ألقت الشرطة البريطانية صباح اليوم الثلاثاء القبض على مؤسس موقع ويكيليكس جوليان أسانج بناء على مذكرة اعتقال أوروبية صادرة بحقه. لكن متحدثا باسم ويكيليكس قال إن اعتقال أسانج "لا يغير خطط تسريب المزيد من الوثائق" في المستقبل. وقالت شرطة العاصمة لندن "ميتروبوليتان" إنها ألقت القبض على أسانج بعد أن كانت قد تلقت مذكرة الاعتقال بحقه الاثنين بعد صدورها من قبل السلطات السويدية التي تسعى لمحاكمته بشبهة الضلوع بجرائم جنسية، الأمر الذي ينفيه أسانج جملة وتفصيلا. بيان سكوتلانديارد وجاء في بيان صادر عن الشرطة البريطانية "سكوتلانديارد" أن "ضباطا من وحدة تسليم المجرمين والمشتبه بهم في شرطة العاصمة لندن قد ألقت هذا الصباح، الموافق السابع من شهر ديسمبر/كانون الأول، القبض على جوليان أسانج، نيابة عن السلطات السويدية، وذلك بشبهة الاغتصاب". وقالت الشرطة إن اعتقال أسانج، البالغ من العمر 39 عاما، تم عبر لقاء جرى الترتيب له مسبقا، إذ حضر أسانج إلى أحد مراكز الشرطة في لندن في تمام الساعة التاسعة والنصف من صباح اليوم الثلاثاء، حيث سلَّم نفسه للشرطة. هذا ومن المقرر أن يمثل أسانج لاحق اليوم أمام محكمة قضاة ويستمنستر، ليتم ترحيله في وقت لاحق إلى السويد بناء على مذكرة الاعتقال الأوروبية الصادرة بحقه من تلك البلاد. إكراه واغتصاب يُشار إلى أن السلطات السويدية كانت قد وجهت اتهامات إلى أسانج في قضايا عدة منها حالة إكراه غير مشروع، وحالتا مضايقة جنسية وحادثة اغتصاب، يُزعم أنه ارتكبها في شهر أغسطس عام 2010. وكانت الشرطة البريطانية قد اتصلت ليل الاثنين بمارك ستيفينز، محامي أسانج، بعد استلام السلطات البريطانية لمذكرة الاعتقال الأوروبية الثانية الصادرة من قبل السلطات السويدية بعد إبطال مفعول المذكرة الأولى في وقت سابق "لأسباب إجرائية". وقال ستيفينز إن موكله حريص على أن يعلم المزيد عن المزاعم المتعلقة بالقضايا المنسوبة إليه، وهو يتوق في الوقت ذاته إلى تبرئة نفسه من التهم المنسوبة إليه. وأضاف محامي أسانج قائلا: "لقد حان الوقت لكي نصل إلى نهاية المطاف، وللحصول على بعض الحقيقة والعدالة وسيادة القانون". وأردف بقوله: "إن جوليان أسانج هو الذي يقوم بمطادرة ساخنة للدفاع عن نفسه وتبرئة نفسه والحفاظ على سمعته العطرة أصلا". وقال المحامي إن أسانج سعى دوما للقاء المدعي العام السويدي، وبأساليب شتى، لإيجاد التفاصيل المتعلقة بالمزاعم التي يواجهها. "عمل كالمعتاد" من جهتها، قالت كريستين كرافينسون، المتحدثة باسم ويكيليكس، إن الموقع سوف "يواصل عمله كالمعتاد"، وذلك على الرغم من اعتقال أسانج. وقال البيان: "إن ويكيليكس مستمر في عمله، فنحن سنواصل نفس المسار الذي تم إرساؤه من قبل". وتابعت المتحدثة قائلة: "إن أي تطور بخصوص جوليان أسانج لن يبدِّل خططنا بشأن التسريبات اليوم وخلال الأيام المقبلة"، مضيفة أن مجموعة من الأشخاص من لندن ومواقع أخرى يديرون عملية تسغيل الموقع. يُذكر أن أسانج تعرض الأسبوع الماضي لانتقادات بسبب نشره آلاف الوثائق السرية المسربة على موقع ويكيليكس. فقد انتقد وزير الخارجية البريطاني، ويليام هيج، الاثنين الموقع لنشره تفاصيل تتعلق بمواقع حساسة، بعضها يقع في بريطانيا، قائلا إن مثل تلك المواقع والمنشآت يمكن ان تُستهدف من قبل الإرهابيين. أما المرشحة لمنصب نائب الرئيس عن الحزب الجمهوري الأمريكي خلال الانتخابات الرئاسية السابقة، سارة بيلين، فقد وصفت أسانج بأنه "عميل معادٍ للولايات المتحدة ويداه ملطختان بالدماء". وكان موقع ويكيليكس قد أُرغم على الانتقال إلى مخدِّم في سويسرا بعد أن كانت عدة شركات قدر رفضت مواصلة تقديم خدماتها للموقع الذي كانت الولاياتالمتحدة تستضيف مخدِّماته الرئيسية.