يمنع على الفنانين في إيران عرض أعمال للعري أو ذات طابع جنسي...أو على الأقل يمنع ذلك في العلن. لكن العديد من الفنانين الإيرانيين جعلوا من هذا النوع من الأعمال تخصصهم وكسبوا أموالا طائلة في الخارج. مراقبتنا تعمل في معارض أوروبية للأعمال الفنية وهي توضح لنا كيف ظهرت هذه النزعة. العديد من الفنانين لهم مشوار فني مزدوج فهم رسميا يقدمون أعمالا "مسموحا بها" خالية من مشاهد العري أو الجنس أو حتى الأبعاد السياسية، فيما يستمرون سرا في إنجاز أعمال فنية مخلة يعرضونها في معارض سرية. لكن مقتني الأعمال الفنية في إيران ليسوا كثرا. لذلك يضطر عدة فنانين للبيع في الخارج. في السنوات الأخيرة رأيت أن الفنانين الشباب المغمورين يريدون الشهرة السريعة ويستخدمون الأساليب نفسها، أي أنهم يعرفون أن هذه الأعمال الفنية تلاقي إقبالا أكثر في بعض البلدان العربية وخصوصا في الإمارات العربية المتحدة حيث الزبائن يحبون فن العري أو رسوم النساء العاريات بالعباءات أو حتى رسوم إغراء فيها نساء إيرانيات بملابس مغرية. وقد بدأ بعض الفنانين يعملون على هذا الموضوع لأنه يهمهم، ولكن كثيرون غيرهم ساروا على النهج نفسه كنوع من التقليد. فكانت الأعمال تشبه بعضها كأنها نسخ بغرض تجاري بحت. واستطاع بعض الفنانين اكتساب شهرة بفضل مبيعاتهم في البلدان العربية وأصبحوا مرموقين في المعارض الأوروبية. وقد نجح بعض الفنانين الإيرانيين مثل أفشين بير هاشمي باكتساب الشهرة في سوق الفن في أوروبا إذ أصبح معروفا في دبي أولا. ولكن قليلون من يحالفهم الحظ هكذا. ولقد حاولت وأنا في باريس أن أقترح عرض أعمال فنانين إيرانيين أقل شهرة لكن اقتراحاتي لم تقبل. فالمعارض الأوروبية تولي أهمية كبيرة لسيرة الفنان وعمله: في أي معرض عرض أعماله من قبل وفي أي مهرجانات شارك وبكم باع آخر أعماله...وأنا أرى أن هذه المعارض كأنها أصبحت مافيا لا تهتم بالفن بل بالسوق والتجارة.