أعلن وزير الدفاع الفرنسي ارفيه موران الخميس أن بلاده قد تبدأ سحب جنودها من أفغانستان في مطلع عام 2011، نافيًا أن تكون لهذه الخطوة علاقة برسالة تهديدات وجهها أسامة بن لادن زعيم تنظيم "القاعدة" إلى فرنسا. وقال موران لإذاعة (ار تي ال) إن "هناك موعدًا حدده حلف شمال الأطلسي في إطار الاستراتيجية الجديدة، إنه مطلع 2011. في 2011 سنقوم بنقل سلسلة من المناطق إلى الجيش الأفغاني". وأضاف: "عندها قد تجري التحركات الأخرى أو الانسحابات الأولى لقوات التحالف من أفغانستان"، مشيرًا إلى أن البرنامج الزمني الذي حدده الرئيس الأمريكي باراك أوباما يقضي أصلاً بأن يغادر أوائل الجنود الامريكيين أفغانستان خلال 2011. وكان الجنرال ديبورت مدير معهد الجيوش الدفاعي (الذي تتخرج منه نخبة كبار الضباط الفرنسيين) صرح في يوليو الماضي، أن الإستراتيجية الأمريكية في أفغانستان "غير فعالة"، وأن "الوضع لم يكن أسوأ مما هو الآن على الصعيد الميداني". وانتقد قرار الرئيس الأمريكي باراك أوباما في ديسمبر بإرسال 30 ألف جندي أمريكي إضافي إلى أفغانستان خلال الصيف، وقال" "الجميع كانوا يعرفون أن التعزيزات يفترض أن تكون إما صفرًا أو ما يفوق المائة ألف جندي"، وأضاف ساخرًا "إننا لا نخوض نصف حروب". وأعلن وزير الدفاع الفرنسي في حينها أن الجنرال ديبورت "سيعاقب" على انتقاداته للإستراتيجية الأمريكية. وتحتفظ فرنسا حاليًا ب 3750 عسكريًا بأفغانستان، ومعظم هؤلاء يتمركزون في العاصمة كابول التي تشهد هدوءًا نسبيًا. وكان زعيم تنظيم "القاعدة" أسامة بن لادن وجه في رسالة صوتية بثت فضائية "الجزيرة" مقاطع منها الأربعاء تحذيرًا إلى فرنسا مطالبًا إياها بسحب قواتها من أفغانستان. وقال بن لادن مخاطبًا الفرنسيين إن "السبيل لحفظ أمنكم هو رفع مظالمكم وأهمها انسحابكم من حرب (الرئيس الأمريكي السابق جورج) بوش المشئومة في أفغانستان". وأضاف إن "المعادلة بسيطة واضحة: فكما تقتلون تقتلون وكما تأسرون تؤسرون وكما تهدرون أمننا نهدر أمنكم والبادي أظلم"، وتابع: "لا يستقيم أن تشاركوا في احتلال بلادنا وقتل نسائنا واطفالنا ثم تريدون العيش بأمن وسلام".