كشفت التحقيقات التي أجريت حول تسريب امتحانات الثانوية العامة والأساسية عن صلة بين الرجل الأول في وزارة التربية والتعليم ومن قام بتسريب الامتحانات، لكن الموضوع تم إخفاؤه في محاولة لطمس القضية وإبعاد الشبهات عن المتهمين الرئيسيين في القضية. ومهما يكن في الأمر، فإن إخفاء نتائج التحقيقات يثير الكثير من الريبة والشك حول بعض الشخصيات التي ثبت تورطها في التسريبات، وفي مقدمتهم الوزير المدلل لدى الحكومة التي لم تجرؤ حتى على تشكيل لجنة من قبلها؛ للتحقيق في قضية تهم مستقبل اليمن، حفاظاً على سمعة فتاها المدلل الذي كان يفترض أن تقيله الحكومة قبل اتخاذ أي إجراء آخر، لكنها عجائب الزمن التي جعلت هذه الحكومة الضعيفة والعاجزة والفاشلة تقود بلد الإيمان والحكمة في أصعب المراحل من تاريخه. يتساءل الناس لماذا تم إخفاء الموضوع نهائياً ولم نعد نسمع عن أي كلمة أو حتى حرف واحد حول قضية تسريب الامتحانات التي لو كانت في دولة أخرى وعند حكومة تحترم نفسها لسقطت الحكومة وزج بأعضائها في السجن لأنهم بسكوتهم يدمرون مستقبل البلاد والأجيال؟ والجواب بسيط وسهل ولا يحتاج إلى ذكاء، فأنتم السبب فيما وصلت إليه البلاد بسكوتكم وصمتكم على هذه الحكومة التي جاءت إليكم من خلال أكبر كذبة باسم التغيير والإصلاح، فأنتم لم تعرفوا هذا المعنى الذي كان يعني تغيير وإصلاح وتسوية أوضاع المسئولين وقيادات الأحزاب، وذلك عبر اختيار حكومة يرأسها أضعف شخص في التاريخ ويديرها مجموعة من الأشخاص الذين تسيرهم أحزابهم بالريموت كنترول ويتقاسم أعضاؤها المكاسب وأموال البلد وثرواته. هل يمكن أن نرى قراراً شجاعاً من الرئيس هادي بإحالة نتائج التحقيق في قضية تسريب الامتحانات إلى لجنة خاصة من قبله وحده فقط؛ لأننا لم نعد نثق في أحد من الحكومة. وقبل ذلك نطلب منه إقالة الفتى المدلل الذي تشهد وزارة التربية والتعليم في عهده أكبر عملية تخريب منظمة للتعليم في اليمن، وكل الشواهد تدل على ذلك، وأهمها وأبرزها ما حدث في امتحانات الشهادة الأساسية والثانوية للعام الماضي، وغيرها من الدلائل. ولعل الزائر للوزارة ومكاتبها في المحافظات والمديريات والمدارس في عموم المحافظات يلحظ ذلك وبكل يسر وسهولة. هل آن الأوان للعمل بحيادية وتجرد، والنظر إلى الأشخاص من خلال الكفاءة والقدرة والنزاهة، وليس بعين الحزبية والمناطقية والقرابة من أجل مستقبل البلاد المرهون بين يديكم الآن؟ أم أنكم مازلتم لم تؤمنوا بأن الشعب المسكين لا يستحق منكم التضحية من أجل إخراجه إلى بر الأمان؟