قال الكاتب والمحلل السياسي محمد الغابري إن القلق الشيعي إزاء الحرب في صعدة يأتي في إطار مايسمى بالوحدة الشيعية العالم والتي أعلنت في عام 1986م بطهران في مؤتمر توحيدي خصص لهذا الغرض. ووصف الموقف الإيراني الداعي إلى وقف الحرب واستعداده للتدخل في حل سلمي للحرب "بالأمر الطبيعي بالنسبة لدولة كإيران تريد تمديد نفوذها في المنطقة والحصول على مواقع جديدة". وأضاف: في تعليق ل براقش نت: إن التصريحات الأخيرة التي أطلقها الزعيم الشيعي بلبنان حسن نصر الله وزعماء الشيعة بالعراق والداعية لوقف الحرب في صعدة تؤكد وجود قدر كبير من الدعم والتعاون بين الحوثيين والشيعة". واشار إلى وجود مكتب للحوثيين وفقا لنائبة عراقية في النجف، وكذا مكتب آخر في مدينة قم الإيرانية وهو مايؤكد وجود صلة بين جماعة الحوثي والشيعة في الوطن العربي وإيران. واعتبر الغابري أن نفي إيران المستمر للتدخل في الشؤون الداخلية لليمن هو "محاولة للفصل بين المواقف الرسمية وبين وجود تعاون ودعم من أشخاص وهيئات ومنظمات شيعية بإيران ". ووصف هذا الفصل من قبل الموقف الرسمي الإيراني بأنه "نوع من المغالطة ويفتقر للمصداقية". تخبط رسمي يمني وتوقع الغابري أن يؤثر الموقف الإيراني الحالي سلبا على العلاقات بين البلدين في المستقبل. وانتقد في ذات السياق ما وصفه ب" تناقض المواقف الرسمية اليمنية وتخبط العلاقة مع طهران " في إشارة إلى تصريحات رئيس الجمهورية وزير خارجيته الدكتور القربي المتناقضة بخصوص العلاقة مع إيران واتهامها بالتدخل في الشئون اليمنية في حين تنفذ شركة إيرانية محطة الكهرباء الغازية بمحافظة مأرب. وأكد أن ذلك التناقض في التصريحات الرسمية إزاء إيران يشير إلى عدم وجود مؤسسات يمنية متخصصة لصنع القرار. وكان رئيس الجمهورية قد استبعد ضلوع إيران بشكل مباشر في أحداث صعدة، إلا أن وزير الخارجية الدكتور القربي والناطق الرسمي للحكومة في أكثر من لقاء صحفي اتهما دولة إيران بالتورط في دعم التمرد بصعدة. التدويل غير مستبعد وفي قراءته للموقف الدولي والإقليمي قال الغابري " يبدوا أنهم كانوا يريدون الحسم العسكري مبكراً وبالتالي كان هناك قدر من المساندة للسلطة لشن الحرب ضد الحوثيين وإنهاء التمرد غير أن إطالة أمد الحرب وتجددها وكثرة مآسيها وتداعياتها ونكساتها الإنسانية خصوصا الأخيرة جعل هذه المواقف تتغير". ولم يستبعد " تدويل قضية صعدة في حال فشلت السلطة في إنهاء التمرد الحوثي". وأعرب الغابري عن مخاوفه من مخاطر هذا التدويل، مؤكداً أنه " سيكون له مخاطر جمة أقلها فقدان السيادة على الأرض اليمنية واعتبار اليمن منطقة جغرافية متنازع عليها بين عدد من الأطراف ". القلق الشيعي وكانت إيران قد أعربت في آخر موقف رسمي لها عن قلقلها إزاء استمرار الاشتباكات بين الجيش اليمني والحوثيين في منطقة صعدة بشمال غرب اليمن. وشدد المتحدث بإسم وزارة الخارجية حسن قشقاوي على "المواقف المبدئية" لبلاده في هذا الصدد، وقال: إن طهران "تشدد دوما على ضرورة العمل للحيلولة دون استخدام العنف لحل المشاكل التي يعاني منها الشعب اليمني وتعتبر أن انتهاج سياسة مبنية على الحكمة في إطار تحقيق حقوق الشعب اليمني هو السبيل الوحيد لإنهاء هذه الأزمة. وكان السيد حسن نصر الله الأمين العام لحزب الله اللبناني قد دعا الرئيس علي عبدالله صالح إلى وقف المعارك ضد تنظيم الحوثيين في صعده، مؤكدا أن الرئيس سبق أن اتصل به خلال مواجهات مايو/أيار 2008 في لبنان، وقد قام الحزب بتلبية طلبه. وناشد نصر الله الرئيس صالح قائلا: "الله بأهلك وشعبك، ولا دخل لي في التفاصيل ولكن فلتبادر لوقف نزف الشعب وفتح الباب السياسي ولوقف إطلاق النار.. لست اعرف ماذا يجري هناك ولم يطلب مني أحد إطلاق هذه المناشدة." وكان الرئيس على عبدالله صالح قد كشف عن اتصال هاتفي من مقتدى الصدر يؤكد فيه استعداده للتوسط في إنهاء القتال بصعدة.