لا اريد هذا الزواج، لم اعد اشعر اني احقق منى صفوان ذاتي و سعادتي، هنا في هذا المنزل الذي اخترت كل ركن فيه، ليكون جزء مني، و صار صعب ان افارقه، بعد ثمان سنوات، لم اعد اشعر اني اريد اكمال هذه الحياة بهذه الطريقة، ساحصل على الطلاق، برغم انه يرفض الطلاق، ربما لم يزل يحبني لكني لم اعد هنا، و سأسافر، و اترك هذه المدينة... انها كاتبة ارادت ان تحصل على الطلاق، وان تبحث عن ذاتها، و في لحظة شعرت فيها انها لم تعد تستطع الاستمرار في حياتها الاصلية ، دون سبب واضح غير احساسها هي بانها لم تعد تود ذلك، و بقيت بعد فترة الطلاق تحاول التخلص من اثر هذه العلاقة الطويلة ، بعلاقة لم تشفي الجرح بقدر ما زادت لديها الشعور انها كانت تحب زوجها و انه لم يزل يحبها، وانها لم تتجاوزه بعد. ولكن عليها ان تتجاوزه لتحصل على حياة جديدة، و حب حقيقي دائم الى الابد ، و رجل تشاركه حياتها الجديدة. تجربة اليزابيث في العقد الثالث من عمرها هي تجربة امراة تبحث عن كل شيء و الرحلة التي عاشتها و جسدتها "جوليا روبرتس" في الفيلم هي رحلة يمكن ان تعيشها اي امراة ، و تكتب عنها كل من تريد ان تنهي حياة و تبداء اخرى، تجربة اثمرت عن رواية طعام صلاة و حب و اسم بذات الاسم للبطلة جوليا روبرتس. جوليا في اثناء رحتها للهند لتصوير هذا الفيلم تعرفت على الدياينة الهندوسية، و اعتنقتها و هي فرحة بدينها الجديد و تود ان تعلمه لاطفالها الثلاثة وهو ما اثار خلافات مع زوجها الذي لم يغير دينه للهندوسية 2 جوليا في الفيلم بعد حصولها على الطلاق من الرجل الذي لم يظهر اي خلاف حاد معه تذهب في رحلة طويلة للبحث عن ذاتها، هي نفسها الرحلة الحقيقة لكاتبة الفيلم و هي رحلة تستحقها كل امراة لكن نساء قليلات يقمن بذلك ، لاسباب لم تغفلها الكاتبة لانها تعرضت لها كما يمكن لا ي سيدة ان تلاقيها، فالكاتبة التي قصدت الشرق ممثلا بالهند و بالي و حتى ايطاليا الاوربية تبدو ثقافة اهلها قريبة من ثقافة الشرق و ثقافتنا نحن العرب الذين نستغرب بل و نستهجن سفر سيدة بمفردها في رحلة تبدو بلا هدف و غير مقنعه خاصة ان كانت هذه السيدة، مطلقة
"لقد توقفت عن قول اني مطلقة لاني شعرت ان اهالي البلدة هنا لا يرحبون بذلك".
3
السيدة المطلقة التي تعيش دون علاقة حب في رحلتها خارج وطنها، تشعر بكثير من الوحدة و العزلة تظهر في ملامح روبرتس التي تجسدها بكثير من الالم و الصدق او دعونا نسمي روبرتس الان "ليز" كما هو اسمها في الفيلم
فبعد علاقة حب سريعة انقذت بها نفسها بعد الطلاق قبل سفرها، ضاعفت ليز خيبتها العاطفية ، فهي جرحت من قصة الحب السريعة التي كانت كمحطة الانقاذ بعد علاقة زواج و حب طويلة تنتهي بالفشل و الطلاق ، فكانت كمن يسقط من فوق برج في كوب قهوة
الحبيب الجديد بقيت هي على تواصل معه بعد سفرها، لم يرد على ايملاتها مباشرة لكنه بعد ذلك اتصل بها، و شيء و احد فقط جعل "ليز" توقف التواصل مع كوب القهوة ، او الحب المنقذ الذي تعلقت به لتنسى خيبة الزواج الفاشل.. انه وقوعها في الحب، و ربما وجدت الحب الحقيقي هذه المرة الذي جاء كنتيجة منطقية بعد حصولها على التوازن النفسي الذي كانت تبحث عنه
لقد تعلمت كيف تاكل كيف تتذوق الطعام و تلتهمه بلذة غير مبالية لما سيحدث بعد ذلك من تغيير في وزنها و قياس ملابسها وهو فعلا ما حدث لليز الحقيقية التي زاد وزنها و كانت مقتنعه تماما ان تغير مقاساتها و مظهرها لا يؤثر على روحها ولن يكون سبب لرفض الرجال لها و هو ما حدث فعلا
بعد التلذذ بالطعام جاء الوقت لاشباع الروح.. روحها الجائعة الهائمة و جدت مستقرا لها في الجلسات الروحية لصلاة الهنود .. في ذلك الجزء من العالم ذهبت الى هناك خصيصا لتعرف ان الله ليس في اي صلاة او طقس ديني لكن الله في داخلنا نحن و حين اوجدت الخط للتواصل معه و عثرت على روحها كان عليها ان تستعد لاشباع عاطفتها و حياتها الخاصة مع رجل كان هو الاخر يخرج من تجربة زواج .. الاثنان الان مطلقان عليهما تجاوز الامر و الاستعداد لحياة جديدة.. و ليز تعود من رحلتها وقد وجدت ذاتها الرواية كانت مفعمة بكثير من روائح ايطاليا و الهند و بالي و الفيلم كذلك، لكن كلاهما اشبعا برائحة امراة وجدت نفسها و استطاعت ان تعبر عن ذاتها و بكل حرية ..