثل أولوية بالنسبة للملكة المتحدة ونعمل لدعمه من خلال طرق متنوعة.
أولا، برنامج الشراكة العالمية للتعليم بتمويل من المملكة المتحدة يعمل في اليمن. يعمل البرنامج في نحو 60 بلدا ويُركز على توفير التعليم الجيد للجميع. وهو يجمع الجهات المانحة والبلدان النامية والوكالات المتعددة الأطراف ومنظمات المجتمع المدني والقطاع الخاص لدعم قطاع التعليم في البلدان النامية. المملكة المتحدة هي أكبر جهة مانحة للبرنامج حيث تقدم 24% من اجمالي التمويل حتى نهاية عام 2013 بما في ذلك مليونان جنية استرليني عبر سنتين في اليمن. في اليمن تقوم منظمة اليونيسيف بإدارة برنامج الشراكة العالمية للتعليم لبناء مرافق مدرسية جديدة وأفضل، وتحسين نوعية التعليم من خلال تحسين المنهاج وتدريب المعلمين.
كما تدعم المملكة المتحدة التعليم في اليمن من خلال الصندوق الاجتماعي للتنمية حيث قدمت المملكة للصندوق 100 مليون جنيه استرليني من التمويل من 2011 إلى 2015. يمثل التعليم أولوية قصوى للصندوق الاجتماعي للتنمية وبلغ التمويل الاجمالي للتعليم (من المملكة المتحدة والجهات المانحة الاخرى) خلال هذه الفترة 390 مليون جنيه استرليني. هذا يدعم بناء المدارس وتدريب المعلمين في جميع أنحاء البلاد.
الصندوق الاجتماعي للتنمية هو منظمة غير حكومية تعمل بشكل وثيق مع الحكومة اليمنية لضمان توفير معلمين للمدارس الجديدة التي يبنوها. فمنذ عام 2011 قام الصندوق ببناء أو إعادة تأهيل أكثر من 700 فصلا دراسيا بدعم من المملكة المتحدة مما سمح لأكثر من 33000 طفل من الذهاب إلى المدرسة بما في ذلك أكثر من 16000 فتاة. ولقد مكّن التمويل البريطاني الصندوق الاجتماعي للتنمية من تدريب 370 معلم واخرين من المهنيين التربويين خلال هذه الفترة: نحتاج إلى معلمين جيدين يريدون تعليم أجيال وكذلك نحتاج إلى الأماكن التي سيقدمون فيها هذا التعليم.
أخيرا، نحن ندعم برنامج الشراكة لتطوير التعليم مع البنك الدولي الذي يعمل في اليمن. تقدم المملكة المتحدة أكثر من 3.8 مليون جنيه استرليني من اجمالي الميزانية العالمية لبرنامج الشراكة التي تصل إلى 4.9 مليون جنيه. في اليمن، يقوم برنامج الشراكة بتمويل البحث والتحليل في مجال تدريب المعلمين حتى يصبح المعلمين أكثر فعالية في عملهم.
هذه التركيبة من التمويل تجعل التعليم أحد أعلى القطاعات تمويلا من قبل المملكة المتحدة في اليمن. ومع ذلك، فأن دعمنا ودعم الجهات المانحة الاخرى ليس كافيا لتحويل التعليم في اليمن. من المهم أن تقوم الحكومة بإعادة هيكلة دعمها للتعليم وزيادة تمويله. حاليا 18% فقط من الميزانية يذهب في التعليم بينما يذهب أكثر من 25% على دعم الوقود.
من المهم جدا أيضا أن تعمل الحكومة أكثر لالتحاق الفتيات وابقائهن في المدارس. فرصة حصولهن على التعليم هو حق أساسي من حقوق الإنسان، وهناك أدلة دامغة تشير إلى أن تعليم الفتيات يمكن أن يحوّل افاق البلد بشكل أساسي. تظهر الأبحاث أنه في المتوسط، عندما تُكمل الفتاة أكثر من سبع سنوات من التعليم، فأنها تتزوج بعد ذلك بأربع سنوات ويصبح لديها على الأقل طفلان أقل من ما يكون الأمر بخلاف ذلك (وهذا شيء جوهري في اليمن نظرا للقيود على الموارد الطبيعية، كالمياه). أطفالها أيضا يكونون أكثر صحة وأفضل تعليما أنفسهم. إن زيادة حصة النساء من التعليم الثانوي بنسبة 1% فقط يُمكن أن يُعزز من نمو الدخل السنوي للفرد بنسبة 0.3%.
عوامل أخرى تؤثر أيضا على قدرة الأطفال على تلقي التعليم وتحقيق كامل إمكاناتهم. على الصعيد العالمي، يصاب تقريبا واحد من كل أربعة أطفال تحت سن الخامسة بالتقزّم، ولكن في اليمن يتضاعف هذا إلى واحد من اثنين. التقزّم، أو انخفاض الطول بالنسبة للعمر يرتبط مع النمو الضعيف للدماغ، والذي من المرجح أن يكون له عواقب سلبية طويلة الأمد طوال حياة الطفل. انخفاض الحضور المدرسي وتضاءل النتائج التعليمية يعني أن هؤلاء الأطفال سيكسبون أقل عندما يصبحون بالغين. قدّرت دراسة أجريت عام 2007 متوسط الخسارة من الدخل السنوي ب 22 في المائة في مرحلة البلوغ. وتقدم المملكة المتحدة 35 مليون جنيه استرليني لبرنامج تغذية، تديره اليونيسيف، سيعالج أو سينهي سوء التغذية عند 1.4 مليون من النساء والأطفال تحت سن 5 سنوات.
كانت بداية الثورة بشباب اليمن ونحتاج شباب الأجيال القادمة للاستمرار في الثورة. لهذا فأن التعليم عالي الجودة ضروري لتزويد هؤلاء الأطفال بالأدوات اللازمة لتحقيق كامل إمكاناتهم. مثلما يجتمع اليمنيين معا في عملية الانتقال السياسي لرسم مستقبل أفضل، فمن الأهمية بمكان أن يكون لدى مواطني الغد التعليم والمهارات التي يحتاجونها لجعل هذه الرؤية حقيقة واقعة.

* سفيرة المملكة المتحدة في اليمن
- See more at: http://www.almashhad-alyemeni.com/art23558.html#sthash.pgPm8Jtn.dpuf


انقر هنا لقراءة الخبر من مصدره.