أشار نائب رئيس الجمهورية الأخ عبد ربه منصور هادي في كلمته التي ألقاها في افتتاح المؤتمر الرابع للتعليم العالي إلى أن التحدي الأكبر الذي يواجه مؤسسات التعليم العالي والجامعات الحكومية والأهلية بشكل خاص هو مواكبة التطورات الجارية اليوم في العالم، لأن إنسان اليوم وطالب اليوم ومناهج اليوم ليست كما كان عليه الحال في القرن العشرين. فالجامعات اليمنية اليوم تمارس نشاطها في ظل العديد من المتغيرات والتحديات المؤثرة على أدائها الأكاديمي، ومن أبرز هذه المتغيرات ظاهرة العولمة بأبعادها المختلفة والتطورات المتنامية في مجال تكنولوجيا الاتصالات وتبادل المعلومات وتكنولوجيا التعليم, وتطور احتياجات ومتطلبات المجتمع ومنظمات الأعمال في سوق العمل من البرامج والخدمات العلمية والبحثية والكوادر البشرية المتخصصة. ورافق ذلك التوسع في عدد ونوعية مؤسسات التعليم العالي في الجمهورية اليمنية سواء كانت خاصة أو أهلية أو حكومية, مما زاد من حدة التنافس بين مختلف هذه المؤسسات لتقديم برامج وخدمات ومخرجات بشرية تلبي الاحتياجات المتطورة في المجتمع وسوق العمل. وفي ظل هذه المتغيرات أصبحت الجامعات اليمنية اليوم وخصوصاً الجامعات الحكومية في أمس الحاجة إلى تطوير أدائها وبرامجها, وتنمية وتطوير مهارات العاملين فيها من أعضاء هيئة التدريس والموظفين لتحسين مستوى أدائهم الأكاديمي والوظيفي, وتحقيق معايير الجودة في برامجها ونوعية مخرجاتها لتواكب تطورات العصر ومتطلبات سوق العمل وتعزيز قدرتها التنافسية بين مؤسسات التعليم العالي في الدول التي سبقتها في هذا المجال. إن التعليم العالي اليوم يعد من أهم روافد تحقيق التقدم والتنمية والتطور لمنظمات المجتمع العامة والخاصة في العصر الحديث. الذي أصبح العالم فيه بمثابة قرية واحدة بفعل التقدم المثير في تكنولوجيا المعلومات ووسائل الاتصالات والمواصلات, وثورة الإنترنت التي جعلت معظم الجامعات ومؤسسات التعليم العالي في العالم في متناول الطالب الذي يمكنه بلمسة زر على حاسبه الشخصي المتصل بالإنترنت أن يبحر في محيط ضخم من المعلومات والبدائل المتعلقة بالتعليم العالي ويقارن بينها بسهولة ويمكنه أن يلتحق ويدرس عن بعد في أي منها بسهولة. وتحولت معايير الجودة في التعليم من معايير محلية تضعها الجهات المسئولة عن التعليم في كل دولة إلى معايير عالمية, تضعها منظمات دولية متخصصة وتشكل منطلقاً وهدفاً تسعى إليه مختلف المعاهد والكليات والجامعات. وأصبح معيار نجاح وتقدم أية جامعة أو مؤسسة تعليمية، يقاس بالمستوى العلمي والأكاديمي لخريجيها، ومدى تسلحهم بمهارات تطبيقية تتلاءم ومتطلبات سوق العمل المعاصر, وليس بعدد هؤلاء الخريجين أو بجرعات الحفظ والتلقين لمقررات بعيدة عن الواقع العملي ومتطلبات سوق العمل. إن تعزيز قدرة الجامعات اليمنية على مواكبة التطورات المعاصرة يتطلب في المقام الأول وجود قيادات إدارية وأكاديمية عليا في هذه الجامعات تؤمن بضرورة التغيير وتدرك جيداً معنى وأهمية التطوير ومواكبة المستجدات في بيئة التعليم العالي, وتسعى إلى إحداث التغيير والتطوير في مختلف جوانب ومجالات الأداء الإداري والأكاديمي بالجامعات اليمنية من خلال اتخاذ القرارات الفعالة التي تستهدف التطوير والارتقاء بأداء الجامعات لمواكبة تطورات العصر ومتطلبات سوق العمل، ودعم وتشجيع ورعاية المبدعين وصناع التغيير من أساتذة وطلاب الجامعات، وتمكينهم من نشر وتطبيق إبداعاتهم لتحقيق التطور والنهوض بجامعاتهم وتعزيز قدرتها على مواكبة أحدث التطورات المعاصرة.