في إطار التدخلات السافرة من قبل إيران بالشؤون الداخلية اليمنية والضغوط التي تمارسها طهران على الحكومة اليمنية لإيقاف الحرب في محافظة صعدة ، سمحت السلطات الإيرانية لإقامة تظاهرات احتجاجية لطلاب إيرانيين وصفتهم بالمؤمنيين أمام السفارة اليمنية بطهران اليوم احتجاجاً على ما وصفوه بقتل وإبادة النسل الشيعي في صعدة. وذكر موقع تحليل ثقافة الثورة الإسلامية أن الطلاب المؤمنين - حد وصف الموقع- يعتزمون التظاهر اليوم الأربعاء أمام السفارة اليمنية احتجاجاً على هجمات اليمن الجوية التي وصفوها بالوحشية نتيجة التعاطف الإيراني مع الحوثيين- إذ أن تلك الهجمات تستهدف الشيعة بصعدة وبصورة مستمرة. وحسب الموقع الإيراني أن القطيعة الحوثية بقيادة عبدالملك الحوثي ونتيجة الضغوط التي تمارسها الدولة المركزية ضد الشيعة في صعدة أجبرت الحركة على الأقدام بالمقاومة والدفاع عن حقوقهم ، وأنه بسبب التشييع في محافظة صعدة اتهمت حركة المقاومة الحوثية الدولة المركزية بالتقصير نحو عملية البناء والاستثمارات في المنطقة وأن المتظاهرين في المحافظات الجنوبية أثبتوا وجود مناطق محرومة الأمر الذي جعل نفي الدولة المركزية لاتهام الحوثي غير مقبول. ولفت موقع تحليل ثقافة الثورة الإسلامية في خبره إلى أنه في ظل اتهام اليمن لإيران وليبيا بالدفاع والمساندة عن التمرد الحوثي ، كتبت صحيفة "صهونستي أو رشليم دست" تقريراً قالت فيه أن حرب صعدة سوف يتحول إلى حرب قذرة بين إيران والسعودية باعتبارهما اللاعبين الرئيسيين في هذه المنطقة . وكان مراقبون سياسيون قد اعتبروا اتصال وزير الخارجية الإيرانية منشهر متكي بالدكتور أبو بكر القربي وزير الخارجية اليمنية أمس الأول الذي أكد فيه الأول استعداد إيران لبذل أي مساعدات لأجل إنهاء المواجهات بصعدة وإعرابه عن ثقته بأن القيادة اليمنية ستتجه لحل المشاكل والمواجهات المسلحة في محافظة صعدة عن طريق التفاهمات والمحادثات السياسية اعتبره مراقبون دعوة صريحة وعلنية من طهران لصنعاء للجلوس على طاولة الحوار تكون إيران طرفاً فيه تمثل التمرد الحوثي. ورأى المراقبون أن اتهام متكي لأطراف في المنطقة تسعى لإيجاد المشاكل بين الدولة والشعب اليمني وتشديده على أن إيران لن تقف متفرجة أمام استمرار الاشتباكات بصعدة ، رأى المراقبون أن ذلك يؤكد أن طهران لم تستطع الالتزام بالأعراف الدبلوماسية التي تحدد علاقات الدول فيما بينها. إلى ذلك أوضح وزير الخارجية اليمنية الدكتور أبو بكر القربي أن اليمن لم تسعى إلى هذه الحرب والمواجهات بصعدة وإنما تم فرضها على الحكومة من جانب الحوثيين الذين يعملون على هدم مؤسسات الدولة. وأشار القربي في تصريحات عقب اجتماع مغلق مع أمين عام جامعة الدول العربية عمرو موسى إلى أنه بحث مع موسى الوضع في اليمن وآخر مستجدات المصادمات بين الحكومة والحوثيين، كما تم بحث القضايا العربية وعملية السلام في الشرق الأوسط ، لافتاً إلى أن حكومة بلادنا لا تسعى إلى خيار الحرب، بل تؤكد على السلام كما فعلت العام الماضي في اتفاق الدوحة إلا أن ما قام به الحوثيون أدى إلى انهيار كل هذه المساعي.