دعا الأمين العام لجامعة الدول العربية عمرو موسى الولاياتالمتحدةالأمريكية إلى تركيز جهودها من أجل حل النزاع الفلسطيني-الإسرائيلي، وليس الإكتفاء بإدارته، فيما اعتبرت حركة حماس أن ما يصدر عن الإدارة الأمريكية شكل من أشكال النفاق واللغة الهابطة. تونس- غزة- دعا الأمين العام لجامعة الدول العربية عمرو موسى الولاياتالمتحدةالأمريكية إلى تركيز جهودها من أجل حل النزاع الفلسطيني-الإسرائيلي، وليس الإكتفاء بإدارته. وقال موسى ليونايتد برس أنترناشونال على هامش مشاركته في الدورة الثانية للمنتدى الإقتصادي العربي-اليابانى التي بدأت أعمالها السبت بتونس، إن الجانب العربي يئس من عدم وجود أي نتيجة للمفاوضات الفلسطينية - الإسرائيلية التي دخلت في حلقة مفرغة و ضارة. ومع ذلك، أعرب موسى عن أمله في تكون هناك نهاية قريبة لهذه المفاوضات، وقال فيما يشبه الرد على التصريحات التي أدلت بها الجمعة وزيرة الخارجية الأمريكية هيلاري كلينتون، إنه بات يتعيّن على أمريكا بوصفها دولة عظمى وراعية لهذه المفاوضات أن تصل بالأمر إلى نتائج وألا يُختصر دورها على إدارة النزاع وإنما حل النزاع. وكانت كلينتون إعتبرت مساء الجمعة أن الولاياتالمتحدة وبقية دول العالم لا تستطيع فرض حل للصراع، وأن الإسرائيليين والفلسطينيين هما الطرفان الوحيدان اللذان يستطيعان إرساء سلام مستدام. وجدد عمرو موسى رفضه لإستئناف المفاوضات الفلسطينية-الإسرائيلية مقابل تجميد الإستيطان، وقال إن مثل هذه المفاوضات لا فائدة منها، لأن التفاوض سيكون حينذاك على سلعة تتآكل، بحيث عندما يصل طرفا المفاوضات إلى لحظة الإتفاق لن تكون هناك سلعة يمكن أن نقول إنها تساوي شيئا. وأكد أن لجنة المتابعة العربية التي ستجتمع في نهاية الأسبوع الجاري ستبحث ما ورد على لسان وزيرة الخارجية الأمريكية بشأن المفاوضات الفلسطينية-الإسرائيلية، كما ستستمع إلى الموقف الفلسطيني، وذلك قبل إقرار ما إذا كانت هناك فائدة من إستئناف المفاوضات. غير أن موسى لم يتردد في القول إن الأشهر الماضية أثبتت أنه لا فائدة من الضغط أو الدور الأمريكي لوقف الإستيطان، وذلك في إشارة إلى إعتراف الإدارة الأمريكية بفشلها في دفع حكومة نتنياهو إلى تجميد الإستيطان وليس وقفه. ويشار إلى أن الرئيس الفلسطيني محمود عباس سبق له أن اعتبر أن مفاوضاته مع إسرائيل دخلت (أزمة صعبة) بعد فشل واشنطن تجميد الإستيطان في الضفة الغربية. وترى القيادة الفلسطينية أن فشل المساعي الأمريكية، يستدعي إجراء دراسة حول خيارات المرحلة المقبلة، كما يحتاج إلى بحث من كافة جوانبه مع العرب لإتخاذ الموقف المناسب. وفي هذا الاطار، طالب القيادي في حركة حماس صلاح البردويل السبت السلطة الفلسطينية بوقف الاتصالات مع واشنطن ووقف التنسيق الأمني مع إسرائيل، كرد على ما وصفه ب(التنكر) الأمريكي للحقوق الفلسطينية.
وقال البردويل في تصريحٍ تلقت يونايتد برس انترناشونال نسخة منه، إن حديث الخارجية الأمريكية الذي قالت فيه إنه من السابق لآوانه الاعتراف بدولة فلسطينية، يأتي في إطار الخداع الذي تمارسه الولاياتالمتحدة على منظمة التحرير الفلسطينية. وأضاف إن ذلك ليس مستغرب، فنحن شهدنا تراجع أمريكي وتنكر لأبسط الحقوق الفلسطينية. ورأى أن "هذا التنكر من قبل الخارجية الأمريكية للحقوق الفلسطينية طبيعي، وخاصة أن الولاياتالمتحدة لا تعترف بقرارات الأممالمتحدة وتفسرها بالطريقة التي تراها وهي لا تعترف بحدود 1967، وهي فقط تؤمن بالنظرة الإسرائيلية". ووصف ما يصدر عن الإدارة الأمريكية بأنه شكل من أشكال النفاق واللغة الهابطة في كثير من الأحيان، وقال "عندما يصبح الأمر جدياً فإن الولاياتالمتحدة تكشر عن أنيابها وتقرر الوقوف بلا تفكير مع الرؤية الإسرائيلية"، مؤكداً أن هذا التنكر الجديد يأتي في هذا الإطار. وأضاف "كان من المقرر بعد أوسلو واعتراف منظمة التحرير بالكيان الصهيوني على 80% من أرض فلسطين أن تقوم الولاياتالمتحدة بالاعتراف بدوله فلسطينية على حدود 67 ولكن ذلك لم ولن يحدث حتى لو من باب المجاملة لمن اعترف بالكيان الصهيوني". وأوضح القيادي في حماس أن سلطة فتح تمارس قمعا غير مسبوق للمقاومة وتنسيقا أمنيا مع الاحتلال، مطالباً إياها بالتراجع عن هذا الخطأ وأن تعود إلى المربع الوطني الفلسطيني.