اتهم خمسة من أفراد الأقلية المسلمة في بريطانيا جهاز المخابرات الداخلية "إم آي فايف"، بابتزازهم والتحرش بهم لإرغامهم على العمل كجواسيس. وبحسب صحيفة "ذا اندبندنت" البريطانية اليوم الخميس فإن الخمسة تقدموا بشكوى رسمية إلى الشرطة، أوضحوا فيه أن الجهاز المخابراتي حصرهم بين خيارين: "إما العمل لحسابه أو التعرض للمضايقات والاعتقال داخل المملكة المتحدة وخارجها". كما أعربوا عن استعدادهم للتحدث علنا عما تعرضوا له من قبل الجهاز أملا في عدم تكراره مع غيرهم مستقبلا. وذكر ثلاثة من الرجال الخمسة -تتراوح أعمارهم بين 19 و25 عاما- أنهم اعتقلوا في مطارات أجنبية بناء على أوامر من جهاز المخابرات الداخلية بعد مغادرتهم بريطانيا لقضاء عطلتهم السنوية مع أفراد أسرهم العام الماضي. وبعد الاعتقال تم ترحيلهم مرة أخرى إلى بريطانيا، حيث استجوبهم ضباط المخابرات على خلفية "ادعاءات ملفقة تتعلق بالتطرف الإسلامي"، على حد وصفهم. وذكر أبناء الأقلية المسلمة أن ضباط المخابرات عرضوا تخفيف القيود المفروضة على تنقلاتهم ووقف التهديد بالاعتقال في مقابل التعاون معهم، لكنهم "كثفوا من تهديداتهم" عندما قوبل مطلبهم بالرفض، حيث وجهوا لهم تهديدات بالإدراج على قائمة "المشتبهين بالإرهاب". ولم يسبق لأي من المسلمين الخمسة التورط أو الإدانة في أي نشاط يتعلق بالإرهاب، بحسب الصحيفة التي أوضحت أن العنصر المشترك الوحيد بين الخمسة هو أنهم درسوا اللغة العربية في الخارج وأنهم من أصول صومالية. وأثارت هذه الشكاوى بواعث القلق حول المعاملة "القمعية" التي يتعرض لها شباب الأقلية المسلمة على أيدي أجهزة الأمن، والانعكاسات السلبية لذلك على عملية جمع المعلومات الاستخباراتية في المستقبل. رفض في المقابل، رفض جهاز المخابرات الداخلية الليلة الماضية التعليق على سؤال للصحيفة بشأن هذه الشكاوى، مكتفيا بنشر نفي -على موقعه الإلكتروني- يؤكد فيه أنه "لا يسيء معاملة المسلمين"، وقال: "إننا لا نحقق مع أي شخص بناء على خلفياته العرقية أو معتقداته الدينية". لكنه أشار إلى أن "محاربة تهديد الإرهابيين الدوليين -ومن بينهم من يدعي العمل من أجل الإسلام- يتصدر قمة أولويات الجهاز الأمني". وأضاف: "نحن على دراية بأن هناك هجمات يتم التدبير لها من قبل القاعدة في المملكة المتحدة والشبكات ذات الصلة.. إن الإرهابيين الدوليين يفرضون تهديدات مباشرة علينا من خلال العنف وبشكل غير مباشر من خلال دعم العنف في الخارج". ومضى في القول: "إن المسلمين دائما ينظرون إلى أنفسهم على أنهم ضحايا هذا العنف". البعد عن الشبهات ومنذ تفجيرات لندن التي وقعت في 2005 واتُّهم فيها مسلمون من أصول آسيوية وباكستانية ومسلمو بريطانيا يحرصون على النأي بأنفسهم عن الشبهات. فقد بعث عدد من زعماء بالأقلية المسلمة هناك في وقت سابق برسالة إلى 1000 مسجد يحثون فيها أئمتها على تحذير أبناء الأقلية من "أي أنشطة إرهابية"، محتملة قد يهدف مرتكبوها إلى توريطهم فيها، كما دعوا فيها المسلمين إلى التعاون الكامل مع الشرطة في مواجهة هذه الأنشطة. وكان مجلس مسلمي بريطانيا، وهو أكبر منظمة للمسلمين هناك، أكد في السياق ذاته على أن واجب المسلمين في بريطانيا لا يقتصر على إدانة العمليات الإرهابية، وإنما توفير جميع الدعم الضروري لمنع حدوث تلك الأعمال. ويصل عدد المسلمين في بريطانيا إلى حوالي 2.5 مليون مسلم طبقا لآخر الإحصاءات الرسمية، من إجمالي عدد السكان الذي يزيد على 60 مليون نسمة.