أكدت حركة 'حماس' الجمعة التزامها بكل التفاهمات التي جرى التوصل إليها مع القاهرة، وذلك اثر وصول وفد من قياداتها في دمشق إلى العاصمة المصرية لبحث تأجيل موعد توقيع اتفاق المصالحة المعلن في السادس والعشرين من الشهر الجاري. وقال المتحدث باسم 'حماس' سامي أبو زهري 'نؤكد تمسك الحركة بنجاح المصالحة، هذا خيار لا رجعة عنه، والتزامها أيضاً بكل التفاهمات مع المصريين بهذا الشأن' في إشارة إلى الورقة المصرية التي سبق أن عرضتها القاهرة على الفصائل الفلسطينية وأعلنت حركتا 'حماس' و'فتح' موافقتهما عليها. وذكر أبو زهري أن وفدا من قيادة حماس في دمشق يضم القياديين موسى أبو مرزوق ومحمد نصر وصل مساء الجمعة إلى القاهرة 'للالتقاء مع المسؤولين المصريين حول تحديد الموعد المناسب لجلسة الحوار المقبلة'. وقال إن هذه المشاورات 'تهدف إلى ضمان إنجاح الجهد المصري وإنهاء الانقسام'، معتبرا ان 'الأجواء الحالية لم تعد مناسبة بعد ان تسممت بفعل فضيحة موقف سلطة رام الله من تقرير غولدستون'. وكان وزير الخارجية المصري أحمد أبو الغيط أعلن في وقت سابق أن موعد توقيع الاتفاق سيكون في السادس والعشرين من الشهر الجاري، وانتقد أي محاولة لتأجيل الموعد. من جهته قال احمد جبريل، الامين العام للجبهة الشعبية لتحرير فلسطين - القيادة العامة، في حديث خصّ به 'القدس العربي' انّ الفصائل الفلسطينية المعارضة ستقوم خلال ال24 ساعة القادمة باصدار بيانٍ موجه الى المصريين لالغاء الحوار الفلسطيني في القاهرة، وذلك على خلفية فضيحة تقرير غولدستون. وقال انّ المصريين كانوا على علم بمؤامرة تأجيل نقاش التقرير، واعتبر 'ما يُعد في القاهرة طبخة مسمومة'. (نص الحديث ص 6) الى ذلك واصل الموفد الامريكي الى الشرق الاوسط جورج ميتشل الجمعة اتصالاته مع الطرفين الاسرائيلي والفلسطيني في محاولة لتحريك عملية السلام المتوقفة منذ اواخر العام 2008، وسط اجواء من التشاؤم بفرص نجاحها. والتقى ميتشل الجمعة رئيس الحكومة الاسرائيلية بنيامين نتنياهو طيلة ساعتين، كما التقى مساء الجمعة الرئيس الفلسطيني. وسيلتقي صباح السبت في القدس رئيس الحكومة الفلسطينية سلام فياض. وتجري جولة ميتشل الجديدة وسط اجواء من التشاؤم. وجاء تصريح لوزير الخارجية الاسرائيلي افيغدور ليبرمان ليقضي على اي امل بتحقيق اي تقدم في عملية السلام عندما قال انه لا يرى امكانية للتوصل الى اتفاق شامل مع الفلسطينيين. ومما قاله ليبرمان 'الذين يعتقدون ان بالامكان التوصل خلال السنوات القليلة المقبلة الى اتفاق شامل ينهي النزاع لا يفهمون الحقيقة. انهم يزرعون الاوهام ويدفعوننا باتجاه نزاع شامل'. ويفاخر الجانب الاسرائيلي بانه لم يقدم اي تنازل، ونتنياهو لم يتراجع قيد انملة بالنسبة لمسألة الاستيطان رغم مطالبة الامريكيين بتجميده. وكتبت صحيفة 'جيروزاليم بوست' تحليلا الجمعة جاء فيه 'تعتبر هذه الحكومة ان الجهود التي تبذل لاجراء مفاوضات مع الفلسطينيين تعرقلت بسبب الشروط المبالغ فيها التي وضعتها الولاياتالمتحدة حول المستوطنات، وفي الوقت نفسه ازداد التوتر على الارض'. ولا يتوانى بعض المسؤولين الاسرائيليين عن السخرية من الرئيس الامريكي باراك اوباما الذي يصفونه بانه 'ساذج وغير واقعي' ،حسب ما نقلت صحيفة 'هآرتس' التي اعتبرت ان هذا الامر بدأ يزعج فعلا الادارة الامريكية.