قتل ناشط السلام والصحافي الايطالي فيتوريو اريغوني فجر الجمعة على يد جماعة سلفية بعد فترة وجيزة من اختطافها له مساء الخميس، وهو ما استنكرته حكومة حماس التي أكدت انها ستلاحق مرتكبي هذه "الجريمة البشعة" . وأعلنت مصادر أمنية فسطينية في قطاع غزة فجر الجمعة العثور على جثة اريغوني وهو عضو في حركة التضامن الدولية مع الشعب الفلسطيني وقد اختطفته جماعة سلفية الخميس في مدينة غزة. وقد قتل خنقا في شقة شمال غرب مدينة غزة. وسارعت حكومة حماس في مؤتمر صحافي عقدته فجر الجمعة إلى "استنكار" مقتل اريغوني معتبرة انها "جريمة بشعة لا تعبر عن قيمنا وديننا وعاداتنا وتقاليدنا". واكدت أنها "ستلاحق باقي أفراد المجموعة وستنفذ القانون بحقهم". وكانت مجموعة سلفية في غزة تطلق على نفسها اسم (سرية الصحابي الهمام محمد بن مسلمة) أعلنت في شريط فيديو بعنوان "فيديو اختطاف الصحافي الايطالي" فيتوريو اريغوني "نعلن مسؤوليتنا عن هذه العملية ونطالب ما يسمى حكومة (اسماعيل) هنية المحاربة لشرع الله الافراج عن جميع معتقلي السلفية الجهادية وعلى رأسهم الشيخ هشام السعيدني". واتهم السلفيون حكومة حماس باعتقال السعيدني وهو أحد قادتهم الشهر الماضي وهو ما لم تؤكده حماس حينها. وهددت المجموعة بإعدام الرهينة الذي ظهر معصوب العينين في الفيديو وتغطي وجهه الدماء، وقالت "نعلمكم انه اذا لم يتم تنفيذ مطالبنا على وجه السرعة وفي خلال اقل من 30 ساعة من تاريخ 14 نيسان/ ابريل بدءا من الساعة 11 صباحا سيتم تنفيذ الاعدام في هذا الاسير بعد انتهاء المهلة" أي الجمعة عند الساعة 14,00 تغ.
وأوضح ايهاب الغصين المتحدث باسم وزارة الداخلية في حكومة حماس خلال المؤتمر ان وزارته "قامت منذ وصول اشارة اختطاف المتضامن الايطالي فيتوريو اريغوني بالاستنفار الكامل والبحث والتحري وأسفرت عن الاستدلال على أحد أفراد المجموعة والذي اعترف على باقي المجموعة ودل على المكان الذي يوجه فيه المتضامن".
واضاف "تحركت الأجهزة الأمنية بكل حكمة وسرعة نحو المكان فوجدت المختطف قد قتل منذ ساعات بطريقة بشعة (حسب تقرير الطب الشرعي)".
واشار الغصين إلى أن "المعطيات الأولية تشير إلى نية الخاطفين هي القتل حيث تمت عملية القتل بعد فترة وجيزة من اختطافه".
وأوضح أن "الدوافع وراء هذه الجريمة وان كانت تبدو بشكل فكري معين، تدلل على أيادي ما زالت تتآمر على شعبنا الفلسطيني في غزة وتريد تحقيق حالة من إرهاب لحركة الشعوب العالمية المتضامنة مع قطاع غزة" مشيرا إلى أن "العدو الصهيوني يبحث في سبل منع أسطول الحرية الثاني (من الوصول الى قطاع غزة) بعد أن كان للحملات الدولية التضامنية اثر ودور في خلخلة الحصار المفروض منذ خمس سنوات".
ومن المقرر أن ينقل اسطول دولي صغير يضم 15 سفينة على متنها ناشطون من 25 دولة "في اواخر حزيران/ يونيو" مساعدات انسانية الى غزة.
وسيتم إرسال هذا الاسطول على رغم فشل محاولة اولى في 2010 بعد هجوم اسرائيلي اسفر عن مقتل تسعة اتراك، كما أكدت الأربعاء مؤسسة المساعدة الانسانية، المنظمة التركية غير الحكومية التي شاركت في تنظيم المشروع.
وشدد الغصين على أن هذه "الجريمة لا تعكس الحالة الحقيقية لأجواء الأمن والنظام في قطاع غزة" مؤكدا أن "الحكومة ستبقى حريصة على تعزيز الاستقرار والأمن والأمان حيث أن هذه الحادثة هي الأولى من نوعها منذ سنوات".
وبدأت العلاقة بين حماس والسلفيين تتأزم بعد ان قتلت قوات الأمن التابعة لحماس قائد جماعة جند انصار الله السلفية عبد اللطيف موسى مع 24 من عناصره خلال اشتباكات في مسجد في مدينة رفح جنوب القطاع في آب/ اغسطس 2009 بعد اعلانه قيام امارة اسلامية في غزة.
وبالرغم من قلة عدد اعضاء الجماعات السلفية في غزة والذي لا يزيد عن "المئات" بحسب ما اكد لوكالة فرانس برس مسؤول في احدى هذه المجموعات يدعى ابو البراء، الا ان هذه الجماعات القريبة فكريا من القاعدة تزعج حركة حماس باطلاقها الصواريخ على اسرائيل بالرغم من التهدئة غير المعلنة مع الدولة العبرية، وهو ما تنفيه حكومة حماس.
ويتهم هؤلاء السلفيون حكومة حماس بملاحقة عناصرهم واعتقال العشرات منهم لمواصلتهم اطلاق الصواريخ على اسرائيل، كما يؤكد المسؤول السلفي نفسه.
ومن أبرز الجماعات السلفية في القطاع (جند انصار الله) و(جيش الاسلام) و(التوحيد والجهاد) إلى جانب (جيش الأمة) و(أنصار السنة)، بحسب ابو البراء الذي يؤكد انه "ليس هناك أدنى تناقض بين تلك التشكيلات" ايديولوجيا.
وأعلنت حماس في ايار/ مايو 2007 انها قطعت أي صلة لها بمجموعة جيش الاسلام، وذلك بعد قيام المجموعة السلفية بخطف مراسل هيئة الاذاعة البريطانية (بي بي سي) في غزة آلن جونستون الذي حررته قوات حماس بعدما أمضى أربعة أشهر في الأسر.