أكد وزير الشؤون الخارجية الإماراتي، الدكتور أنور قرقاش، أن أحداث العراق وسوريا وليبيا تؤكد أننا بصدد فصل جديد من فصول (الربيع العربي) وأن المنطقة مقبلة على مرحلة جديدة من التحديات والأخطار. قال الدكتور انور قرقاش في تغريدات كتبها على صفحته الرسمية في موقع التواصل الاجتماعي "تويتر" إن "السذاجة المفرطة التي تعامل معها البعض في بدايات (الربيع العربي) أصبحت مضحكة لولا أنها كانت دموية، فكرة أن المنطقة ستطوي صفحة لترحب بأخرى." وأضاف قرقاش أن "أصحاب الأجندات وبعض الحالمين تجاهلوا تاريخ المنطقة وتنوعها وأقنعوا أنفسهم والقوى الغربية أن فجرا جديدا سيسطع في تحليل أثبتت الأحداث خطأه.. وتحمس الغرب ورفاق طريقه من التيارات الحزبية لهذه النظرية الساذجة لتثبت الايام أن المنطقة كانت الخاسر الكبير في ارواح أبناؤها ومقدرات شعوبها". لافتا إلى أن "التيارات الحزبية أرادت ان تستبدل الدكتاتوريات القائمة بنموذجها الدكتاتوري اليقيني ولم تتورع من استخدام العنف في سبيل ذلك، وكانت النتيجة واضحة، وهي أن المشاريع الوطنية والقومية باءت بالفشل والنموذج الديني كذلك، والأدلة هذا الركام الذي يحيط بنا، نعم نحن أمام نفق مظلم لا نرى نهايته".
استداء السفير العراقي وفي سياق متصل، استدعت وزارة الخارجية الإماراتية اليوم عبدالله إبراهيم الشحي سفيرها في بغداد للتشاور في ظل التطورات الخطيرة التي يشهدها العراق.
وقد أعربت الوزارة في بيان لها عن بالغ قلقها من استمرار السياسات الاقصائية والطائفية والمهمشة لمكونات أساسية من الشعب العراقي الكريم.
وترى الوزارة أن هذا النهج يساهم في تأجيج الأوضاع ويكرس مسارا سياسيا يعزز من الاحتقان السياسي والنزيف الأمني على الساحة العراقية.
وقالت وزارة الخارجية في بيانها إن "دولة الامارات إذ تستنكر مجددا وتدين بأشد العبارات إرهاب داعش وغيرها من الجماعات الإرهابية والذي أدى إلى إزهاق أرواح العديد من أبناء الشعب العراقي الأبرياء إلا أن الامارات على قناعة وثقة بأن الخروج من هذا النفق الدموي لا يتم عبر المزيد من السياسات الاقصائية والتوجهات الطائفية والمتمثل في بيان الحكومة العراقية الذي صدر أمس الثلاثاء 17 يونيو".
وأكدت الوزارة أن الإمارات ترى أن الطريق الوحيد لإنقاذ العراق والحفاظ على وحدته الاقليمية واستقراره هو في تبني مقاربة وحل وطني توافقي يجمع ولا يقصي.
وجددت حرص دولة الامارات الكامل على سيادة العراق ووحدة أراضيه، وترى أن هذا المبدأ يمثل أولوية قومية عربية وتؤكد في الوقت ذاته حرصها على استقرار العراق ورفضها التام لأي تدخل في شؤونه الداخلية.
ونوهت الوزارة بإيمان دولة الامارات بأن خروج العراق من دائرة الخطر الوجودي الحالي الذي يتهدده يتمثل في نهج سياسي يتسامى على الانقسامات، وذلك عبر حكومة وحدة وطنية جامعة وشاملة لا تستثني أيا من مكونات الشعب العراقي وتسعى بكل عزم للحفاظ على وحدته الوطنية وسلامة أراضيه واستقراره.