أعلنت وزارة الدفاع، أمس، حظر التجوال في مدن وادي حضرموت ابتداءً من بعد صلاة المغرب حتى الفجر، تجنباً لتعرضهم لأذى جراء الحملة العسكرية والأمنية المشتركة، والمقرر أن تبدأ اليوم تمشيط مناطق ووادي حضرموت وتطهيرها من عناصر تنظيم القاعدة، فيما تواصلت بيانات الإدانة والاستنكار تجاه الجريمة الشنعاء التي ارتكبتها عناصر التطرف والإرهاب مساء الجمعة بحق 14 جندياً تم إعدامهم ذبحاً بالسكاكين. وقال ل"اليمن اليوم" مصدر مشارك في الحملة العسكرية إن الطيران الحربي واصل أمس قصفه، لليوم الثاني على التوالي، على أوكار للقاعدة في وديان شاسعة تقع بين مديريتي القطن وسيئون، ولم تتسنَّ معرفة سقوط قتلى وجرحى من تلك العناصر الإرهابية. وأشار المصدر إلى أن الحملة استكملت ترتيباتها لبدء تمشيط وادي هينين ووادي سر، في مديرية القطن، والتي تعتبر أهم معاقل التنظيم الإرهابي في حضرموت. وأضاف أن الجريمة الشنعاء التي ارتكبتها العناصر الإرهابية بحق جنود عُزَّل، زادت من معنويات الجنود المشاركين في الحملة للقضاء على هذا التنظيم الإرهابي وتطهير حضرموت واليمن عامة منه. وتتمركز عناصر القاعدة في عدد من مناطق ووديان حضرموت الوادي والصحراء، أهمها مديرية القطن (75% من سكانها ليسوا من أبناء حضرموت)، حوطة شبام تتبع آل بن طالب ومعظم قاطنيها تجار حشيش ومهربون، وكذلك في مديرية حجر الصيعر. تشارك في الحملة قوات من اللواء 37 المتمركز في منطقة الخشعة وقوات من اللواء 125 المتمركز في ثمود، واللواء 135 مشاه الذي وصل سيئون قادماً من ردفان، وكتيبة من القوات الخاصة، وكتائب من قوات الأمن الخاصة والنجدة، وتعزيزات وصلت اليومين الماضيين من المنطقة العسكرية الثالثة في مأرب، وقوات من مكافحة الإرهاب وصلت من صنعاء على متن مروحيات عسكرية. عناصر القاعدة في البيضاءوشبوة تتسلل إلى حضرموت من جهة أخرى، بدأت عناصر القاعدة في البيضاءوشبوة، أمس، التسلل إلى محافظة حضرموت، بصورة فردية، لتعزيز تواجد التنظيم هناك مع اقتراب موعد الحملة العسكرية المرتقبة لتطهير معاقل القاعدة في حضرموت. وذكرت مصادر أمنية في البيضاء ل"اليمن اليوم" أن قيادات التنظيم عقدت، السبت، اجتماعاً في مديرية الزاهر وأقرت دعم القيادي في التنظيم، جلال بلعيدي (السفاح)، الذي يقود مسلحي القاعدة في مدن وادي حضرموت، والتصدي لأية حملة عسكرية. وقالت المصادر إنه رصد تنقل عناصر من التنظيم بصورة فردية من البيضاء إلى حضرموت وبدون أسلحة، معتبرة ذلك بمثابة خطة من التنظيم للتمويه على تحركات أفرادها بين المحافظات وتلافي الضربات الجوية التي عاودتها الطائرات بدون طيار في مأرب، السبت. وتوقعت المصادر بأن ينقل التنظيم أكثر من 300 مقاتل من البيضاء، مشيرة إلى أن أولئك العدد تجمَّعوا، السبت، في الزاهر واتفقوا على الالتقاء في حضرموت والتنقل بواسطة وسائل مواصلات عامة. وفي محافظة شبوة، قالت مصادر أمنية ل"اليمن اليوم" إنها رصدت مغادرة عدد من عناصر التنظيم، مديرية الصعيد، باتجاه محافظة حضرموت المحاذية لها. ودعت قيادة المنطقة العسكرية الأولى وقيادة أمن وادي حضرموت، المواطنين إلى تجنب الحركة الليلية من بعد صلاة المغرب وحتى صلاة الفجر في طريق سيئون- الحوطة وشبام واتجاه العبر والوديان والعقاب لتفادي أي مخاطر قد تلحق بهم جراء الأعمال العسكرية والأمنية المتخذة ضد شراذم وفلول عناصر تنظيم القاعدة الإرهابي. وأهابت، في بلاغ نشرته وكالة الأنباء الحكومية (سبأ)، بالجميع الالتزام بهذه التوجيهات حفاظاً على سلامتهم حتى إشعار آخر. ودعت قيادة المنطقة العسكرية الأولى وقيادة أمن وادي حضرموت، سائقي السيارات بمختلف أنواعها إلى الحرص على حمل وثائق إثبات ملكية السيارة وهوية مالكها، لضمان سير الحركة وفقاً للضوابط المرورية واللوائح المنظمة. وفي حين حذَّر البلاغ من حركة السيارات التي لا تحمل لوحات الأرقام، أهاب بالمواطنين التعاون الكامل لتنفيذ هذه التوجيهات لما فيه المصلحة العامة، ومن يخالف سيتعرض لإجراءات قانونية صارمة. كما حذرت المنطقة العسكرية الأولى وقيادة أمن وادي حضرموت، المواطنين من تسلل العناصر الإرهابية إلى قراهم ووديانهم ومزارعهم، ودعتهم إلى الامتناع الكلي عن تأجير الشقق والمساكن للعناصر الإرهابية الغادرة وعدم إيوائهم أو التستر عليهم. كما دعت المواطنين للإبلاغ عن أي عناصر إرهابية تتواجد في منطقة الوادي والصحراء، ليتسنى للقوات المسلحة والأجهزة الأمنية ملاحقتها بمساندة اللجان الشعبية وكل المواطنين الشرفاء، حتى يتم تطهير حضرموت من العناصر الإرهابية بشكل نهائي. سياسياً، واصلت جماعة الإخوان المسلمين (الإصلاح) هجومها الإعلامي على وزير الدفاع، اللواء الركن محمد ناصر أحمد، وقالت في خطابها الإعلامي إن "تساهل الجيش في عمران زاد من نشاط الجماعة المسلحة الأخرى في حضرموت".