أزاح حزب الإصلاح (الإخوان المسلمين) بتصعيد حملته ضد وزير الدفاع الستار عن أسباب تأجيل بدء الحرب على القاعدة في حضرموت الوادي والصحراء، فيما استقبلت أمس الحملة العسكرية والأمنية المشتركة بقيادة وزير الدفاع تعزيزات إضافية في إطار استعداداتها لبدء معركة (كسر العظم). ويتردد وزير الدفاع اللواء محمد ناصر أحمد عن بدء المعركة في الوادي والصحراء خشية وقوعه في مصيدة (الرمال المتحركة)، وفق ما أفاد به "اليمن اليوم" مصدر رفيع مشارك في الحملة، مشيراً إلى أن الوزير يدرك جيداً أنه يواجه هذه المرة خصماً مزدوجاً (القاعدة والإخوان) يسعى للانتقام من موقفه في عمرانوالجوف، وتكبيد قواته المشاركة في الحملة خسائر فادحة تكون كفيلة بإقالته.
وأضاف المصدر: اللواء الركن محمد ناصر أحمد يضع ترتيبات مدروسة للحرب ضد القاعدة في مناطق الوادي والصحراء بحضرموت، كون الحملة تختلف عن سابقتها في المحفد أبين وميفعة شبوة، لعدة عوامل منها مسرح المواجهات الشاسع وغياب الهدف المحدد ومنها ما يتعلق بالجيش والأمن، حيث أكدت التقارير الاستخباراتية وجود اختراق كبير من قبل القاعدة للقوات في هذه المنطقة الخاضعة من حيث النفوذ لمستشار رئيس الجمهورية لشئون الدفاع والأمن اللواء الركن علي محسن الأحمر، فضلاً عن أنه تم تجنيد الآلاف من مسلحي الإخوان في الجيش أثناء الأزمة 2011 وتلقوا تدريبات في معسكر أنشأوه في منطقة السويري بمديرية تريم بقيادة الإرهابي جمال النهدي، قبل أن يتم توزيعهم على الوحدات العسكرية والأمنية في إطار المنطقة العسكرية الأولى، معتبراً المشاركة بهذه القوات غير مأمونة العواقب.
وشدد المصدر على حاجة الحملة العسكرية لبدء المعركة في الوادي والصحراء إلى تعزيزات عسكرية من قوات الاحتياط (الحرس الجمهوري سابقاً) والوحدات العسكرية الأخرى التي لم تكن خاضعة لنفوذ الإخوان.
وقال ذات المصدر العسكري إن المعلومات الاستخباراتية التي تم جمعها خلال الأيام الماضية تؤكد وجود نوايا مبيتة من قبل حلفاء الإخوان في الجيش المشارك في الحملة وحلفائهم القبليين للإيقاع بالجيش في مصيدة (الرمال المتحركة).
ولفت إلى أن وزير الدفاع يعمل على تفكيك مصيدة الرمال المتحركة.
وكشفت القيادية في حزب الإصلاح (رشيدة القيلي) أن ما يحدث في حضرموت من تنامي العمليات الإرهابية يأتي (رداً على سقوط عمران بيد جماعة الحوثي).. يأتي ذلك تزامناً مع تجديد حزبها (الإصلاح)، مطالباته بإقالة وزير الدفاع وتنفيذ وقفة احتجاجية أمام منزل رئيس الجمهورية عبدربه منصور هادي اليوم السبت لهذا الغرض.
وكتبت رشيدة القيلي على صفحتها الرسمية في الفيسبوك ما نصه (قسمة إخوة.. ومن سبق شل.. ومن تمرد قضيت حاجته.. أبين مقابل صعدة.. حضرموت مقابل عمران.. والضالع مقابل....! والبادئ أظلم.. الفعل ورد الفعل حين يكون حامي الدولة حراميها).
وختمت القيلي منشورها بعنوان خبر (القاعدة تستعد لإسقاط الضالع) فيييسسع إنه ماراثون ثون ثون ثون.
ويتهم حزب الإصلاح (الإخوان) وزير الدفاع بأنه سبب رئيس في انتهاء المعارك في عمران لصالح جماعة الحوثي.
وكان وزير الدافع رفض وبشدة إقحام الجيش في حرب الحوثيين والإخوان لصالح طرف ضد طرف، في حين قاتل اللواء 310 مدرع بقيادة العميد حميد القشيبي، وانتهت المعارك باقتحام الحوثيين مقر اللواء مطلع يوليو الفائت ونهب آلياته، ومقتل العميد القشيبي.
ذات الموقف يتكرر في محافظة الجوف، حيث يتمسك وزير الدفاع بموقفه الرافض تسخير الجيش لصالح طرف ما، كما رفض وبشدة إشراك الطيران الحربي لوقف التقدم الميداني من جانب الحوثيين في مديرية الغيل خلال الأيام القليلة الماضية التي سبقت العمليات الإرهابية لتنظيم القاعدة في المكلا عاصمة محافظة حضرموت.
وأمس وجّه حزب الإصلاح في موقعه الرسمي (الصحوة نت) دعوة عامة على لسان ناشطيه وصحفيين للخروج في وقفة احتجاجية صباح اليوم السبت، وذلك من أجل (تجديد مطالبة رئيس الجمهورية بسرعة إقالة وزير الدفاع ورئيس هيئة الأركان وإعادة الاعتبار لهيبة الدولة).
وقال الإصلاح على لسان المنظمين للوقفة إن لديهم برنامجاً تصعيدياً خلال الأيام القادمة.
وحدد المنظمون مكان التجمع أمام وزارة الشباب والرياضة في تمام الساعة التاسعة صباحاً ثم الانطلاق بالجميع لتنتهي الوقفة أمام منزل رئيس الجمهورية، داعين جميع وسائل الإعلام المحلية والصحفيين والناشطين إلى التفاعل وتغطية الوقفة.
وتتمركز عناصر القاعدة في عدد من مناطق ووديان حضرموت الوادي والصحراء، أهمها مديرية القطن (75% من سكانها ليسوا من أبناء حضرموت)، حوطة شبام تتبع آل بن طالب ومعظم قاطنيها تجار حشيش ومهربون، وكذلك في مديرية حجر الصيعر.
تشارك في الحملة قوات من اللواء 37 المتمركز في منطقة الخشعة وقوات من اللواء 125 المتمركز في ثمود، واللواء 135 مشاة الذي وصل سيئون قادماً من ردفان، وكتيبة من القوات الخاصة، وكتائب من قوات الأمن الخاصة والنجدة، وتعزيزات وصلت اليومين الماضيين من المنطقة العسكرية الثالثة في مأرب، وقوات من مكافحة الإرهاب وصلت من صنعاء على متن مروحيات عسكرية.
إلى ذلك أعلنت اللجنة الأمنية بمحافظة حضرموت حظر التجوال للمواطنين في مدن ومديريات المحافظة ليلاً، عقب الهجوم الإرهابي الذي استهدف مدينة المكلا مركز المحافظة مساء أمس الأول.
ودعت اللجنة الأمنية المواطنين إلى تجنب الحركة الليلية ابتداءً من الساعة التاسعة مساء وحتى صلاة الفجر، مهيبة في بلاغ لها أمس الجميع بالالتزام بهذه التوجيهات حفاظاً على سلامتهم وحتى لا يكون المواطنون عرضة لأي طارئ.
وصرحت اللجنة الأمنية بقيامها باتخاذ جملة من الإجراءات والتدابير للحفاظ على الأمن والاستقرار والسكينة العامة ومنها حظر حمل السلاح أو التجول به داخل مدينة المكلا أو المدن الرئيسية وإلزام سائقي السيارات بمختلف أنواعها بحمل وثائق إثبات ملكية السيارة وهوية مالكها، وكذا حظر حركة السيارات المخالفة لنظم المرور والتي لا تحمل لوحات أو أرقاما .
وحثت اللجنة الأمنية -في بلاغ صحفي صادر عنها نشرته وكالة الأنباء اليمنية سبأ- على أهمية تعاون الجميع والتزامهم بتنفيذ هذه التعليمات والتوجيهات حتى إشعار آخر.
من جهة أخرى أعربت السلطة المحلية بالمحافظة -في بيان لها أمس0 عن اعتزازها بالعمليات النوعية التي نفذتها أجهزة الأمن ووحدات المنطقة العسكرية الثانية مساء أمس الأول في مواجهة عناصر الشر والإرهاب وإفشال مخططهم الإجرامي الذي كان يستهدف المساس بالحياة الآمنة والمستقرة في مدينة المكلا.