في أحد تقاريره الذي اعتاد الكثيرون في معظم بلدان اميريكا اللاتينية على قراءتها قال ارماندو اماريس أحد النشطاء البرازيليين في مجال حماية البيئة حتى وان كنت من مؤيدي سياسة الرئيس البرازيلي لولا دي سيلفا المتعلقة بالشؤون الاجتماعية وحسنت في اوضاع الناس لكن يجب ان اعترف بان سياسته التي يسلكها من اجل حماية البيئة خاطئة ولم يسلكها اي رئيس جمهورية سابق في فنزويلا، فهو سمح بزراعة الحبوب ومزورعات اخرى بهدف تحويلها الى وقود حيوي، وهذا يلحق الضرر ليس فقط بالمزارعين بل وايضا بالتربة الزراعية. وقال الخبير الزراعي يريد الرئيس سيلفا حماية البيئة وهذا ما اكده منذ سنوات للرئيس الاميريكية الاسبق جورج بوش، فهذا يسعى الى ضمان صفقات تجارية ضخمة مع الشريك الاميريكي، والسبب في ذلك انه ادرك ازدياد توجه الولاياتالمتحدة للاعتماد اكثر فاكثر على الوقود الحيوي ويمكن ان تكون من اكبر المستوردين لهذه المادة من البرازيل. حتى ان وزارة الاقتصاد البرازيلية تعتقد ان مبيعات الايتانول سوف ترتفع 70 مرة عما هو عليه الان في السنوات القليلة المقبلة ما يعني دخول المليارات الى خزينة الدولة. واشار اماريس الى ان المساحات الزراعية في البرازيل تبلغ بالاجمال 320 مليون هكتار، لكن يستغل منها فقط 53 مليون هكتار، اي السدس تقريبا، ويزرع النصف من اجل انتاج الايتانول الحيوي وتصل الكمية ا لتي تنتج سنويا الى 15 مليون متر مكعب. ولا تكتفي الحكومة بهذا القدر بل تريد زيادة زراعة قصب السكر مثلا من اجل انتاج هذه الوقود، فهي تطمح بان تكون الرائدة في العالم في هذا المجال دون التفكير بمصير المزارعين الاخرين الذين يصرون على مواصلة زراعة المواد الغذائية العادية، وتواصل اغراء المزارعين الكبار واقناعهم بالمزيد من المحاصيل لانتاج الايتانول. ومع ان هذا الخبير من مؤيدي استخدام الوقود الحيوي بدلا من الوقود من النفط وغيره، لكنه ينتقد خط الحكومة البرازيلية ويبرر ذلك بالقول ان زراعة هذه المساحات الشاسعة بنوع او بنوعين او حتى ثلاثة انواع من المزروعات يؤثر سلبا على التربة وبالاخص الاملاح التي تحتويها، فتنويع الزراعة امر مهم، لخصوبة التربة، ويعتبر زراعة نوع واحد اسلوب لا يراعى متطلبات حماية التربة. وما يثير قلقه احتمال زيادة التجار لقطع الاشجار باساليب سرية رغم القوانين التي اقرتها الحكومة لحماية الغابات وبالاخص الغابات الامازونية من اجل زيادة المساحات التي يرزع فيها قصب السكر وغيره بهدف انتاج الايتانول، فهذا يشكل خطرا كبيرا على حياة سكان المناطق الزراعية والامازون لانه يعني عدم توفر مواد غذائية اساسية لهم. كما وان قلع الاشجار يشكل ضربة موجعة للبيئة والطبيعة لانها تقتل كل الكائنات من طيور وحيوانات وحشرات تعيش في هذه المناطق. وما يقلقه ايضا اقتناع الحكومة بان ما تقوم به اي انتاج الايتانول صحيح من اجل حماية البيئة لكنها لا تفكر بحماية الانسان والطبيعة. وهو لا يعارض انتاج الايتانول الحيوي لكن يجب تحديد المساحات التي يجوز زراعتها لهذا الهدف والا فان المرزاعين الكبار سوف يحولون كل محاصيلهم لانتاج الايتانول دون التفكير بانتاج مواد غذائية للشعب، عندها تقع الكارثة الكبيرة.