أكد الرئيس الأمريكي الأسبق جيمي كارتر أنه لا يمكن التوصل إلى السلام دون إشراك حركة المقاومة الإسلامية "حماس", مشدداً على أنها "جزء لا يتجزأ من الشعب الفلسطيني". جاء ذلك خلال مؤتمر صحافي عقده وفد مجموعة الحكماء أمس الثلاثاء في دمشق عقب لقائه الرئيس السوري بشار الأسد. وقال كارتر: "نعتقد أنه ينبغي أن تكون حماس جزءا من عمليات السلام القائمة لأنه لا يمكن التوصل إلى السلام دون إشراك حماس وهي جزء لا يتجزأ من الشعب الفلسطيني". ونفى أن يكون قد وجّه اللوم إلى حركة حماس، موضحا أنه قال: إن المجتمع الدولي يحاول أن يعاقب حماس وإنه بعد فوزها في الانتخابات حرمت من تولي السلطة ووُضع ممثلوها في المجلس التشريعي في السجون الإسرائيلية. وأشار كارتر إلى أن وفد الحكماء أجرى مباحثات بنّاءة مع رئيس المكتب السياسي لحركة حماس خالد مشعل تطرقت إلى مواضيع المصالحة ومبادرة السلام العربية، لافتاً إلى أن قادة حماس أكدوا أنهم لن يقفوا في طريق تنفيذ مبادرة السلام العربية رغم تحفظاتهم الكبيرة عليها. وأضاف "انطباعي أن جميع قادة حماس يرغبون في العيش بسلام على أرض 1967، وهناك استثناءات من جانب حماس وكذلك من الجانب الإسرائيلي", حسب قوله. وعن مدى تحمل الولاياتالمتحدة مسؤولية ما يحدث في المنطقة حاليا، أكد كارتر أن جهود الإدارة الأمريكية الحالية لم تكن فعالة، وقال: "لم نجد شخصا واحدا عبّر عن اعتقاده بأن مفاوضات السلام الحالية ستكون ناجحة". وقال كارتر: إن مشعل عبّر عن رغبته الشديدة في التوصل لحل المشاكل العالقة مع حركة التحرير الوطني الفلسطيني "فتح"، مشيرا إلى أن التدخل الخارجي يتسبب في عرقلة المصالحة الفلسطينية. وأوضح أن مسئولي حماس عبروا عن رغبتهم في إعادة جدولة موعد الاجتماع لعقد المصالحة الفلسطينية مع حركة فتح، وأنهم أكدوا أن المكان ليس مهما. من جهته, قال القيادي في حركة حماس أسامة حمدان عقب اللقاء: إن الحركة تدعو إلى رفع كل العقبات التي تعترض طريق المصالحة الفلسطينية، وذلك بعد الإعلان عن تأجيل لقاء كان مقررا بين قيادات من حركتي فتح وحماس في دمشق. وأوضح حمدان أن حماس ستواصل اتصالاتها مع فتح لتحديد موعد جديد للقاء. ومن جانبه، قال الأمين العام المساعد السابق للأمم المتحدة الأخضر الإبراهيمي: إن الرئيس السوري بشار الأسد أكد خلال لقائه وفد مجموعة الحكماء أن سوريا مع السلام وجاهزة له ولكن الطرف الآخر ليس جاهزا في الوقت الحاضر. وأوضح أن الحديث لم يقتصر على موضوع السلام بين سوريا وإسرائيل وقضية الجولان، وإنما تم التطرق إلى كل الأزمة في المنطقة وعملية السلام والوحدة الفلسطينية. يذكر أن مجموعة الحكماء تضم عشر شخصيات دولية وتأسست في العام 2007 بمبادرة من رئيس جنوب أفريقيا الأسبق نيلسون مانديلا وهدفها تحقيق السلام وحل الصراعات الدولية.